«الجيش الوطني» يقصف مواقع قوات «الوفاق» جنوب طرابلس

حكومة السراج تطالب مجلس الأمن بمحاسبة الدول الداعمة لحفتر

TT

«الجيش الوطني» يقصف مواقع قوات «الوفاق» جنوب طرابلس

أعلن «الجيش الوطني» الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، أن قواته التي أحرزت، أمس، تقدماً ميدانياً جديداً، وتصدت لهجوم شنته القوات الموالية لحكومة «الوفاق»، برئاسة فائز السراج في الضواحي الجنوبية للعاصمة طرابلس، شنت سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع هذه الميلشيات.
واعتبر اللواء سالم رحيل، آمر «اللواء 106 مجحفل» التابع لـ«الجيش الوطني»، أمس، أن «الحرب قد انتقلت إلى مرحلتها الأخيرة»، في إشارة إلى قرب «تحرير» العاصمة.
وبعدما أكد في بيان مقتضب له أمس نجاح «مرحلة المناورة بضرب الجناح والتطويق»، أعلن سيطرة قوات «الجيش الوطني» على منطقة الطويشة الواقعة على بعد 40 كيلومتراً جنوب طرابلس بالكامل. لكنه امتنع عن نشر الصور التي تؤكد تقدم قوات الجيش «حتى تنتهي العملية العسكرية، ونتقدم إلى أماكن جديدة ونبتعد عن الأماكن الحالية».
وشهدت هذه المنطقة قتالاً شرساً، على مدى الأيام القليلة الماضية، في محاولة من قوات الجيش حسم السيطرة عليها، وإنهاء وجود الميلشيات الموالية لحكومة السراج هناك، وسط تصعيد غير مسبوق من وتيرة الغارات الجوية للجيش في مناطق جنوب ووسط العاصمة.
وواصل سلاح الجو، التابع لـ«الجيش الوطني»، استهداف مواقع الميلشيات المسلحة في مختلف محاور القتال بالعاصمة، حيث أعلن المركز الإعلامي لـ«الجيش الوطني»، أنه تم صباح أمس تدمير أكثر من 12 آلية مسلحة ودبابتين، خلال غارة جوية استهدفت تجمع رتل كامل للحشد الميليشياوي قرب معسكر شهوب.
كما أعلن الجيش أن سلاحه الجوي استهدف مواقع تابعة للميليشيات في معسكر غوط الرمان، يضم كمية من الآليات والذخائر والأسلحة النوعية.
بدوره، أعلن اللواء 73 مشاة، التابع لـ«الجيش الوطني»، أن قواته تصدت مساء أول من أمس لما وصفه بمحاولة يائسة للحشد الميليشياوي للتقدم على نقاط تمركزها بمحوري الكزيرما والأحياء البرية، مشيراً إلى مقتل عدد من أفراد العدو وغنم آلية مصفحة.
وأوضح، في بيان له، أن «هذه محاولة من سلسلة محاولات للحشد الميليشياوي للتقدم على تمركز واحد للجيش في محيط هذين المحورين»، مشيراً إلى أن «قوة الاقتحام 35»، التابعة للواء 73 مشاة كانت قد سيطرت بالكامل على منطقتي الأحياء البرية والكازيرما في وقت سابق، وتستعد للخطوات الجديدة التي كلفت بها.
ووجه «الجيش الوطني»، وفقاً لما أعلنه بيان لمركزه الإعلامي، ضربات جوية مباشرة على مواقع الميليشيات الموالية لحكومة السراج في عين زارة والمشروع وكوبري الفروسية، مشيراً إلى حدوث مواجهات على الأرض، وأن سيارات الإسعاف لم تتوقف في العاصمة طرابلس.
وفي تأكيد على مشاركة عناصر إرهابية ضمن صفوف ميلشيات حكومة السراج في قتال طرابلس، بثت شعبة الإعلام الحربي بالجيش الوطني لقطات تظهر رصد إرهابي بارز ومطلوب لدى الأجهزة الأمنية والعسكرية، مشيرة إلى أنه سبق وظهر في إصدارات مُصوّرة تتبع الجماعات الإرهابية، وهو يتوعد فيها قوات الجيش، وأنه يُقاتل الآن في صفوف مجموعات الحشد الميليشياوي بالعاصمة طرابلس.
في المقابل، قالت حكومة «الوفاق» إنها تحمل بعثة الأمم المتحدة مسؤولية ما وصفتها بـالانتهاكات، التي ارتكبتها قوات «الجيش الوطني» عبر قصف استهدف مقر وزارة الداخلية الموالية للحكومة وسط طرابلس.
وبعدما أدانت الحكومة المعترف بها من المجتمع الدولي، في بيان لها، «بأشد العبارات هذا القصف الإرهابي»، دعت البعثة الأممية إلى «الإيفاء بالتزاماتها بدعوة مجلس الأمن، وبصفة عاجلة، إلى اتخاذ إجراءات رادعة لوقف هذه الاعتداءات الإجرامية».
كما طالبت مجلس الأمن الدولي بـ«محاسبة الدول الداعمة للمعتدي، التي تتحمل المسؤولية الكاملة تجاه هذه الانتهاكات»، معتبرة أن أي اعتداء على المدنيين وممتلكاتهم «يعد انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي يستوجب الملاحقة والعقاب».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.