مشروع قانون لتنظيم سوق العقارات في مصر

يحدد العلاقة بين المستهلك والمطورين

أحد المشاريع في مصر (تصوير: عبد الفتاح فرج)
أحد المشاريع في مصر (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مشروع قانون لتنظيم سوق العقارات في مصر

أحد المشاريع في مصر (تصوير: عبد الفتاح فرج)
أحد المشاريع في مصر (تصوير: عبد الفتاح فرج)

يعمل مجلس النواب المصري حالياً على إعداد حزمة من القوانين لتنظيم السوق العقارية المصرية، على رأسها قانون التطوير العقاري، الذي يستهدف تنظيم العلاقة بين المستهلك والمطور العقاري، وحماية المستهلك في ظل اتساع السوق العقارية، وانضمام شركات حديثة تعلن عن مشروعاتها دون قيود قانونية تُلزمها بتسليم الوحدات السكنية أو التجارية للمستهلك في الموعد المقرر.
ويضع مجلس النواب المصري قانون التطوير العقاري على رأس أجندته التشريعية لدور الانعقاد الحالي، حسب النائب معتز محمود، عضو لجنة الإسكان بمجلس النواب المصري، الذي أوضح، في بيان صحافي، أن «مشروع قانون التطوير العقاري يهدف لتحديد شروط العقود العقارية المبرمة بين المطور العقاري والمستهلك، بهدف حماية المستهلك، حيث تنص العقود على مواصفات الوحدة وموعد التسليم، وتفاصيل المشروع، وتلزم المطور العقاري الوفاء بهذه الشروط».
وقال محمود إن «مشروع القانون يتضمن إنشاء صندوق للضمان العقاري، لاسترداد التعويضات اللازمة في حال الإخلال بأي من بنود التعاقد بين المطور العقاري والمستهلك، ويسعى للحفاظ على صناعة العقارات، وتفعيل دور الرقابة على الشركات العقارية».
من جانبه قال النائب إسماعيل نصر الدين، عضو لجنة الإسكان بمجلس النواب، لـ«الشرق الأوسط» إن «القانون يضع ضوابط وأسساً لكلمة التطوير العقاري، ولكل من يحصل على أرض ويبني عليها مشروعات سكنية أو تجارية، ويحدد القانون ضوابط وقواعد الأمان بين المستهلك والمطور العقاري».
وتناقش لجنة الإسكان بمجلس النواب المصري، مجموعة من البنود والمقترحات الخاصة بقانون التطوير العقاري، والتي تتضمن وضع نصوص تُلزم الدولة بتوفير الأرض للمشروعات العقارية بسعر مناسب، مع توصيل المرافق في الوقت المناسب، ونصوص أخرى تُلزم المطورين العقاريين بعدم الإعلان عن المشروعات قبل الانتهاء منها، مع الالتزام بالرسومات الهندسية ومواعيد التسليم، وطريقة تحصيل ثمن الوحدات السكنية أو التجارية، إضافة إلى مناقشة مقترحات قانون إنشاء اتحاد للمطورين العقاريين، بناءً على طلب المطورين العقاريين أنفسهم.
وهو ما أكده المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، وقال إن «مجلس الوزراء يناقش حالياً مسودة القانون التي أعدتها شعبة الاستثمار العقاري منذ 3 سنوات، وقام بإعدادها ومراجعتها قانونياً الخبير القانوني الدولي الدكتور هاني سري الدين، وذلك تمهيداً لعرضها في صورتها النهائية على مجلس النواب لمناقشتها وإقرارها قبل نهاية العام الجاري»، مشيراً إلى أن «اهتمام الدولة والقيادة السياسية بوضع قانون اتحاد المطورين العقاريين، والإسراع في إنشائه يعد إحدى الإيجابيات التي يشهدها القطاع العقاري حاليا، والتي ستسهم في إحداث دفعة للاستثمارات، وإعادة هيكلة السوق، وتعظيم دور الشركات الجادة، وخلق أجيال جديدة منها».
وأضاف بدر الدين أن «قانون اتحاد المطورين العقاريين هو أحد أهم مطالب المطورين العقاريين منذ سنوات، حيث سيسهم في تنظيم القطاع العقاري، وتصنيف الشركات العقارية بما يتناسب مع طاقتها وقدرتها المالية»، مشدداً على «حرص شعبة الاستثمار العقاري دائماً على مساعدة الدولة وتطبيق توجهات القيادة السياسية لدفع الاستثمار بالقطاع العقاري وتأهيل المناخ لرؤوس الأموال المحلية والأجنبية للتوسع في السوق».
وينص مشروع القانون على إنشاء اتحاد المطورين العقاريين بصفته الكيان الوحيد المسؤول عن العاملين بالقطاع، وإلغاء أي جهة أخرى، وضمها تحت هذا الاتحاد، ويشكل الوزير المختص (وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية)، أول مجلس للاتحاد، والذي يتولى وضع اللائحة التنفيذية للقانون، وعرضها على الوزير لاعتمادها، ويفرض القانون عقوبات على من يمارس مهنة التطوير العقاري دون عضوية في الاتحاد.
المهندس فتح الله فوزي، رئيس لجنة التشييد بجمعية رجال الأعمال المصريين، يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «إصدار قانون اتحاد المطورين العقاريين، والعمل على إيجاد قواعد ملزمة للجميع سينعكس بصورة كبيرة على تدفقات الاستثمارات، ويحقق التوازن في العلاقات بين الشركات والعملاء، خصوصاً مع حرص الدولة على إصدار قانون متوازن يضمن الحفاظ على حقوق العملاء».
وأضاف فوزي أن «القانون سيسهم في تنظيم القطاع، وحل العديد من المشكلات التي واجهت السوق في السنوات الماضية، والعمل على دفع الاستثمارات وتحفيز الشركات الجادة، في ظل التوسع الحالي في نشاط الشركات، ودعم الدولة للاستثمارات، وتنفيذها العديد من المشروعات التنموية الكبرى، التي تتطلب إيجاد قواعد منظمة، خصوصاً مع توقعات دخول العديد من الاستثمارات الجديدة إلى السوق».
وتأتي هذه القوانين في إطار مساعٍ حكومية لتنظيم وتقنين السوق العقارية، بعدما أصدر مجلس الوزراء المصري أخيراً قانوناً بإنشاء 19 غرفة صناعية جديدة بينها غرفة صناعة التطوير العقاري، وهي غرفة موجودة بالفعل منذ 3 سنوات، لكن دون قانون رسمي.
وقال المهندس طارق شكري، رئيس غرفة التطوير العقاري، في تصريحات صحافية، إن «الغرفة ستعمل في الفترة المقبلة على القضاء على سماسرة العقارات، وخلق سبل تمويلية جديدة، ووضع آلية لعقاب الشركات المخالفة بالسوق، وعقوبات لمن يمارس مهنة التطوير العقاري دون ترخيص من اتحاد المطورين العقاريين، وكل ذلك بهدف حماية السوق، والحفاظ على قوته».


مقالات ذات صلة

«جيزوبا الصينية» تنفّذ أبراجاً سكنية جديدة ضمن مشروع العلياء في المدينة المنورة

الاقتصاد صورة لمشروع العلياء السكني في المدينة المنورة (مدينة المعرفة الاقتصادية)

«جيزوبا الصينية» تنفّذ أبراجاً سكنية جديدة ضمن مشروع العلياء في المدينة المنورة

وقّعت شركة «مدينة المعرفة الاقتصادية» عقداً بقيمة 503 ملايين ريال (134 مليون دولار) مع «مجموعة جيزوبا الصينية» لتنفيذ 7 أبراج سكنية جديدة في المدينة المنورة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من توقيع الاتفاقية (حساب الشركة على إكس)

صندوق استثماري لتطوير وجهة «الوادي» السعودية بـ931.6 مليون دولار

وقعت شركة «الرياض للتعمير» السعودية اتفاقية لتأسيس صندوق استثمار عقاري مع «المسار الرياضي» و«إف تي جي» التركية، و«جدوى للاستثمار» بـ3.5 مليار ريال.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد يقع البرج في منطقة استثنائية على كورنيش جدة (شركة دار جلوبال على «تويتر»)

إطلاق برج ترمب جدة... علامة فارقة في سوق العقارات الفاخرة بالسعودية

في حدث استثنائي شهدته مدينة جدة، جرى تدشين مشروع برج ترمب، بحضور إريك ترمب، نائب رئيس منظمة ترمب.

أسماء الغابري (جدة)
عالم الاعمال خالد الحديثي الرئيس التنفيذي لشركة «وصف» ورامي طبارة الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في «ستيك» ومنار محمصاني الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في المنصة ويزيد الضويان المدير التنفيذي للعمليات بـ«الراجحي السابعة» وهنوف بنت سعيد المدير العام للمنصة بالسعودية

«ستيك» منصة تتيح للأفراد من مختلف أنحاء العالم الاستثمار في العقارات السعودية

أعلنت «ستيك» للاستثمار العقاري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إطلاقها منصتها الرسمية بالسعودية

الاقتصاد «دار غلوبال» أعلنت إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض بالشراكة مع منظمة ترمب (الشرق الأوسط)

«دار غلوبال» العقارية و«منظمة ترمب» تطلقان مشروعين جديدين في الرياض

أعلنت شركة «دار غلوبال» إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض، بالشراكة مع «منظمة ترمب».

«الشرق الأوسط» (الرياض)

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».