الجزائر تنفي إقصاء الإسلاميين من الحوار الليبي المنتظر تنظيمه قبل نهاية أكتوبر

المتحدث باسم الخارجية: وجهنا الدعوة لكل الأطرف ما عدا التي تمارس العنف

الجزائر تنفي إقصاء الإسلاميين من الحوار الليبي المنتظر تنظيمه قبل نهاية أكتوبر
TT

الجزائر تنفي إقصاء الإسلاميين من الحوار الليبي المنتظر تنظيمه قبل نهاية أكتوبر

الجزائر تنفي إقصاء الإسلاميين من الحوار الليبي المنتظر تنظيمه قبل نهاية أكتوبر

نفى المتحدث باسم الخارجية الجزائرية، عبد العزيز بن علي الشريف، إقصاء أي طرف من أطراف الأزمة في ليبيا من الدعوة لإطلاق حوار بالجزائر قبل نهاية الشهر الحالي، على عكس اتهامات حزب العدالة والبناء الإسلامي للجزائر بأنها «مارست مقاييس غير موضوعية» في انتقاء المشاركين في الحوار.
وقال بن علي الشريف لصحافيين، أمس، بمقر وزارة الخارجية بالعاصمة، بمناسبة «يوم الدبلوماسية الجزائرية»، الذي يحتفل به في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) من كل سنة، إن حكومة بلاده «تؤدي دور المسهل في أزمة ليبيا، وليس في نيتها إقصاء أي طرف من الحوار المنتظر تنظيمه بالجزائر، إلا من أقصى نفسه بنفسه». وأضاف: «كل الأطراف مدعوة للمشاركة في الحوار، إلا تلك التي تمارس العنف» من دون توضيح من يقصد.
وسألت «الشرق الأوسط» المسؤول الجزائري، بخصوص تصريحات الليبي محمد صوان، رئيس حزب العدالة والبناء الإسلامي التي ذكر فيها أنه لم يتلق دعوة في إطار المبادرة الجزائرية، فقال: «لقد وجهنا الدعوة لكل الأطراف، ووصلتنا طلبات كثيرة من ليبيا ترحب بالمبادرة».
وكتبت صحف جزائرية الأسبوع الماضي أن جولة أولى من الحوار ستنطلق يوم 13 من الشهر الحالي، غير أنه لا يبدو في الأفق بأن ذلك سيجري. وقال الناطق باسم الخارجية بهذا الخصوص: «سيلتئم اجتماع الفرقاء في غضون أكتوبر، وإن حدث أي تأخر في أجندة الموعد فسيكون لغرض إنجاح المسعى». وتابع المسؤول الجزائري: «لقد نجحنا في جمع شمل فرقاء الأزمة في مالي، ويجري العمل حاليا على قدم وساق للقيام بنفس الشيء مع الأشقاء في ليبيا».
ورفض وزير الخارجية الجزائري رمضان العمامرة، أمس، الخوض في موضوع الحوار الليبي مع الصحافة، واكتفى بالقول: «علاج الأزمة في ليبيا مسار طويل وشاق، لذا ينبغي التحلي بالصبر»، في حين تقول السلطات الجزائرية، إنها نجحت في حل أزمة شمال مالي، بدفع ممثلي الحكومة المركزية والتنظيمات المسلحة في شمال البلاد على الجلوس إلى طاولة الحوار. ويرى مراقبون أن حل أزمة الجار الجنوبي معقدة ويستعصي حلها. وغادر ممثلو باماكو الجزائر الشهر الماضي، بعد أسبوع من انطلاق الحوار إيذانا بعدم التوصل إلى حل. أما قادة المجموعات المسلحة فما زالوا يقيمون في فندق فخم بأعالي العاصمة.
وأفادت مصادر دبلوماسية بأن الجزائريين يواجهون صعوبات كبيرة في إقناع بعض الأطراف، بالجلوس جنبا إلى جنب مع شخصيات محسوبة على النظام الليبي السابق.
وصرح محمد صوان، رئيس حزب العدالة والبناء الليبي، المحسوب على تيار «الإخوان»، لصحيفة جزائرية الأسبوع الماضي، بأن حزبه «يبارك جهود الجزائر الرامية إلى رأب الصدع في ليبيا، خصوصا أنها تحرص على إبعاد الأجانب عن التدخل في شؤون ليبيا. ولكننا نعتقد أن دعوة من كانوا في الدائرة الأولى للعقيد معمر القذافي إلى الحوار لن تخدم المسعى الجزائري ولن تحل الأزمة». وحول ما إذا كان يقصد أحمد قذاف الدم، ابن عم معمر القذافي، قال صوان: «نعم، هو قذاف الدم ومن هم على شاكلته، فهؤلاء هم أصل الأزمة. وحتى ينجح الحوار ويكون مجديا لا بد من استشارة القوى السياسية التي شاركت في ثورة 17 أكتوبر بغض النظر عن الخلافات بينهم».
وجاء الرد سريعا من محسوبين على نظام القذافي، في بيان نشرته الصحافة المحلية، جاء فيه: «لولا حلف شمال الأطلسي لن نلتقي مع هؤلاء الخونة العملاء إلى يوم القيامة.. ونؤكد أيضا أن هذا الباطل لن يستمر، سواء بالحوار أو من دونه.. رغم معرفتنا أن حزب الإخوان ومن والاهم لا يتجاوز عددهم 5 آلاف، إذا عزلناهم عن بقية المرتزقة الأجانب.. وإن أصغر قبائلنا يتجاوز عددها 30 ألفا».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.