السودان: نظام البشير مسؤول عن البقاء في قائمة الإرهاب

حزب المهدي يجدد دعمه حكومة حمدوك... ويؤيد حكام ولايات حزبيين

TT

السودان: نظام البشير مسؤول عن البقاء في قائمة الإرهاب

أكدت وزارة الخارجية السودانية عدم وجود أي علاقة للحكومة الحالية والشعب السوداني بالإرهاب، وحمّلت المسؤولية عن بقاء البلاد في قائمة الدول الراعية للإرهاب، للحكومة السابقة، وفي الوقت ذاته قللت الخارجية من تجديد الإدارة الأميركية حالة الطوارئ الوطنية ضد حكومة الخرطوم، وعدّتها «إجراءً روتينياً» دوافعه مفهومة. وفي الأثناء؛ جدّد حزب الأمة القومي بقيادة الصادق المهدي تأكيد دعمه الحكومة الانتقالية، واستعداده لإبداء الملاحظات والنصح، وكل ما من شأنه دعم مؤسسات الانتقال.
وأبدت وزيرة الخارجية أسماء محمد عبد الله، عقب لقائها القائم بالأعمال الأميركي لدى السودان براين شوكان، بالخرطوم أمس، تفهمها دواعي قرار الإدارة الأميركية بتجديد حالة الطوارئ الوطنية ضد السودان، ووعدت ببذل الجهود كافة لتعزيز علاقات واشنطن والخرطوم. وقالت عبد الله، بحسب نشرة صحافية، إن الحكومة الانتقالية مهتمة برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ودعت الإدارة الأميركية للنظر لما سمتها «التطورات الإيجابية في البلاد»، وتابعت: «الحكومة الحالية وشعب السودان لا علاقة لهم بالإرهاب، وهم يتحملون وزر وأخطاء الحكومة السابقة»، ودعت لشطب اسم بلادها من قائمة الدول الراعية للإرهاب في أقرب فرصة.
من جهته، أوضح السفير شوكان أن «إعلان حالة طوارئ تجاه دولة ما، إجراء يتخذه الرئيس الأميركي، ليفرض بموجبه عقوبات استثنائية على دولة محددة، ويستمر في العادة لسنة واحدة، ويتعين تجديده دورياً لتستمر الإجراءات المفروضة بموجبه». وقال إن «حالة الطوارئ الخاصة بالسودان يفترض أن تنتهي (أمس)، في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، مما استدعى تجديدها لضمان استمرار العقوبات الخاصة بدارفور لحين إلغائها»، وأضاف: «لهذا جاءت اللغة على النحو الذي يفيد بأن تصرفات وأفعال حكومة السودان تشكل تهديداً للأمن». وأكد السفير شوكان على ما سماها المساعي الجارية لإزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، بيد أنه عاد ليقول: «يتطلب (الأمر) بعض الوقت».
من جهة أخرى، جدد المكتب السياسي لحزب الأمة القومي بقيادة الصادق المهدي تأكيد دعمه «الكامل لمؤسسات الحكومة الانتقالية» بقيادة عبد الله حمدوك، واستعداده للتعاون وإبداء الملاحظات والمقترحات، وتقديم النصح، وكل ما من شأنه دعم الحكومة والمؤسسات الانتقالية، لإنجاز مهامها في تحقيق السلام العادل، وتفكيك دولة «التمكين ودولته الخفية»، وتخفيف أعباء المعيشة وإصلاح الاقتصاد، وتهيئة البلاد لانتخابات حرة ونزيهة تفضي إلى نظام ديمقراطي تعددي، عن طريق قانون انتخابات متوافق عليه ومفوضية انتخابات متفق عليها.
واعتمد الحزب في بيان صادر عن مكتبه السياسي أمس، مقترحاً تقوم بموجبه الأحزاب السياسية بترشيح حكام الولايات (ولاة)، بدلاً من ترشيحات الكتل السياسية المكونة لقوى إعلان الحرية والتغيير، والتي اتبعت في ترشيح وتعيين الوزراء الاتحاديين.
وقال المكتب السياسي للحزب في بيانه أمس، إن الولايات تملك أحقية في اختيار ممثليها في جميع مؤسسات الحكم الولائي والمركزي، مع مراعاة تمثيل المرأة في الحكم الولائي أسوة بالمؤسسات المركزية الأخرى، وتمثيل الشباب. وشدد الحزب، الذي يعد أحد أكبر وأعرق الأحزاب السياسية السودانية، على أهمية اعتماد «المجلس المركزي» لقوى إعلان الحرية والتغيير، ويتكون من قادة الأحزاب والقوى المكونة للتحالف، قبل المصادقة عليهم والتعيين من قبل رئيس الوزراء. ونصّت الوثيقة الدستورية الحاكمة للفترة الانتقالية في السودان، على تعيين حكام ولايات مدنيين بدلاً من الحكام العسكريين الحاليين من قبل رئيس الوزراء، ويتم ترشيحهم من قوى إعلان الحرية والتغيير.
وكان حكام الولايات العسكريون قد أبدوا زهدهم في تولي المسؤولية في الحكومة، ورغبتهم في العودة لثكناتهم وإنهاء تكليفهم بالمهمة، بيد أن الحركات المسلحة التي تفاوض الحكومة السودانية في جوبا، طلبت تأجيل تسمية حكام الولايات لما بعد الوصول إلى اتفاقية سلام، لكن مواطني الولايات يطالبون بتسريع تعيين الحكام، لتصفية «دولة التمكين» ومحاسبة رموز النظام السابق في الولايات، ويقولون إنهم ما زالوا يتحكمون في مقدرات الولايات رغم سقوط حكومتهم منذ نحو 8 أشهر.



إسرائيل و«حماس» تستعدان للحرب مجدداً في غزة

دبابات إسرائيلية متمركزة قرب حدود قطاع غزة في 2 مارس الحالي (رويترز)
دبابات إسرائيلية متمركزة قرب حدود قطاع غزة في 2 مارس الحالي (رويترز)
TT

إسرائيل و«حماس» تستعدان للحرب مجدداً في غزة

دبابات إسرائيلية متمركزة قرب حدود قطاع غزة في 2 مارس الحالي (رويترز)
دبابات إسرائيلية متمركزة قرب حدود قطاع غزة في 2 مارس الحالي (رويترز)

أجرى الجيش الإسرائيلي تدريبات، ووضع خطةً لاحتلال سريع لمناطق في قطاع غزة، على خلفية المهلة التي أعطتها إسرائيل لحركة «حماس»، التي تنتهي خلال 10 أيام، لقبول خطة مبعوث الرئيس الأميركي، ستيف ويتكوف، القائمة على تمديد وقف النار دون الانتقال إلى المرحلة الثانية، وهي الخطة التي رفضتها الحركة.

وقالت «القناة 12» الإسرائيلية، إن القوات الإسرائيلية تستعدُّ للعودة إلى القتال و«استكمال الإنجازات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة»، وقد أجرت تدريبات قتالية، باعتبار أن القتال سوف يُستأنف الأسبوع المقبل.

صورة مأخوذة من جنوب إسرائيل لمبانٍ مدمرة في قطاع غزة في 2 مارس الحالي (أ.ب)

وأكدت القناة الإسرائيلية أنه حتى قبل انتهاء وقف إطلاق النار، كانت القيادة الجنوبية في حالة تأهب قصوى، وتم إصدار أوامر للجنود بالاستعداد لتجديد القتال خلال وقت قصير، وفي الأيام الأخيرة، أجرت القوات تدريبات قتالية، مع توجيه بأن الجيش يجب أن يكون جاهزاً لمجموعة متنوعة من أساليب العمل ضد الأهداف المتبقية في قطاع غزة، جواً وبحراً وبراً.

وفي المرحلة الأولى، يخطِّط الجيش لاحتلال سريع لمناطق في قطاع غزة، خصوصاً تلك التي انسحب منها الجيش في بداية وقف إطلاق النار، بما في ذلك محور نتساريم في وسط القطاع.

وتستعدُّ إسرائيل للعودة إلى الحرب خلال 10 أيام، بحسب مصادر سياسية إسرائيلية.

طفل فلسطيني يصافح مقاتلين من «حماس» خلال عملية تسليم محتجزين إسرائيليين برفح في 22 فبراير 2025 (إ.ب.أ)

وقالت المصادر إن القيادة السياسية اتخذت قراراً بالعودة إلى القتال إذا لم تتجاوب «حماس» مع مقترح ويتكوف، بحلول نهاية الأسبوع المقبل على أبعد تقدير.

ومطلع مارس (آذار) الحالي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، التي استمرَّت 42 يوماً، وكان يفترض أن يتم الانتقال إلى المرحلة الثانية، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنامين نتنياهو، رفض ذلك، وأعلن أن إسرائيل تتبنى مقترح ويتكوف، الذي ينصُّ على إطلاق «حماس» سراح نصف الرهائن المتبقين (الأحياء والأموات) في اليوم الأول من وقف إطلاق النار الممتد، خلال رمضان وعيد الفصح اليهودي (منتصف أبريل/ نيسان المقبل)، وإطلاق سراح الرهائن المتبقين في نهاية الفترة إذا تم التوصُّل إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وتناقش المرحلة الثانية، وقف إطلاق النار والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وإنجاز صفقة تبادل أسرى مرة واحدة.

وخلال المرحلة الأولى حصلت إسرائيل على حصتها من الأسرى (33) قبل أن تنتهي حتى، وبذلك تبقَّى لدى «حماس» 59 محتجزاً، بينهم 34 قتيلاً على الأقل، يفترض أن يُطلَق سراحهم جميعاً في المرحلة الثانية.

دبابات إسرائيلية متمركزة قرب حدود قطاع غزة في 2 مارس الحالي (رويترز)

ويريد نتنياهو الحصول على باقي أسراه، لكن «حماس» رفضت وأصرَّت على تطبيق الاتفاق والدخول إلى المرحلة الثانية.

وبناء عليه قرَّرت إسرائيل أنه إذا استمرَّت «حماس» في موقفها، فإن القتال سيتجدد الأسبوع المقبل.

وتم تحديد ساعة الصفر استناداً إلى عاملين رئيسيَّين: الأول، تسلم رئيس الأركان الجديد، إيال زامير، مهام منصبه هذا الأسبوع؛ والثاني، الزيارة المرتقبة لويتكوف إلى المنطقة.

وتدرك إسرائيل أن احتمال موافقة «حماس» ضئيلة للغاية. وقال مصدر سياسي للقناة 12: «نحن في طريق مسدود».

وبحسب التقرير، حصلت إسرائيل على ضوء أخضر أميركي من أجل العودة للحرب، بل إن مسؤولاً بارزاً في إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، قال لمسؤول إسرائيلي رفيع المستوى: «اقضوا عليهم جميعاً حتى آخر رجل. (حماس) في غزة عقبة أمام التطبيع».

وحالياً تنتشر فرقتان في منطقة غلاف غزة، وهما مسؤولتان عن الدفاع: «الفرقة 252» في الشمال، و«الفرقة 143» في الجنوب، في حين تنتشر قوات كبيرة أيضاً في مدينة رفح، لكن تم أيضاً تم تحويل كتائب إضافية عدة إلى الجنوب قبل أيام قليلة.

دبابة إسرائيلية تتحرك قرب حدود قطاع غزة في 2 مارس الحالي (رويترز)

وكانت إسرائيل أغلقت المعابر على قطاع غزة مع انتهاء المرحلة الأولى، ومنعت إدخال البضائع والمساعدات، في محاولة لإجبار «حماس» على قبول خطة ويتكوف، وتلوح الآن بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، بإمكانية إجبار السكان الذين عادوا إلى شمال قطاع غزة على العودة إلى الجنوب، مرة أخرى.

وقال مصدر أمني إسرائيلي مطّلع على التفاصيل: «اذا تمسَّكت (حماس) بموقفها فلن نتردد في العودة (إلى الحرب) قريباً جداً».

وبينما يحاول الوسطاء نزع فتيل الأزمة، وطلبوا من إسرائيل بضعة أيام أخرى لمحاولة التوصُّل إلى اتفاقات جديدة، وقرَّرت إسرائيل الموافقة على الطلب، يبدو أن «حماس» كذلك بدأت تستعد لاحتمال استئناف الحرب.

واتخذت قيادات من «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، إجراءات أمنية مشدَّدة، مع استمرار التهديدات الإسرائيلية باستئناف القتال.

وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن تعليمات مركزية صدرت لقيادات سياسية وعسكرية ونشطاء بارزين في الأجنحة العسكرية للتنظيمين بالاختفاء الكامل، والامتناع نهائياً عن استخدام الهواتف الجوالة.

وحذَّرت تعميمات داخلية بشكل واضح، من احتمال شنِّ إسرائيل سلسلة عمليات اغتيال غادرة مقدمةً لبدء الحرب.

ولوحظ في الأيام الأخيرة تكثيف إسرائيل تسيير طائرات مسيّرة استخباراتية بأنواع مختلفة.

وقال مصدر ميداني لـ«الشرق الأوسط»: «واضح أنهم يعززون محاولات جمع المعلومات الاستخباراتية. بعض الدرون (المسيّرات) من طراز حديث يعمل على جمع معلومات عبر استخدام خوارزميات معينة من خلال الذكاء الاصطناعي؛ لتحديد أماكن المطلوبين ومحاولة الوصول إليهم». أضاف: «لذلك صدرت أوامر بالابتعاد عن استخدام التكنولوجيا بما فيها الهواتف الجوالة، والعودة إلى الطرق المتبعة خلال الحرب».

ومنذ وقف الحرب، كشفت أجهزة أمنية حكومية وأخرى تابعة للفصائل الفلسطينية، كثيراً من الكاميرات والأجهزة التجسسية التي زُرعت في كثير من المناطق داخل القطاع، التي أسهمت في سلسلة من الاغتيالات وضرب أهداف كثيرة، كما كانت كشفت مصادر من المقاومة لـ«الشرق الأوسط» سابقاً.