المصادقة على طرد مدير مكتب «هيومن رايتس ووتش» في فلسطين

عمر شاكر قبل صدور قرار المحكمة العليا أمس (رويترز)
عمر شاكر قبل صدور قرار المحكمة العليا أمس (رويترز)
TT

المصادقة على طرد مدير مكتب «هيومن رايتس ووتش» في فلسطين

عمر شاكر قبل صدور قرار المحكمة العليا أمس (رويترز)
عمر شاكر قبل صدور قرار المحكمة العليا أمس (رويترز)

صادقت المحكمة العليا الإسرائيلية، أمس الثلاثاء، على قرار طرد مدير مكتب «هيومن رايتس ووتش» في فلسطين، عمر شاكر، بدعوى نشاطه في منظمة المقاطعة (BDS). وأمهلته 20 يوماً للاستئناف على قرارها أو مغادرة البلاد خلالها.
ورفضت المحكمة اعتراضات شاكر وعدد من نشطاء السلام الإسرائيليين، الذين اتهموا الحكومة الإسرائيلية بالمساس بعمل المنظمة الدولية في صيانة حقوق الإنسان. وقال المدير العام للمنظمة، كنيث روث، إن إسرائيل، بهذا القرار، تضم نفسها إلى منتدى دول معروفة بقمع حقوق الإنسان ومحاربة نشاط منظمته، مثل إيران وكوريا الشمالية وغيرهما. وأضاف أن حكومة إسرائيل تطرد عمر شاكر، كجزء من إجراءاتها القمعية لإخراس منظمات حقوق الإنسان، ومنع الجمهور الإسرائيلي من معرفة ما يدور حولهم من ممارسات.
وكشف روث أن عمر شاكر، من خلال دوره مديراً لمنظمة «هيومن رايتس ووتش»، يحارب كل مظاهر التجاوزات على حقوق الإنسان الفلسطيني، بغض النظر عمن يمارسها. وأضاف أنه بفضل هذا النشاط، تعرفت إسرائيل والعالم على ممارسات حكومة «حماس» في قطاع غزة وممارسات السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية ضد حريات الإنسان الفلسطيني.
المعروف أن عمر شاكر هو مواطن يحمل الجنسية الأميركية، من أصول عراقية. ولد في ولاية كاليفورنيا الأميركية عام 1984، ويحمل شهادة الدكتوراه في المحاماة منذ عام 2013. وقد بدأت السلطات الإسرائيلية ملاحقته قضائياً بعد يوم واحد من تسلمه تأشيرة العمل في المنظمة الدولية، في شهر أبريل (نيسان) من عام 2017، فحاولت وزارة الداخلية منع دخوله لإسرائيل، قائلة إنه «شخص غير مرغوب فيه»، بدعوى أنه من مؤيدي حركة مقاطعة إسرائيل. ومرت سبعة شهور قبل أن يعطى تصريحاً بالدخول والعمل لمدة شهرين.
وقد رد على ذلك قائلاً إن إسرائيل تحاسبه على مواقفه الشخصية، التي كان قد عبر عنها في شبكات التواصل الاجتماعي، عندما كان طالباً جامعياً. وقال إنه لا ينكر أنه كان ناشطاً في الدفاع عن قضايا حقوق الإنسان، ولكن هذا النشاط لم يكن يقتصر على مساندة القضية الفلسطينية، بل تعدى ذلك للكتابة عن حقوق الإنسان في مصر والعراق والولايات المتحدة الأميركية أيضاً. وأكد أنه، بمجرد توليه منصبه في المؤسسة الدولية، التزم بشروطها التي تمنعه من التعبير عن آرائه السياسية.
لكن المحكمة الإسرائيلية، بتركيبة ثلاثة قضاة، رفضت هذا التفسير. وقالت في قرارها، أمس، إن قرار وزارة الداخلية طرده من البلاد محق، ولا ينافي القانون الإسرائيلي بشأن محاربة المقاطعة. واعتبرت ما نشره شاكر قبيل تعيينه للمنصب يدل بشكل واضح على أنه إنسان معاد لإسرائيل، ومؤيد بما لا يقبل الشك لمقاطعتها دولياً. ورفضت المحكمة الادعاء بأن طرده يمس بعمل المنظمة الدولية، وقالت إن القرار يخص عمر شاكر وحده، وليس نشاط منظمته، التي تعمل بحرية في إسرائيل. وأمهلته مدة 20 يوماً لمغادرة إسرائيل، أو التقدم إن أراد باستئناف آخر على قرارها.
وأدان رئيس القائمة العربية المشتركة في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، أيمن عودة، هذا القرار، وكتب عبر «توتير»: «إن ترحيل الناشط الحقوقي عمر شاكر يثبت لنا وللعالم كم هو مطلوب العمل. نتذكر أسماء معارضي الاحتلال الذين تطردهم دولة إسرائيل، ونظل مدعوين إلى نقش أسمائهم على المعالم الوطنية والإنسانية الفلسطينية عند انتهاء الاحتلال».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.