الخارجية المصرية لـ («الشرق الأوسط») : لا بد أن يتسم أي تحرك ضد الإرهاب بالشمولية

الجنرال الأميركي جون آلن يزور القاهرة لـ«تعزيز» التحالف ضد «داعش»

الخارجية المصرية لـ («الشرق الأوسط») : لا بد أن يتسم أي تحرك ضد الإرهاب بالشمولية
TT

الخارجية المصرية لـ («الشرق الأوسط») : لا بد أن يتسم أي تحرك ضد الإرهاب بالشمولية

الخارجية المصرية لـ («الشرق الأوسط») : لا بد أن يتسم أي تحرك ضد الإرهاب بالشمولية

يستقبل وزير الخارجية المصري سامح شكري، اليوم (الخميس)، الجنرال الأميركي جون آلن، منسق التحالف الدولي لمواجهة تنظيم «داعش» الإرهابي. وقال السفير بدر عبد العاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن «المبعوث الأميركي سيبحث مع شكري الأوضاع الحالية في سوريا والعراق والجهود الدولية لمكافحة ومواجهة (داعش)».
وأوضح عبد العاطي أن «الموقف المصري من محاربة الإرهاب واضح وقائم على ضرورة أن يتسم التحرك بالشمولية، ولا يركز على فصيل فقط»، مشيرا إلى أن «التعاون في هذا الشأن ليس له بعد أمني وعسكري فقط، بل له بعد فكري وثقافي، وبعد معلوماتي، إضافة إلى قطع التمويل عن تلك التنظيمات».
وأشار عبد العاطي إلى أن موقف مصر من مواجهة «داعش» يقتصر على تقديم الدعم اللوجيستى والمعلوماتي، وأن واشنطن تتفهم الموقف المصري، وسبق أن جرى نقله خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إلى القاهرة الشهر الماضي.
وكان آلن قد وصل إلى القاهرة، أمس، قادما من العاصمة الأردنية عمان، في إطار جولة بالمنطقة، وأعلنت جامعة الدول العربية أن «الأمين العام الدكتور نبيل العربي سيلتقي آلن الخميس بمقر الأمانة العامة في القاهرة، بهدف استعراض الجهود التي يقوم بها التحالف الدولي من أجل مواجهة (داعش) ونتائج الضربات التي يشنها التحالف بصورة شبه يومية ضد معاقل هذا التنظيم والتنسيق الدولي لمواجهة ما يمثله من تهديد لأمن المنطقة واستقرارها».
وقال بيان للجامعة إن «اللقاء يأتي في ظل الاهتمام الذي تبديه جامعة الدول العربية والمجتمع الدولي من أجل تنسيق وحشد الجهود في مواجهة التنظيمات الإرهابية، التي تهدّد المنطقة».
وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، جين ساكي، أن «منسق التحالف الدولي لمواجهة تنظيم (داعش) الجنرال جون آلن، والسفير بيرت ماكجيرك، سيجريان في القاهرة مباحثات مع مسؤولي الحكومة المصرية ومسؤولي جامعة الدول العربية بشأن تعزيز بناء التحالف الدولي».
وأضافت المسؤولة الأميركية في تصريحات صحافية، أن «الجنرال آلن والسفير ماكجيرك قد أجريا مباحثات الثلاثاء الماضي في عمان؛ حيث التقيا مع زعماء ومشايخ القبائل والعشائر التي تتصدى لتنظيم (داعش) في العراق وتطرق الاجتماع إلى دعم الولايات المتحدة لرؤية رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، لتوحيد البلاد.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».