إسرائيل تفرج عن وزير القدس بعد التحقيق معه... وتمدد اعتقال خالدة جرار

TT

إسرائيل تفرج عن وزير القدس بعد التحقيق معه... وتمدد اعتقال خالدة جرار

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 8 فلسطينيين من مناطق مختلفة في الضفة الغربية، بينهم وزير شؤون القدس فادي الهدمي. واقتحمت قوة إسرائيلية، منزل الهدمي في حي الصوانة بالقدس، وقامت بتفتيش المنزل قبل أن تعتقله. وهذه ثالث مرة يعتقل فيها الهدمي منذ توليه منصبه قبل أشهر قليلة.
واعتقلت إسرائيل 3 شبان من القدس، وأسيرين محررين من الخليل، وآخرين من طولكرم وبيت لحم. وقال الجيش الإسرائيلي، إن جنوده اعتقلوا مطلوبين له، وجرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية، بحجة الضلوع في أعمال مقاومة شعبية ضد المستوطنين. وبعد ساعات أفرجت شرطة الاحتلال عن وزير شؤون القدس، بعد التحقيق معه، في مركز شرطة المسكوبية بالقدس الغربية.
وأثناء ذلك، قررت محكمة إسرائيلية تمديد اعتقال القيادية بالجبهة الشعبية خالدة جرار. وكانت قوات الاحتلال اعتقلت، فجر الخميس الماضي، خالدة جرار من وسط رام الله، وذلك بعد 8 أشهر من الإفراج عنها نهاية فبراير (شباط) الماضي. واعتقلت جرار مع آخرين في «الجبهة» على خلفية عملية مستوطنة «دوليف» قبل نحو 4 أشهر، التي قتلت فيها مستوطنة. وطالبت منظمة التحرير، إسرائيل، بالإفراج فوراً عن جرار، واصفة ما يحدث بأنه بمثابة اختطاف.
إلى ذلك، أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين، بياناً قالت فيه إن دولة الاحتلال ومؤسساتها وأذرعها المختلفة يصعدون في تنفيذ مخططاتهم الاستعمارية التوسعية الهادفة إلى حسم مستقبل القضية والشعب الفلسطيني من جانب واحد، بالقوة، بشكل يضمن التعامل مع القضية الفلسطينية كقضية سُكان جلّ ما يبحثون عنه مشروعات وبرامج إغاثية، في إطار حكم الفلسطينيين لأنفسهم بالمعنى الإداري فقط، بعيداً عن جوهر الصراع كقضية شعب يرزح تحت الاحتلال الأجنبي يُطالب بممارسة حقه في تقرير المصير أسوة بالشعوب الأخرى ويسعى لنيل حقوقه الوطنية العادلة التي أقرتها الشرعية الدولية وقراراتها.
وأوضحت الوزارة أن دولة الاحتلال تمارس سلسلة طويلة من الإجراءات والتدابير الاستعمارية لتنفيذ تلك المخططات، ضمن دوائر ثلاث؛ نمط تعامل مختلف مع قطاع غزة يقوم على تكريس فصله الكامل عن الضفة الغربية، وشنّ مزيد من الحروب التدميرية عليه بهدف تركيعه وإبقائه في مربع الحصار والدمار الاقتصادي، وطريقة تعامل أخرى مع الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، تتلخص في تصعيد عمليات القضم التدريجي للأرض الفلسطينية، وتخصيصها لصالح «الأسرلة» والاستيطان والتهويد.
وأشارت في بيانها، إلى أن هذه المخططات تلتقي مع الدائرة الثالثة التي تتمثل في حرب الاحتلال المفتوحة على المواطنين الفلسطينيين ومقدساتهم وممتلكاتهم في كل من القطاع والضفة، وهو ما شاهدنا حلقاته العنيفة في ممارسات الاحتلال وعدوانه المتواصل على بلدة العيسوية، وفي اعتداءات ميليشيات المستوطنين المسلحة ضد قاطفي الزيتون في طول وعرض الضفة الغربية المحتلة، والتي تجاوزت الاعتداء عليهم، بحرمانهم من الوصول إلى أراضيهم، وقيام قوات الاحتلال بتهديد المزارعين باستدعاء عصابات المستوطنين لطردهم بالقوة إذا أصروا على البقاء في أراضيهم، وفي نصب المستوطنين خياماً داخل أراضي بلدة جيوس.
وأكدت في ختام بيانها، أن القيادة الفلسطينية تعمل على ترجمة خطة تحرك واضحة المعالم للتصدي لمخططات إسرائيل وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.