أحزاب كردستان تدعم مطالب المحتجين

أعلنت الأحزاب الرئيسية الحاكمة في إقليم كردستان العراق، أمس، دعمها المطلق لمطالب المتظاهرين العراقيين، والإصلاحات التي أعلنتها الحكومة العراقية، نزولاً عند مطالب المظاهرات الشعبية الناقمة التي تعم بغداد ومحافظات الجنوب العراقي منذ نحو أسبوعين.
جاء ذلك في ختام اجتماع مشترك وطارئ، دعا إليه رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، وحضره الرئيس العراقي برهم صالح الذي وصل أربيل مساء أول من أمس على متن طائرة خاصة.
كان صالح قد اجتمع بالرئاسات الثلاث في الإقليم، وأطلعها على آخر المستجدات والتطورات المتعلقة بمسار المظاهرات الشعبية الغاضبة في البلاد، كما أوضح المخاطر التي تتهدد مصالح إقليم كردستان، نتيجة المطالبات الداعية إلى تغيير الدستور العراقي الحالي.
وأكد زعماء الأحزاب والقوى الكردية، خلال اجتماعهم الذي عقد في مقر رئاسة الإقليم، بمشاركة رئيس الجمهورية ورئيس الإقليم، استعداد إقليم كردستان، وقواه السياسية الفاعلة، لبذل كل جهد مستطاع من شأنه حلحلة الأوضاع المتوترة التي يشهدها العراق حالياً.
وصدر عن الاجتماع بلاغ مشترك ألقاه رئيس الإقليم، تضمن: أولاً: اتخذت القوى والأحزاب الكردستانية موقفاً موحداً حيال التطورات الحاصلة في العراق، تمثل في دعم المطالب المشروعة للمتظاهرين في العراق، الداعية إلى تعزيز مستوى الخدمات وإقرار الشفافية في إدارة البلاد ومحاربة الفساد.
ثانياً: الإجماع على تقديم الدعم اللازم، للقوى والأحزاب العراقية، في سعيها لإنقاذ العراق من الأوضاع المتوترة التي يمر بها الآن، لا سيما أن الإقليم يدرك تماماً حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه في هذه المرحلة الدقيقة.
ثالثاً: الدعم المطلق للخطوات الإصلاحية التي اتخذها رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي، مع الدعوة إلى الإسراع في تنفيذها على أرض الواقع في أقرب وقت ممكن.
رابعاً: القوى الرئيسية في الإقليم، تؤكد دعمها التام للمطالب الشرعية التي ينادي بها الشعب العراقي، وترى أن حفظ أمن واستقرار البلاد ومؤسساتها الرسمية، هو مسؤولية الجميع.
خامساً: تؤكد الأحزاب الكردستانية، خصوصاً المساهمة منها في صياغة الدستور العراقي، استعدادها لدعم أي جهد من شأنه الانتقال بالعراق إلى مرحلة أفضل من الاستقرار والوئام، مع التأكيد على أن أي تعديل في الدستور العراقي، ينبغي أن يتم في أجواء من الاستقرار السياسي والأمني في البلاد، وأن الإقليم يدعم أي تعديل من هذا القبيل شرط أن يصب في خدمة مصالح أبناء الشعب العراقي، ومن شأنه نقل العراق إلى مرحلة أفضل.
وشدد رئيس الإقليم على أن المشكلات العويصة التي تواجه حكومة عبد المهدي، ليست وليدة الساعة، بل من تراكمات الحكومات السابقة، وقال إن الحكومة الحالية بحاجة إلى مزيد من الوقت لمعالجة تلك المشكلات، وينبغي إعطاؤها فرصة أكبر، لتنجح في مهامها. ووصف المظاهرات الشعبية بالعفوية والنابعة من صميم الشعب، نافياً وجود أياد خفية وراءها، وأشار إلى أن مطالب المتظاهرين، شرعية ومحقة، وأوضح أن هناك مخاطر حقيقة لا تزال تتهدد إقليم كردستان، لا سيما أن تنظيم «داعش» لا يزال موجوداً، ويمثل التهديد الأكبر للإقليم ولكل العراق، ما يحتم على القوى الكردية توحيد صفوفها ومواقفها لمواجهة تلك الأخطار.