أشتية: الانفكاك عن الاحتلال ليس مجرد شعار

قال إن السلطة تنفتح على التعاون مع الخارج

TT

أشتية: الانفكاك عن الاحتلال ليس مجرد شعار

قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، أمس، إن الانفكاك عن الاحتلال ليس شعاراً، بل تعزيز لمنتجنا الوطني، والانفتاح على عمقنا العربي والعالم أجمع.
وأضاف أشتية، خلال افتتاحه معرض الصناعات الفلسطينية 2019 في مدينة البيرة، الذي ينظمه الاتحاد العام للصناعات الفلسطينية بالتعاون مع وزارة الاقتصاد الوطني، أن الحكومة خصصت يوماً للمنتج الوطني، بهدف تعزيز منتجاتنا في إطار استراتيجية الانفكاك عن الاحتلال، في الطريق نحو الاستقلال الكامل.
وأشار أشتية إلى أهمية الانفتاح الاقتصادي على العالم، منوهاً بالزيارات التي قامت بها الحكومة إلى الأردن ومصر والعراق، بالإضافة إلى التحضيرات لزيارة وفود حكومية ورجال أعمال إلى السعودية وقطر وروسيا، واستقبال رجال أعمال ومستثمرين من السعودية وقطر في فلسطين لبحث آفاق التعاون الاقتصادي.
وأكد أشتية أن الحكومة تفتح الأبواب للقطاع الخاص ليكون على سلم المشهد الاقتصادي، لافتاً إلى أن الاقتصاد هو رافعة للسياسة من أجل إنهاء الاحتلال، والمنتج الوطني والصناعيون الفلسطينيون هم خير رسالة لأنه حيث يكون هناك منتج وطني يكون هناك علم لفلسطين.
ولفت إلى أن الواردات من العالم وليس من إسرائيل ازدادت بمقدار 16 في المائة، ما يعني انفتاحنا على السوق العالمية بشكل كبير، موجهاً التحية للغرف التجارية والصناعيين والهيئات التمثيلية للقطاع الخاص والبنوك وشركات الاتصالات وغيرها، والأجهزة الأمنية لأن الأمن يجلب الاقتصاد، والاقتصاد يخلق فرص عمل.
وإصرار أشتية على الانفكاك الاقتصادي جاء رغم التهديدات الإسرائيلي بمعاقبة السلطة.
وتضاربت الأنباء حول سحب إسرائيل بطاقات وتصاريح تخوّل تجار فلسطينيين من الحركة بحرية في إسرائيل كجزء من العقوبات التي بدأتها ضد السلطة رداً على وقف استيراد العجول من إسرائيل.
وفي حين أكد تجار عجول ذلك، نفى الارتباط المدني الفلسطيني تلقيه أي معلومات حول الأمر.
وكانت إسرائيل هددت باتخاذ سلسلة من الإجراءات ضد السلطة الفلسطينية بسبب استمرار مقاطعتها للأبقار الإسرائيلية.
وتدرس السلطات الإسرائيلية وقف السماح للسلطة الفلسطينية بإدخال بضائع ومنتوجات تتبرع بها دول أجنبية ووقف تصدير زيت الزيتون ومحاصيل التمر من فلسطين إلى دول عربية.
وقبل اتخاذ القرار الفلسطيني كانت السلطة تستورد من إسرائيل نحو 90 في المائة من احتياجات السوق من العجول والأبقار، ما خلف أزمة في إسرائيل نفسها وارتفاعاً في أسعار العجول في الأراضي الفلسطينية.
وسربت إسرائيل سابقاً أن المسألة في طريقها للحل لكن نفى الفلسطينيون ذلك.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».