بروج البلجيكية «فينيسيا الشمال»

استحقت اللقب بسبب العدد الكبير من القنوات والجداول الجارية بين جنباتها

مثل فينيسيا تتنفس بروج روحها من قنواتها المتعددة
مثل فينيسيا تتنفس بروج روحها من قنواتها المتعددة
TT

بروج البلجيكية «فينيسيا الشمال»

مثل فينيسيا تتنفس بروج روحها من قنواتها المتعددة
مثل فينيسيا تتنفس بروج روحها من قنواتها المتعددة

تعد مدينة بروج البلجيكية من أجمل الوجهات السياحية الأوروبية في الوقت الحالي. وليس غريباً أن يتحول وسطها أحد المواقع المدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، إذ يرجع تاريخها إلى عصور ما قبل التاريخ، تلتها فترات هيمنة رومانية، ثم عمليات التوغل التي قامت بها قبائل الفرانكس وبعدها قبائل الفايكينغ. وطوال هذه الفترات، ظلت بروج من أهم الموانئ الاستراتيجية على السواحل البلجيكية.
لكن فترة ازدهارها كانت بين القرنين الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين نظراً للممرات المائية الصالحة للتجار وللأثرياء على حد سواء. وبحلول القرن التاسع عشر، انسدت الممرات المائية بالطمي مما أسفر عن صعوبة استخدامها في الانتقال ومن ثم إلى تباطؤ النمو الاقتصادي في المدينة التي غابت في سبات مثل الأميرة النائمة تحتاج إلى قبلة تعيد لها الحياة. وجاءت هذه القُبلة عبر السياحة. فاعتباراً من القرن التاسع عشر، تحولت إلى وجهة سياحية تستقطب أثرياء بريطانيا وفرنسا. فمن حسن الحظ أن الحروب، بما فيها الحرب العالمية الثانية لم تنل منها وبقيت الكثير من معالمها التاريخية صامدة تُضفي عليها عظمة تاريخية ورومانسية تستحضر حكايات من الخيال. لهذا ليس غريباً أن يُطلق عليها في بعض الأحيان مسمى «فينيسيا الشمال» استناداً إلى العدد الكبير من القنوات والجداول التي تجري بين جنباتها، إضافة إلى هندسة مبانيها التي ترجع إلى العصر القديم ما بين القرنين الثاني عشر والخامس عشر الميلاديين.
عبر شوارعها المرصفة بالحصى وكل القنوات والجداول التي تتراص على جانبيها الأشجار، يتجلى سحرها التاريخي الأخاذ.
ساحة السوق الرئيسية من الأماكن المركزية التي يمكن الانطلاق منها لاستكشاف المدينة. فهي تتخذ موقعاً مركزياً يطل على مبنى مجلس المدينة وبرج الجرس، وبضع مبانٍ من فترات زمنية مختلفة، بما في ذلك مبنى محكمة المقاطعة «بروفيشينال هوف» المبني على الطراز القوطي المعماري الجديد. وليس ببعيد عن هنا، يوجد متحف «فرايتس» الغريب والجميل في آنٍ واحد. متحف مخصص لتاريخ وثقافة البطاطس البلجيكية المقلية، فضلاً عن متحف الشوكولاته، ومتحف المصابيح، وحتى متحف أدوات التعذيب رغم جاذبيته المرضية.
ويُطل على ميدان بروج الفسيح بالقرب من ساحة السوق، مبنى «شتادهويس» لمجلس المدينة، وقصر المحكمة (المعروف حالياً باسم إدارة السياحة). وتتفرع الشوارع الجانبية انطلاقاً من هذه الأماكن العامة المفتوحة إلى قناة «ديفر»، حيث يمكن العثور على متحف «غروينغ» للفنون الجميلة. يضم مقتنيات وأعمالاً فنية للفنان «يان فان آيك» وغيره من أساتذة الفنون الفلمندية. كما يوجد هنا متحف مخصص لأعمال الفنان الفلمندي الكبير «هانز ميملينغ»، فضلاً عن متحف الألماس. ولأنه من الصعب زيارة كل هذه الأماكن في يوم واحد، فمن الضروري معاودة الزيارة أو قضاء بضعة أيام للتعرف على مدى ثراء التاريخ والجماليات المعمارية التي تحتضنها المدينة.
مبنى «شتادهويس» لمجلس المدينة في ميدان بروج، وحده تُحفة تاريخية ترجع إلى القرن الرابع عشر، ويمكن فيه الاستمتاع بمنظر سقف مزخرف بالكامل. ولا يمكن أن ننسى بُرج الجرس في وسط المدينة، الذي يعود تاريخ تشييده إلى القرن الثالث عشر الميلادي ويضم وحده 48 جرساً كبيراً.
ويرتفع بناء البرج 83 متراً عن سطح الأرض، ويُنصح بتسلقه عبر درج ضيق بالغ الانحدار، يتكون من 336 سُلمة لكي تستمتع بالمنظر الأخاذ المطل على القنوات والجداول مع استشراف الأسطح الحمراء المائلة من القرميد الأحمر العتيق.
أما أفضل مناظر مدينة بروج، فتتبدى من رصيف «روزاري» أو «روزينهودكاي»، الذي يطل على بحيرة الحب الرومانسية الهادئة، ويعتبر أحد أفضل المواقع لالتقاط الصور التذكارية في مدينة بروج لما يتمتع به من أضواء تتلألأ في المساء، هذا عدا عن طواحين الهواء التي تتيح التقاط صور بديعة للمدينة من على بُعد، لا سيما وقت غروب الشمس.
- من بين الأماكن الأخرى التي تستحق الزيارة هنا أيضاً، نذكر «ركن الشوكولاته»، وشارع «مورسترات»، الذي اشتهر بشخصية المفتش «فان إن» من روايات المؤلف البلجيكي المعروف «بيتر آسبي».
- أما بالنسبة إلى المطاعم، وإن كنت تبحث عن لمسة متوسطية راقية فيمكنك تجربة مطعم «أوليف تري»، وبالنسبة للنباتيين، مطعم «دي بلاتس»، الذي يقدم الطعام الصحي والطازج مما يجعله أحد الخيارات للغداء أو العشاء غير المتقيد بالرسميات. وهناك مطعم ومخبز «كاربي دايم» لعشاق الكلاسيكيات مع مجموعة كبيرة من مختلف أنواع الشاي.
- من أفضل وسائل التجوال عبر شوارع المدينة المتعرجة، العربات التي تجرها الخيول، أو الخروج في نزهة على طول القنوات المائية، أو بركوب أحد القوارب لمشاهدة الحدائق البديعة والجسور المشيدة والمبان ذات المعالم المعمارية الرائعة عن قُرب.
- أفضل الأوقات لزيارة بروج، هي فصل الربيع، عندما تكتسي الحقول والشوارع بالنرجس البري، أو فور انقضاء موسم أعياد الميلاد في فصل الشتاء، عندما تكتسي حُلة ثلجية ناصعة البياض.



ما أجمل المباني السياحية في بريطانيا؟

«قصر باكنغهام»... (إنستغرام)
«قصر باكنغهام»... (إنستغرام)
TT

ما أجمل المباني السياحية في بريطانيا؟

«قصر باكنغهام»... (إنستغرام)
«قصر باكنغهام»... (إنستغرام)

أجرى باحثون استطلاعاً للرأي على مستوى البلاد لاكتشاف أجمل المباني وأبرزها في جميع أنحاء المملكة المتحدة، حيث جاء كل من: «كاتدرائية القديس بول» (بنسبة 21 في المائة)، و«كاتدرائية يورك» (بنسبة 18 في المائة)، و«دير وستمنستر آبي» (بنسبة 16 في المائة)، و«قصر وارويك» (بنسبة 13 في المائة)، جميعها ضمن القائمة النهائية.

مع ذلك جاء «قصر باكنغهام» في المركز الأول، حيث حصل على 24 في المائة من الأصوات. ويمكن تتبع أصوله، التي تعود إلى عام 1703، عندما كان مسكناً لدوق باكنغهام، وكان يُشار إليه باسم «باكنغهام هاوس».

وفي عام 1837، أصبح القصر البارز المقر الرسمي لحاكم المملكة المتحدة في لندن، وهو اليوم المقر الإداري للملك، ويجذب أكثر من مليون زائر سنوياً.

يحب واحد من كل عشرة (10 في المائة) زيارة مبنى «ذا شارد» في لندن، الذي بُني في عام 2009، بينما يرى 10 في المائة آخرون أن المناطق البيئية لمشروع «إيدن» (10 في المائة) تمثل إضافة رائعة لأفق مقاطعة كورنوول.

برج «بلاكبول» شمال انجلترا (إنستغرام)

كذلك تتضمن القائمة «جناح برايتون الملكي» (9 في المائة)، الذي بُني عام 1787 على طراز المعمار الهندي الـ«ساراكينوسي»، إلى جانب «ذا رويال كريسنت» (الهلال الملكي) بمدينة باث (9 في المائة)، الذي يضم صفاً من 30 منزلاً مرتبة على شكل هلال كامل، وبرج «بلاكبول» الشهير (7 في المائة)، الذي يستقبل أكثر من 650 ألف زائر سنوياً، وقلعة «كارنارفون» (7 في المائة)، التي شيدها إدوارد الأول عام 1283.

وتجمع القائمة التي تضم 30 مبنى، والتي أعدتها مجموعة الفنادق الرائدة «ليوناردو هوتلز يو كي آند آيرلاند»، بين التصاميم الحديثة والتاريخية، ومنها محطة «كينغ كروس ستيشن»، التي جُددت وطُورت بين عامي 2006 و2013، وساحة «غريت كورت» المغطاة التي جُددت مؤخراً داخل المتحف البريطاني، جنباً إلى جنب مع قلعة «هايكلير» في مقاطعة هامبشاير، التي ذاع صيتها بفضل مسلسل «داونتون آبي».

ليس من المستغرب أن يتفق ثلثا المستطلعة آراؤهم (67 في المائة) على أن المملكة المتحدة لديها بعض أجمل المباني في العالم، حيث يعترف 71 في المائة بأنهم أحياناً ما ينسون جمال البلاد.

ويعتقد 6 من كل 10 (60 في المائة) أن هناك كثيراً من الأماكن الجديرة بالزيارة والمناظر الجديرة بالمشاهدة في المملكة المتحدة، بما في ذلك المناظر الخلابة (46 في المائة)، والتراث المذهل والتاريخ الرائع (33 في المائة).

«ذا رويال كريسنت» في مدينة باث (إنستغرام)

وقالت سوزان كانون، مديرة التسويق في شركة «ليوناردو هوتلز يو كي آند آيرلاند» البريطانية، التي أعدت الدراسة: «من الواضح أن المملكة المتحدة تضم كثيراً من المباني الرائعة؛ سواء الجديدة والقديمة. ومن الرائع أن يعدّها كثير من البريطانيين أماكن جميلة لقضاء الإجازات في الداخل. بالنسبة إلى أولئك الذين يخططون للاستمتاع بإجازة داخل البلاد، فلن تكون هناك حاجة إلى كثير من البحث، حيث تنتشر فنادقنا الـ49 في جميع أنحاء المملكة المتحدة بمواقع مثالية في مراكز المدن، وعلى مسافة قريبة من بعض المباني المفضلة لدى البريطانيين والمعالم الشهيرة البارزة، مما يجعلها المكان المثالي للذين يبحثون عن تجربة لا تُنسى حقاً. ويمكن للضيوف أيضاً توفير 15 في المائة من النفقات عند تمديد إقامتهم لثلاثة أيام أو أكثر حتى يوليو (تموز) 2025».

مبنى «ذا شارد» شرق لندن (إنستغرام)

كذلك كشف الاستطلاع عن أن «أكثر من نصفنا (65 في المائة) يخططون لقضاء إجازة داخل المملكة المتحدة خلال العام الحالي، حيث يقضي المواطن البريطاني العادي 4 إجازات في المملكة المتحدة، و74 في المائة يقضون مزيداً من الإجازات في بريطانيا حالياً مقارنة بعددهم منذ 3 سنوات.

وأفاد أكثر من الثلث (35 في المائة) بأنهم «يحبون استكشاف شواطئنا الجميلة، حيث إن التنقل فيها أسهل (34 في المائة)، وأرخص (32 في المائة)، وأقل إجهاداً (30 في المائة)».

بشكل عام، يرى 56 في المائة من المشاركين أن البقاء في المملكة المتحدة أسهل من السفر إلى خارج البلاد.