زراعة خلايا «مهندسة» تحت الجلد لإنتاج الإنسولين

يتم التحكم فيها بالضوء وتعالج السكري دون الحاجة لأدوية

زراعة خلايا «مهندسة» تحت الجلد لإنتاج الإنسولين
TT

زراعة خلايا «مهندسة» تحت الجلد لإنتاج الإنسولين

زراعة خلايا «مهندسة» تحت الجلد لإنتاج الإنسولين

صمم باحثو جامعة «تافتس» الأميركية، خلايا «بيتا» المسؤولة عن إفراز الإنسولين بالبنكرياس، بحيث تزرع تحت الجلد، ويتم التحكم فيها بالضوء، لتعمل على إنتاج أكثر من ضعفين إلى ثلاثة أضعاف المستوى المعتاد لهذا الهرمون، وذلك لتعويض انخفاض إنتاجه، أو تقليل استجابة الجسم له الموجودة لدى المصابين بالسكري.
وهرمون الإنسولين يلعب دوراً مركزياً في التحكم الدقيق في مستويات الغلوكوز، وهو الوقود الأساسي الذي تستخدمه الخلايا، وفي النوع الثاني من داء السكري، وهو الشكل الأكثر شيوعاً للمرض، تصبح خلايا الجسم غير فعالة في الاستجابة له، ونتيجة لذلك يمكن أن يصبح الغلوكوز في الدورة الدموية مرتفعاً بشكل خطير (ارتفاع السكر في الدم) بينما لا يستطيع البنكرياس إنتاج ما يكفي منه للتعويض. وفي النوع الأول من داء السكري، يتم تدمير خلايا «بيتا»، وهي الخلايا الوحيدة في الجسم التي تنتجه، بواسطة الجهاز المناعي، مما يؤدي إلى نقص كامل في الهرمون.
ويشمل العلاج الحالي إعطاء الأدوية التي تعزز إنتاجه عن طريق خلايا «بيتا» بالبنكرياس، أو الحقن المباشر له، لتكملة الإمدادات المنتجة بشكل طبيعي. وفي كلتا الحالتين، يصبح تنظيم نسبة الغلوكوز في الدم عملية يدوية تحتاج إلى تدخل دوائي، بعد قراءات دورية لمستويات الغلوكوز.
وتغني الطريقة الجديدة التي تم الإعلان عنها في العدد الأخير من دورية «علم الأحياء الصناعية» (ACS) عن العلاج التقليدي؛ حيث تعمل على زيادة إنتاج الإنسولين مع الحفاظ على الصلة بين إطلاقه وتركيز الغلوكوز في مجرى الدم. وتم إنجاز ذلك من خلال الاستفادة من علم «البصريات الوراثية»، وهو نهج يعتمد على البروتينات الحساسة للضوء، أي التي تمتلك خاصية تحويل الضوء إلى طاقة كهربائية؛ حيث يمكن استخدامها في تحفيز الخلايا العصبية باستخدام الضوء.
وبالاستفادة من هذا العلم، تم تصميم خلايا «بيتا» البنكرياس بجين يقوم بترميز إنزيم «أدينيل سيكلاز» (PAC) القابل للتفعيل بالضوء؛ حيث ينتج هذا الإنزيم جزيء أحادي فوسفات الأدينوسين الدوري (CAMP) عند تعريضه للضوء الأزرق، والذي بدوره يحفز إنتاج الإنسولين.
وباستخدام هذه الطريقة، يمكن أن يزيد إنتاج الهرمون من ضعفين إلى ثلاثة أضعاف، ولكن فقط عندما تكون نسبة الغلوكوز في الدم مرتفعة. وعند مستويات منخفضة من الغلوكوز يبقى إنتاج الإنسولين منخفضاً، وهذا يتجنب العيب الشائع لعلاجات مرض السكري التي يمكن أن تعوض بشكل مفرط نقص الإنسولين، وتترك المريض مع سكر زائد في الدم، أو انخفاض خطير للسكر في الدم.
وخلال التجارب التي تمت على نماذج لفئران التجارب المصابة بالسكري، وجد الباحثون أن زرع خلايا «بيتا» المهندسة تحت الجلد، أدى إلى تنظيم نسبة السكر في الدم، وارتفاع مستويات الإنسولين في البلازما عند التعرض للضوء الأزرق.
وقال إيمانويل تزاناكاكيس، أستاذ الهندسة الكيميائية والبيولوجية بجامعة «تافتس» والمؤلف المشارك بالدراسة، في تقرير نشره موقع الجامعة أول من أمس: «الخلايا المهندسة تقوم بإنتاج الإنسولين بشكل طبيعي، ووظيفة الضوء تعزيز إنتاج الخلايا لجزيء أحادي فوسفات الأدينوسين الدوري (CAMP) فقط، لحمله على صنع مزيد من الإنسولين، عند الحاجة فقط». وأضاف: «الضوء الأزرق ببساطة ينقل الإنتاج من الوضع العادي إلى وضع التعزيز عند الحاجة إلى ذلك».



الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
TT

الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)

تطلق هيئة مراقبة المنافسة في المملكة المتحدة مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين، حسب (بي بي سي). وسوف ينظر التحقيق في البرنامج الكامن خلف روبوتات الدردشة مثل «شات جي بي تي».
وتواجه صناعة الذكاء الصناعي التدقيق في الوتيرة التي تعمل بها على تطوير التكنولوجيا لمحاكاة السلوك البشري.
وسوف تستكشف هيئة المنافسة والأسواق ما إذا كان الذكاء الصناعي يقدم ميزة غير منصفة للشركات القادرة على تحمل تكاليف هذه التكنولوجيا.
وقالت سارة كارديل، الرئيسة التنفيذية لهيئة المنافسة والأسواق، إن ما يسمى بنماذج التأسيس مثل برنامج «شات جي بي تي» تملك القدرة على «تحويل الطريقة التي تتنافس بها الشركات فضلا عن دفع النمو الاقتصادي الكبير».
إلا أنها قالت إنه من المهم للغاية أن تكون الفوائد المحتملة «متاحة بسهولة للشركات والمستهلكين البريطانيين بينما يظل الناس محميين من قضايا مثل المعلومات الكاذبة أو المضللة». ويأتي ذلك في أعقاب المخاوف بشأن تطوير الذكاء الصناعي التوليدي للتكنولوجيا القادرة على إنتاج الصور أو النصوص التي تكاد لا يمكن تمييزها عن أعمال البشر.
وقد حذر البعض من أن أدوات مثل «شات جي بي تي» -عبارة عن روبوت للدردشة قادر على كتابة المقالات، وترميز البرمجة الحاسوبية، بل وحتى إجراء محادثات بطريقة أشبه بما يمارسه البشر- قد تؤدي في نهاية المطاف إلى إلغاء مئات الملايين من فرص العمل.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، حذر جيفري هينتون، الذي ينظر إليه بنطاق واسع باعتباره الأب الروحي للذكاء الصناعي، من المخاطر المتزايدة الناجمة عن التطورات في هذا المجال عندما ترك منصبه في غوغل.
وقال السيد هينتون لهيئة الإذاعة البريطانية إن بعض المخاطر الناجمة عن برامج الدردشة بالذكاء الصناعي كانت «مخيفة للغاية»، وإنها قريبا سوف تتجاوز مستوى المعلومات الموجود في دماغ الإنسان.
«في الوقت الحالي، هم ليسوا أكثر ذكاء منا، على حد علمي. ولكنني أعتقد أنهم قد يبلغون ذلك المستوى قريبا». ودعت شخصيات بارزة في مجال الذكاء الصناعي، في مارس (آذار) الماضي، إلى وقف عمل أنظمة الذكاء الصناعي القوية لمدة 6 أشهر على الأقل، وسط مخاوف من التهديدات التي تشكلها.
وكان رئيس تويتر إيلون ماسك وستيف وزنياك مؤسس شركة آبل من بين الموقعين على الرسالة المفتوحة التي تحذر من تلك المخاطر، وتقول إن السباق لتطوير أنظمة الذكاء الصناعي بات خارجا عن السيطرة.