جنرال إسرائيلي: تنمية غزة اقتصادياً تعزز الإرهاب

جنرال إسرائيلي: تنمية غزة اقتصادياً تعزز الإرهاب
TT

جنرال إسرائيلي: تنمية غزة اقتصادياً تعزز الإرهاب

جنرال إسرائيلي: تنمية غزة اقتصادياً تعزز الإرهاب

بعد سنوات من تبرير الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة بأن «التنظيمات الفلسطينية تمارس عمليات الإرهاب»، والزعم بأن ممارسات التنظيمات الفلسطينية المسلحة وحكم «حماس» يمنعان إسرائيل من تقديم ما تريد من تسهيلات للقطاع، كشف قائد اللواء الجنوبي في الجيش الإسرائيلي، اللواء هرتسي هليفي، عن حقيقة السياسة الإسرائيلية إذ قال إن «مشاريع التنمية الاقتصادية في قطاع غزة قد تؤدي إلى تعزيز الإرهاب وزيادته».
وكان هليفي يتحدث في لقاء مع مندوبي مؤتمر مجلس الأمناء للوكالة اليهودية الذين قاموا بجولة على مواقع الجيش الإسرائيلي. واختتمت الجولة بزيارة لمقر القيادة الجنوبية للجيش مساء الخميس. وقد سأل بعض المندوبين اللواء هليفي عن سياسة الحصار على قطاع غزة منذ 14 عاماً، فرد بالتحذير من إمكانية إدخال ما وصفه بـ«القدرات الاقتصادية» المتقدمة إلى قطاع غزة المحاصر، وقال: «عليكم بداية أن تثبتوا لنا أن التنمية الاقتصادية في غزة لن تؤدي إلى تنمية القدرات الإرهابية. فعندما تتطور قدرات المنظمات الإرهابية في غزة، سنجد أنفسنا حتماً أمام حرب واسعة. أؤكد لكم أن الجيش الإسرائيلي قوي للغاية ولكننا نفضّل أن لا نستخدم قوتنا بما يؤذي الناس الأبرياء هناك».
وتابع: «كلما عزز الغزيون من قدراتهم، سيتعين علينا ممارسة قوة أكبر، وسنعود بغزة مرة أخرى إلى الوراء من جديد. فلا يوجد مخرج من كل هذا سوى إيجاد حل ينجح في الفصل ما بين الازدهار الاقتصادي للقطاع، وتعزيز قدرات الإرهاب داخله، التي يمثلها قادة الفصائل الفلسطينية المسلحة».
وتعتبر هذه التصريحات بمثابة اعتراف بأن إسرائيل لا تنوي فك الحصار عن قطاع غزة ولن تفعل شيئا لوقف معاناة الأهالي هناك في المدى المنظور، علماً بأن نسبة الفقر ارتفعت هناك إلى 53 في المائة، فيما تخطت معدلات البطالة الـ80 في المائة، وفق بيانات المركز الفلسطيني للإحصاء واللجنة الشعبية لرفع الحصار عن قطاع غزة. وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأممية (أونروا) قد كشفت في مايو (أيار) الماضي أن «ما يزيد على نصف سكان قطاع غزة يعتمدون على المعونة الغذائية المقدمة من مؤسسات المجتمع الدولي». وأشارت إلى أن 620 ألف شخص في القطاع يعانون من الفقر المدقع ولا يستطيعون تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية ويعيشون على أقل من 1.6 دولار باليوم.
وشهد قطاع غزة توتراً شديداً، أول من أمس، إذ استهدفت مدفعية وطائرة عسكرية إسرائيلية مرصديْن تابعين لحركة «حماس». وأعلن الجيش الإسرائيلي أن «القصف جاء رداً على إطلاق صاروخ في وقت سابق من القطاع باتجاه إسرائيل، لكنه سقط في منطقة مفتوحة ولم يتسبب بأي أذى. وقد تم إطلاق صواريخ منظومة القبة الحديدية لاعتراض الصاروخ، لكنها لم تصبه».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.