مسيرة روبرتو لوبيز «السريالية»... من العمل في مصرف إلى اللعب مع منتخب الرأس الأخضر

أكد أن ممارسة كرة القدم ومشاركته على المستوى الدولي مع بلاده كانتا ضرباً من المستحيل

لوبيز (وسط) في مواجهة أمام فريق سانت باتريك  -  لوبيز بعد تأهل فريقه لنهائي كأس آيرلندا
لوبيز (وسط) في مواجهة أمام فريق سانت باتريك - لوبيز بعد تأهل فريقه لنهائي كأس آيرلندا
TT

مسيرة روبرتو لوبيز «السريالية»... من العمل في مصرف إلى اللعب مع منتخب الرأس الأخضر

لوبيز (وسط) في مواجهة أمام فريق سانت باتريك  -  لوبيز بعد تأهل فريقه لنهائي كأس آيرلندا
لوبيز (وسط) في مواجهة أمام فريق سانت باتريك - لوبيز بعد تأهل فريقه لنهائي كأس آيرلندا

عندما كان روبيرتو «بيكو» لوبيز في الرابعة والعشرين من عمره كان يلعب مع أحد الأندية كمدافع، في الوقت الذي يعمل فيه بوظيفة ثابتة في أحد البنوك في مسقط رأسه بمدينة دبلن الآيرلندية، حيث كان يعمل كمستشار للرهن العقاري وكان ينتظره مستقبل مشرق في هذه الوظيفة، لكنه لم يحبها.
وبعد ثلاث سنوات، أصبح لوبيز لاعب كرة قدم محترفاً وسوف يشارك في تصفيات كأس الأمم الأفريقية خلال الشهر الجاري مع منتخب بلاده، الرأس الأخضر، الذي يتحدر منه والده والذي شارك في أول مباراة دولية معه في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. يقول لوبيز عن ذلك: «إنه شيء مجنون وسريالي للغاية».
وعندما كان لوبيز في سن المراهقة، كان من المستبعد أن يواصل هذا الشاب مسيرته الكروية حتى يلعب على المستوى الدولي. وكان في ذلك الوقت يلعب إلى جانب جون إيغان، الذي يلعب الآن مع نادي شيفيلد يونايتد، في خط دفاع منتخب آيرلندا تحت 19 عاما. وكان لوبيز يلعب مع نادي بوهيميانز، الذي يلعب في الدوري الآيرلندي الممتاز لكن لم تكن لديه الموارد التي تمكنه من إبرام عقود احتراف مع اللاعبين. وبعد خمس سنوات، كان لوبيز لا يزال يلعب مع النادي نفسه، في الوقت الذي كان يواصل فيه التقدم في عمله بالبنك.
ثم عرض عليه نادي شامروك روفرز الآيرلندي - وهو المنافس التقليدي لنادي بوهيميانز - عقدا لمدة سنتين ونصف السنة، لكي يترك النادي الذي يلعب له منذ طفولته ويترك وظيفته في البنك أيضا. وقد كانت هذه الخطوة بمثابة مخاطرة كبيرة، لأن نادي شامروك روفرز لم يقدم له العرض المالي الذي يجعله يترك وظيفة آمنة. يقول لوبيز عن ذلك: «لقد قلت لنفسي إنه لا ينبغي أن أشعر بالقلق على شيء لم يحدث بعد، وعلى الأقل فإن هذه الخطوة ستجعلني سعيدا لبضع سنوات. وبعد ذلك، استقلت من وظيفتي في البنك، وحققت حلمي باحتراف كرة القدم».
لكن لوبيز شعر بالخوف بعد بضعة أشهر عندما استيقظ في صباح أحد الأيام وهو يعاني من ألم في الخصية. كان لوبيز يأمل أن تتحسن حالته بعد قليل، لكن الأمر ازداد سوءا. ويقول عن ذلك: «اتصلت بالطبيب وطلب مني أن أذهب إليه. وفي غضون 15 دقيقة فقط كنت قد وصلت إليه، وفي تلك المدة القصيرة تضاعف الألم بمقدار عشر مرات. وقال الطبيب إنني قمت بلف الخصيتين وبدأ يشرح احتمالات تأثير ذلك.
لكنني قلت له: «نعم، لا يهمني، يمكنك أن تستأصلهما إذا كنت أريد لكن أهم شيء هو أن توقف هذا الألم! لذلك حولني الطبيب إلى أحد المستشفيات، واضطررت للذهاب إلى المستشفى مباشرة، لأن الطبيب قال لي إن هناك فترة تتراوح بين ست وثماني ساعات يمكن فيها الحفاظ على الخصية. وكان يتعين علي أن أقود السيارة إلى منزل والدتي لكي آخذها معي إلى المستشفى، وكنت أقود السيارة وإحدى قدمي خارج النافذة من شدة الألم». وتم نقل لوبيز إلى المستشفى وعولج بسرعة، وبعد أسبوعين وبمجرد التئام مكان الغرز، عاد للتدريبات مع النادي.
لقد ساعد لوبيز نادي شامروك روفرز على تحقيق نتائج جيدة على المستوى المحلي والتأهل إلى البطولات الأوروبية كل موسم. كما وصل الفريق إلى المباراة النهائية لكأس آيرلندا ضد نادي دوندالك. يقول لوبيز: «ومع ذلك، وحتى في بداية هذا الموسم، لم أقل قط إنني سأصبح لاعب كرة قدم دولياً»، رغم أن المدير الفني لمنتخب الرأس الأخضر، روي أغواس، كان على اتصال به.
يقول لوبيز: «لقد كان لدي حساب على موقع (لينكد إن) منذ أن كنت في الجامعة، وفي أحد الأيام كنت ألقي نظرة على حسابي وأتذكر أنني تواصلت مع روي أغواس بعدما ظهر اسمه أمامي. وفي وقت لاحق تلقيت رسالة منه، وكانت الرسالة باللغة البرتغالية واعتقدت أنها بريد مزعج لذا لم أفتحها. كان ذلك في أكتوبر 2018، وفي سبتمبر (أيلول) من هذا العام تلقيت رسالة أخرى تقول: «هل فكرت في الأمر؟. لكنني كنت أقول: أي أمر هذا؟ لذلك قمت بترجمة الرسالة الأصلية. لقد كانوا يبحثون عن لاعبين جدد للانضمام إلى المنتخب».
وضحك لوبيز وهو يواصل تذكر هذه القصة، قائلاً: «لقد اعتذرت لهم وقلت إنني أشعر بالأسف لأنني لا أتحدث اللغة البرتغالية، لكنني أحب أن أشارك إذا لم يكن الأوان قد فات. ولحسن الحظ أنه رد قائلاً: حسنا أعطني رقم هاتفك المحمول». ولعب لوبيز أول مباراة دولية مع منتخب الرأس الأخضر في مباراة ودية أمام توغو في فرنسا الشهر الماضي، ثم لعب مباراة أخرى أمام نادي مرسيليا. ويشعر لوبيز بأنه قدم مستويات جيدة لكنه لا يعرف ما إذا كان سينضم لقائمة المنتخب في مباراته أمام الكاميرون خلال الشهر الجاري في تصفيات كأس الأمم الأفريقية أم لا. لكن لا يوجد لديه أدنى شك في أنه اكتسب خبرات كبيرة من هذه التجربة.
يقول لوبيز: «دائما ما كانت الرأس الأخضر جزءاً من هويتي، لكن نظراً لأن اسم روبيرتو لوبيز غريبا هناك، فعندما يسمع الناس هذا الاسم فإنهم يسألون: من أين أنت؟ وأشرح لهم ذلك قائلا إن والدي من الرأس الأخضر». وأشار لوبيز إلى أنه التقى بشخص واحد آخر من الرأس الأخضر في آيرلندا، قائلاً: «إنني أتعمق الآن في فهم الثقافة والتراث في الرأس الأخضر، وهو الأمر الذي يجعلني أشعر بالفخر. وحتى صديقتي، ليا، التي تعمل مدرسة تاريخ أصبحت تبحث عن تاريخ هذا البلد. إنه أمر مثير للاهتمام حقا، لأن مجرد الاشتراك مع الفريق قد فتح عقلي وجعلني أدرك أنني لم أكن أعلم الكثير عن هذا البلد».
وبدأ لوبيز يدرك مثل هذه الأمور عندما اضطر للغناء أمام الفريق، حيث يقول: «كنت أعتقد أنني سأغني شيئاً أعرفه بالفعل، لكنهم قالوا إنهم يريدون أن أغني أغنية بلغة الكريول (لغة ناتجة عن اختلاط بعض اللغات مع بعضها البعض). وبعد تناول وجبة الغداء ذهبت إلى غرفتي ودخلت على موقع (سبوتيفي) ووجدت أغنية تسمى (دانس مامي كريولا). وعندما نزلت وغنيت السطر الأول من الأغنية انضم إلي الجميع في الغناء. ربما أخطأت في نطق بعض الكلمات، لكن الجميع كان يدعمني لدرجة أن الأمر تحول إلى شكل من أشكال الجنون، لكن ذلك ساعدني كثيرا على الشعور بالاستقرار والاندماج في صفوف الفريق».
ويضيف: «لقد كانت أجواء إيجابية للغاية. إنه لأمر رائع حقاً أن أكون جزءاً من ذلك الفريق عندما ترى ما يعنيه تمثيل منتخب بلادك بالنسبة لهم، ومدى تفاني جميع اللاعبين حتى في المباريات الودية أو المباريات التي تقام من دون جمهور». ويقول لوبيز عن والده، كارلوس، الذي غادر وطنه في سن السادسة عشرة وأمضى سنوات وهو يسافر كرئيس الطهاة على متن إحدى السفن قبل أن يفتح مقهى في بلجيكا: «عندما عدت من هذه الرحلة مع منتخب بلادي كانت عيناه تلمعان من شدة السعادة».
ويضيف: «عدد الأشخاص من الرأس الأخضر الذين يعيشون بالخارج أكثر من عدد المواطنين بالداخل، وجميعهم نشطاء للغاية على وسائل التواصل الاجتماعي. لقد تلقى والدي رسائل من عائلات في جميع أنحاء العالم تهنئه على مشاركتي مع منتخب الرأس الأخضر، وكان أعمامي ينشرون رسائل من صفحات لأشخاص من الرأس الأخضر. وقد تلقيت رسائل من أبناء عمومتي لم أكن أعرفهم من قبل. لقد جعلني ذلك أشعر بالفخر. وعندما أفكر في أنه كان من الممكن ألا يحدث كل ذلك لأنني لم أرد على رسالة على موقع (لينكد إن)، فإنني أفتح جميع الرسائل الآن وأرد عليها».


مقالات ذات صلة

راسينغ الأرجنتيني بطلاً لأميركا الجنوبية للمرة الأولى في تاريخه

رياضة عالمية لاعبو راسينغ كلوب خلال التتويج باللقب (أ.ف.ب)

راسينغ الأرجنتيني بطلاً لأميركا الجنوبية للمرة الأولى في تاريخه

توج فريق راسينغ كلوب الأرجنتيني بلقب كوبا سود أمريكانا لأول مرة في تاريخه بعد الفوز على كروزيرو البرازيلي بنتيجة 3 / 1 في المباراة النهائية مساء السبت.

«الشرق الأوسط» (أسينسيون )
رياضة عالمية منتخب النجوم السوداء قدم مستويات سيئة للغاية في التصفيات الأفريقية (منتخب غانا)

المشاكل الإدارية تعصف بجيل رائع من المواهب الغانية

لم تحقق غانا الفوز الذي كانت تحتاج إليه أمام أنغولا، يوم الجمعة قبل الماضية، وبالتالي لن يشارك محمد قدوس وتوماس بارتي وأنطوان سيمينيو في كأس الأمم الأفريقية

جوناثان ويلسون (لندن)
رياضة عالمية لاعبو فالنسيا يحتفلون بأحد الأهداف الأربعة في مرمى بيتيس (إ.ب.أ)

«لا ليغا»: فالنسيا يغادر مؤخرة الترتيب بنقاط بيتيس

كلّل فريق فالنسيا عودته إلى المنافسة عقب الفيضانات المدمرة في شرق البلاد، بفوز كبير على ضيفه ريال بيتيس 4-2.

«الشرق الأوسط» (فالنسيا)
رياضة عالمية ليفركوزن اكتسح ضيفه هايدنهايم بخماسية (أ.ف.ب)

«البوندسليغا»: ليفركوزن ودورتموند يستعيدان ذاكرة الانتصارات

استعاد فريقا باير ليفركوزن، حامل اللقب، وبوروسيا دورتموند نغمة الانتصارات في دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم (البوندسليغا).

«الشرق الأوسط» (ليفركوزن)
رياضة عالمية الإنجليزي هاري كين مهاجم بايرن ميونيخ الألماني (د.ب.أ)

كين: سأواجه الانتقادات «في أرض الملعب»

ردّ الإنجليزي هاري كين، مهاجم بايرن ميونيخ الألماني، على الانتقادات الموجَّهة إليه، قائلاً إنه سيتحدَّث «في أرض الملعب».

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
TT

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)

قال باولو فونيسكا مدرب ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة، إن الفوز على فينيتسيا بعد ثلاث مباريات دون انتصار هذا الموسم، بنفس أهمية مواجهة ليفربول أو غريمه المحلي إنتر ميلان.

ويتعرض فونيسكا للضغط بعدما حقق ميلان نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات، وقد تسوء الأمور؛ إذ يستضيف ليفربول يوم الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال قبل مواجهة إنتر الأسبوع المقبل. ولكن الأولوية في الوقت الحالي ستكون لمواجهة فينيتسيا الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء والذي يحتل المركز قبل الأخير بنقطة واحدة غداً (السبت) حينما يسعى الفريق الذي يحتل المركز 14 لتحقيق انتصاره الأول.

وقال فونيسكا في مؤتمر صحافي: «كلها مباريات مهمة، بالأخص في هذا التوقيت. أنا واثق كالمعتاد. من المهم أن نفوز غداً، بعدها سنفكر في مواجهة ليفربول. يجب أن يفوز ميلان دائماً، ليس بمباراة الغد فقط. نظرت في طريقة لعب فينيتسيا، إنه خطير في الهجمات المرتدة».

وتابع: «عانينا أمام بارما (في الخسارة 2-1)، لكن المستوى تحسن كثيراً أمام لاتسيو (في التعادل 2-2). المشكلة كانت تكمن في التنظيم الدفاعي، وعملنا على ذلك. نعرف نقاط قوة فينيتسيا ونحن مستعدون».

وتلقى ميلان ستة أهداف في ثلاث مباريات، كأكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف هذا الموسم، وكان التوقف الدولي بمثابة فرصة ليعمل فونيسكا على تدارك المشكلات الدفاعية.

وقال: «لم يكن الكثير من اللاعبين متاحين لنا خلال التوقف، لكن تسنى لنا العمل مع العديد من المدافعين. عملنا على تصرف الخط الدفاعي وعلى التصرفات الفردية».

وتابع فونيسكا: «يجب علينا تحسين إحصاءاتنا فيما يتعلق باستقبال الأهداف، يجب على الفريق الذي لا يريد استقبال الأهداف الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر. نعمل على ذلك، يجب على اللاعبين أن يدركوا أهمية الاحتفاظ بالكرة».