جان بول دوبوا يفوز بجائزة «غونكور» للرواية الفرنسية

للمرة الثالثة تفشل البلجيكية أميلي نوتومب في الحصول عليها

جان بول دوبوا يفوز بجائزة «غونكور» للرواية الفرنسية
TT

جان بول دوبوا يفوز بجائزة «غونكور» للرواية الفرنسية

جان بول دوبوا يفوز بجائزة «غونكور» للرواية الفرنسية

حسب العادة السنوية، اجتمع في مطعم «دروان» في باريس، ظهر أمس، أعضاء لجنة تحكيم جائزة «غونكور» للرواية المكتوبة بالفرنسية وأعلنوا اسم الفائز لهذه السنة. ونال الجائزة الروائي جان بول دوبوا (69 عاماً) عن رواية «الرجال لا يسكنون العالم بالطريقة نفسها» الصادرة عن منشورات «لوليفييه». وهي رواية مؤثرة تتناول موضوع الشرف المفقود، تمس القارئ، للجوانب الإنسانية الشفافة فيها.
منذ 30 عاماً بدأ دوبوا نشر رواياته. وهو كاتب شعبي شديد التأثر بالأدب الأميركي، يقيم في مدينة تولوز بعيداً عن الأضواء وسبق أن نال جائزة «فيمينا» عام 2004 عن روايته «حياة فرنسية». وفي مقابلة سابقة معه نُشرت قبل 3 سنوات، قال دوبوا إن أكثر ما يهمه في الدنيا هو أن يعيش. وإن المهنة الوحيدة الحقيقية هي العيش. وبهذا فإنها أسوأ المهن وأفضلها في آن. إنها تحتاج إلى وقت. وهو يكتب لكي يشتري الوقت.
كانت التصفيات قد بدأت باختيار 15 رواية في سبتمبر (أيلول) الماضي. ثم جرى استبقاء 9 منها. وانتهى الأمر إلى قائمة مختصرة مؤلفة من 4 روايات فحسب. وبالإضافة إلى الرواية الفائزة، ضمت القائمة كلاً من جان لوك كواتاليم عن روايته «حصة الابن»، وفيها يستعيد حكاية جده الذي مات في أحد معسكرات الاعتقال النازية، وأوليفييه رولان عن «عالم خارجي»، وهي رواية يصعب تصنيفها، إذ تبدو أشبه بأدب الرحلات التي يتنقل فيها الكاتب بين البلدان التي زارها، وأميلي نوتومب عن روايتها «عطش». وهي الرواية التي راهن عليها النقاد.
نوتومب، 53 عاماً، أو الروائية ذات القبعة التي تنشر رواية كل عام، كانت هي الأكثر ترجيحاً للفوز بعد أن بلغت قائمة «غونكور» القصيرة 3 مرات. وفي هذه المرة تمكنت الكاتبة البلجيكية ذات الشهرة الواسعة من لفت الأنظار بعد أن بيع من روايتها الصادرة عن منشورات «ألبان ميشيل» 150 ألف نسخة منذ صدورها في الموسم الأدبي الحالي. وتتناول الرواية موضوعاً يراوح ما بين الديني والفلسفي، إذ تحاول أن تتقمص شخصية السيد المسيح وأن تتصور ما كان يحس به وهو في طريقه إلى الصليب.



التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)
ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)
TT

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)
ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)

التقط التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» التابع لوكالة «ناسا»، للمرّة الأولى، صورة لِما بدت عليه مجرّتنا في الوقت الذي كانت تتشكَّل فيه؛ جعلت علماء الفضاء يشعرون بسعادة غامرة. وقالت عالِمة الفلك الملكية في اسكوتلندا، البروفيسورة كاثرين هيمانز، لـ«بي بي سي»: «أحبُّ المجرّة البراقة والمتألِّقة بأضواء عيد الميلاد، كأنّ هذه ما كان عليه الكون وهو يبلغ من العمر 600 مليون عام فقط». تُظهر الصورة 10 كرات من النجوم بألوان مختلفة، تبدو مثل زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون. وهذه المرّة الأولى التي شاهد فيها العلماء كتلاً من النجوم تتجمَّع لتُشكل مجرّة مثل «درب التبانة»، فأطلقوا على المجرّة البعيدة اسم «اليراعة المتألّقة»، لتشابُهها أيضاً مع سرب من اليراعات متعدِّد اللون.

من مداره في الفضاء، من دون عوائق من الغلاف الجوّي للأرض، أظهر لنا أقوى تلسكوب على الإطلاق، مزيداً من المجرّات الأبعد، وبالتالي الأقدم؛ لكنها ليست مثل مجرّتنا في المراحل المُبكرة من التشكيل. ووفق الدكتورة لاميا ماولا، من كلية «ويليسلي» في ماساتشوستس، المُشاركة في قيادة البحث، فإنّ «البيانات الخاصة بما حدث في هذه المرحلة من الكون ضئيلة جداً». وأضافت: «هنا نُشاهد مجرّة وهي تتشكَّل حجراً بحجر. فالمجرّات التي نراها عادة حولنا تشكَّلت بالفعل، لذا فإنها المرّة الأولى التي نشهد فيها هذه العملية».

ووصفت البروفيسورة هيمانز، عالِمة الفلك الملكية في اسكوتلندا، والمستقلّة عن فريق البحث، الاكتشاف بأنه «رائع، ومهمّ علمياً وبالغ الاحتفاء»؛ وقالت: «مدهش أن يبني البشر منظاراً يتيح التطلُّع إلى الماضي البعيد جداً، فنرى هذه المراحل الوليدة جداً من المجرّة بطريقة احتفالية جميلة كهذه».

لغز الكون وعجائبه (ناسا)

وتختلف ألوان العناقيد النجمية باختلاف مراحل تكوينها، وفقاً للدكتورة ماولا: «إنها جميلة لأنّ الحياة الباكرة للمجرّة نشطة جداً. نجوم جديدة تولد، ونجوم ضخمة تموت، وكثير من الغاز والغبار حولها، وكثير من النيتروجين والأكسجين... بسبب الحالة التي هي فيها، تتراءى هذه الألوان الجميلة». عندما صادفت ماولا المجرّة، لم ترَ قط كتلاً من النجوم بمثل هذه الألوان الزاهية والمتنوّعة. قادها ذلك للاعتقاد بأنّ ثمة شيئاً مختلفاً حول هذا النظام، لذا تحقّقت من مدى بُعد ذلك. لدهشتها تبيَّن أنه يبعد أكثر من 13 مليار سنة ضوئية.

النور الآتي من «اليراعة المتألّقة» استغرق أكثر من 13 مليار سنة ليصل إلينا. صغير جداً وبعيد جداً، حدَّ أنه لم يكن بإمكان تلسكوب «جيمس ويب» رؤيته، لولا حظوظ المصادفة الكونية. وكان هناك تجمّع من المجرّات بين «اليراعة المتألّقة» وتلسكوب «جيمس ويب»، شوَّهت الزمكان لتمدُّد الضوء من المجرّة البعيدة، وتعمل بفعالية مثل عدسة مكبرة عملاقة.

يٌسمّي علماء الفلك هذه العملية «عدسة الجاذبية»، التي، في هذه الحالة، مكَّنت الباحث المُشارك الدكتور كارثيك أيير من جامعة «كولومبيا» في نيويورك، وأعضاء آخرين من الفريق، من أن يروا للمرّة الأولى، تفاصيل مذهلة لكيفية تكوُّن المجرّات الأولى مثل مجرتنا «درب التبانة». وقال: «إنها تأخذ الضوء الآتي من اليراعة وتثنيه وتضخّمه حتى نتمكن من رؤيته بتفاصيل رائعة».