عدد زيارات المستشفى تكشف المعرّضين لخطر سرطان «المايلوما»

توصلت دراسة بريطانية تم عرضها أمس، في المؤتمر السنوي للمعهد الوطني لأبحاث السرطان (NCRI) في بريطانيا، إلى إمكانية التعرف على الحالة المرضية التي يمكن أن تتطور إلى سرطان المايلوما، وذلك من خلال زيارات أصحابها المتكررة إلى المستشفى بشكل غير معتاد.
والمايلوما نوع من أنواع السرطان الذي يصيب الخلايا البلازمية الموجودة في نخاع العظم، وقد يصيب عدداً كبيراً من أجزاء الجسم، والتي تشمل العظام الكبيرة في جسم الإنسان مثل الحوض، والعمود الفقري وعظم القفص الصدري.
الدراسة التي قادها باحثون من جامعة «يورك» البريطانية وجدت أن الأشخاص الذين يعانون من حالة تصيب الدم قبل الإصابة بسرطان المايلوما، وتعرف باسم «الاعتلال الغامائي الأحادي النسيلة ذي الخطورة غير المحدَّدة - MGUS» قاموا تقريباً بزيارات للمستشفى ضعف عدد الزيارات التي قام بها أقرانهم من نفس العمر.
وهذا الاعتلال هو حالة يظهر خلالها في الدم بروتين غير طبيعي يُعرف باسم البروتين وحيد النسيلة أو البروتين «M»، ويتشكل هذا البروتين غير الطبيعي داخل نخاع العظام، وتحديداً داخل النسيج الأملس الذي ينتج الدم، والذي يملأ منتصف أغلب العظام.
وعلى الرغم من أن سرطان المايلوما يسبقه دائماً هذا الاعتلال، فإنه نادراً ما يتم رصده، لذلك يقول الباحثون إن هذه النتيجة يمكن أن تساعد في ضمان تشخيص المايلوما في أقرب فرصة ممكنة وهو ما يزيد من احتمالات نجاح العلاج.
وتقول الدكتورة ماكسين لامب الباحثة بجامعة يورك وقائدة الفريق البحثي في تقرير نشره أمس، موقع المعهد الوطني لأبحاث السرطان: «هذا الاعتلال هو حالة حميدة ليست لها أعراض واضحة، وعادةً ما يتم تشخيصها بالمصادفة فقط، عندما يقوم الأطباء بالتحقيق في مشكلات أخرى، لذلك تبقى نحو 90% من الحالات دون تشخيص».
وتضيف: «في غالبية الناس، لا تتقدم هذه الحالة إلى السرطان، ومع ذلك، فإن جميع المصابين بالمايلوما، وكذلك نسبة من المرضى الذين يعانون من بعض أنواع الأورام الليمفاوية، أُصيبوا بهذا الاعتلال قبل تطور السرطان، ولهذا السبب نحن مهتمون بالبحث في إمكانية الكشف عنه مبكراً، استناداً إلى عدد المرات التي زار فيها الأشخاص العيادات والمستشفيات بسبب بعض المشكلات التي تبدو غير ذات صلة».