سقوط عشرات الجرحى في احتجاجات البصرة

نقابة المعلمين تلتحق بدعوات الإضراب العام... والداخلية تحذر

مظاهرة حاشدة في ساحة التحرير ببغداد أمس (رويترز)
مظاهرة حاشدة في ساحة التحرير ببغداد أمس (رويترز)
TT

سقوط عشرات الجرحى في احتجاجات البصرة

مظاهرة حاشدة في ساحة التحرير ببغداد أمس (رويترز)
مظاهرة حاشدة في ساحة التحرير ببغداد أمس (رويترز)

تواصلت المظاهرات والاحتجاجات العراقية بوتيرة متصاعدة، أمس، بعد تبني طيف واسع من المحتجين استراتيجية الإضراب العام وتعطيل الدوام في مؤسسات الدولة، وقد التحقت نقابة المعلمين في العراق بهذا المسعى، وأعلنت تحديها لتعليمات وزارة التربية وتمديد الإضراب العام لمدة أسبوع آخر. كما أعلنت فعاليات وعشائر في وسط وجنوب العراق انخراطها في الإضراب العام.
ولم تخلُ الاحتجاجات العراقية، أمس، من حالات صدام وإصابات بين أجهزة الأمن والمحتجين، وسجلت أعلى نسب الإصابة في ميناء أم قصر بمحافظة البصرة الجنوبية؛ حيث عمدت قوات الأمن إلى تفريق متظاهرين أرادوا الاعتصام في الميناء وشل حركته.
وأعلنت مفوضية حقوق الإنسان المستقلة عن سقوط 120 جريحاً. وذكرت المفوضية، في بيان، أن «المصابين يرقدون في مستشفى أم قصر بسبب استخدام الغازات المسيلة للدموع من قبل القوات الأمنية، وبصورة مباشرة تجاه المتظاهرين وإطلاق الرصاص الحي لتفريقهم».
وناشدت المفوضية، المتظاهرين، «عدم تعريض المرافق العامة والممتلكات للخطر، خصوصاً أن الموانئ تمثل أهم موارد الاقتصاد للشعب العراقي، وإلحاق الضرر بها، أو تعطيلها، سينعكس سلباً على كافة حقوق أبناء الشعب العراقي ومعيشتهم». كما دعت المفوضية، القوات الأمنية، إلى «ممارسة أقصى درجات ضبط النفس في التعامل مع المتظاهرين، والامتناع عن استخدام الأسلحة التي تسبب أضراراً جسدية ضد المتظاهرين».
ونقل تلفزيون «المربد» المحلي في البصرة عن متظاهرين قولهم إن «الاحتجاج كان سلمياً، لكن قوات أمنية حضرت المكان بعد فترة من بدء الاعتصام، وقامت بفتح النار وإطلاق القنابل المسيلة للدموع بكثافة». وجددوا عزمهم «إغلاق الميناء لحين تحقيق مطالب الشعب العراقي».
وفي بغداد، تواصلت المظاهرات بعد ليلة من العنف بين القوات الأمنية والمتظاهرين الذين يطالبون بـ«إسقاط النظام»، ويحتلون ليل نهار ساحة التحرير وسط العاصمة رغم وعود السلطة بالإصلاحات. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أصيب العشرات بجروح ليل الجمعة السبت، خلال مواجهات على جسر الجمهورية الذي يصل التحرير بالمنطقة الخضراء، وجسر السنك الموازي له.
وقال محمد (22 عاماً) الذي يتظاهر في ميدان التحرير، إن «الناس يدركون تماماً ما يحدث: لقد وصلنا إلى مرحلة مهمة ويجب ألا نفقد كل شيء» من خلال قبول «إصلاحات خاطئة» اقترحتها السلطة. من جهته، قال حيدر (30 عاماً) «نجري انتخابات منذ 16 عاماً، ولم نستفد شيئاً».
وفي رد على دعوات قطع الطرق في بغداد التي يوجهها المتظاهرون، أكد الناطق باسم وزارة الداخلية، العميد خالد المحنا، أمس، أن القوات الأمنية ستمنع محاولات قطع الطرق الرئيسية التي تهدف إلى تعطيل حياة المواطنين. وقال المحنا، في تصريحات، إن «أي محاولة تهدف إلى تعطيل حياة المواطنين ستمنعها القوات الأمنية، وأنها لن تسمح بقطع الطرق الرئيسية وتهديد النظام العام». وأضاف أن «أساس عمل القوات الأمنية تأمين حياة المواطنين، واستمرار ممارسة حياتهم بشكل طبيعي»، داعياً إلى «الإبلاغ عن أي محاولة تستهدف قطع الطرق العامة».
من جانبها، نأت «هيئة الحشد الشعبي» عما وصفتها بـ«مواقف وبيانات لجهات مجهولة تربط نفسها بـ(الحشد الشعبي) وتدعي الانتماء إليه»، وذكرت في بيان، أمس، أن «المواقف الرسمية للهيئة محصورة بما يصدر من مديرية الإعلام، وما ينشر في الموقع الرسمي لـ(الحشد)». كانت بعض الجهات المجهولة أصدرت بذريعة انتمائها لـ«الحشد» تهديدات وبيانات ضد المتظاهرين، وتوعدت بالاقتصاص منهم. وأكدت الهيئة «تضامنها مع المتظاهرين السلميين المطالبين بحقوقهم المشروعة»، مشيدة في الوقت نفسه بأداء القوات الأمنية في حماية المتظاهرين وتوفير الحماية لأماكن المظاهرات.
وفي تطور جديد يتعلق بالمظاهرات الجارية في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب، أصدرت مجموعة من منظمات المجتمع المدني في إقليم كردستان، أمس، بياناً دانت فيه بقوة ما سمته «القمع الوحشي» ضد المتظاهرين. وطالب البيان، الحكومة العراقية، بـ«الإيفاء بالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان، وإجراء تحقيق عادل ونزيه، وتقديم المسؤولين عن القمة للعدالة، وإطلاق سراح المعتقلين من المتظاهرين دون قيد أو شرط، ورفع الحظر عن خدمة الإنترنت». وكان أكثر من مائة مثقف وناشط وأكاديمي وسياسي كردي، أصدروا أول من أمس، بياناً تضامنياً مع المتظاهرين.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.