«الجيش الوطني» الليبي يتجه لـ {حسم النصر} في طرابلس

مسؤول بارز في قيادته أكد أن دخول العاصمة سيتحقق خلال «أسابيع»

TT

«الجيش الوطني» الليبي يتجه لـ {حسم النصر} في طرابلس

قال مسؤول بارز في «الجيش الوطني» الليبي، الذي يقوده المشير خليفة حفتر، إن قواته تتجه لحسم المعارك، التي اقتربت من إكمال شهرها السابع على التوالي لـ«تحرير» العاصمة طرابلس، من قبضة الميلشيات المسلحة الموالية لحكومة الوفاق، برئاسة فائز السراج.
وأوضح المسؤول، الذي طلب عدم تعريفه، أنه «مع فقدان هذه الميلشيات قدرتها على مقاومة الجيش في المعارك، خصوصاً في محاور الضواحي الجنوبية بالمدينة، واستنزاف أسلحتها وعناصرها البشرية، فإن قوات الجيش تسعى لتقليص المدة الزمنية للقضاء على هذه الميلشيات، تمهيداً لإعلان تحرير العاصمة».
وأضاف المسؤول ذاته: «نتحدث عن بضعة أسابيع فقط، وربما أقل. وضع قواتنا ممتاز ميدانياً، والجيش يقترب من تحقيق هدف (عملية الكرامة)، التي أطلقها المشير حفتر في الرابع من شهر أبريل (نيسان) الماضي»، معتبراً أن الهدوء النسبي الذي شهدته محاور القتال على مدى اليومين الماضيين «يعكس عدم قدرة الميلشيات على شن أي هجوم مضاد، أو إحباط تقدم الجيش على الأرض». وتابع موضحاً: «نأمل أن نحقق هدفنا قبل المؤتمر الدولي، الذي تخطط البعثة الأممية وألمانيا لعقده في وقت لاحق».
في المقابل، نقلت وكالة «رويترز» عن اللواء أسامة الجويلي، آمر المنطقة العسكرية الغربية، الموالية لحكومة السراج المعترف بها دولياً قوله: «نتمنى أن تقف الحرب اليوم، ولكن أوضحت القيادة السياسية بشكل واضح أن الحديث عن وقف إطلاق النار مرتبط بعودة المعتدي من حيث أتى، وهذا شيء واضح».
وزعم الجويلي أن متعاقدين عسكريين من روسيا قتلوا في محاولة فاشلة في الأيام الأخيرة لقطع الطريق إلى العزيزية في جنوب طرابلس، وقال إن رحلتهم إلى ليبيا وإلى الخطوط الأمامية جواً، وعبر سوريا، «كانت مرصودة». لكن متحدثاً باسم «الجيش الوطني» نفى في المقابل وجود مقاتلين روس في صفوفه، واستخدام أي طائرة أجنبية.
وبينما يقول قادة طرابلس إنهم ركزوا عملياتهم العسكرية، ويملكون آلاف المقاتلين الإضافيين، إذا اقتضى الأمر، عبرت قوات «الجيش الوطني» عن ثقتها في أنه ما زال بإمكانها تحقيق نصر سريع.
إلى ذلك، قالت الأمم المتحدة إن لجنة مجلس الأمن الدولي المعنية بليبيا تلقت إحاطة من بعثتها هناك حول آخر التطورات، قام بها فريق من خبراء في إطار المشاورات غير الرسمية السادسة هذا العام، بالإضافة إلى تحديث شفهي من قبل فريق الخبراء المعني بليبيا، يركزان على تنفيذ حظر الأسلحة والانتهاكات المبلغ عنها.
وحسب بيان للمنظمة الدولية، أول من أمس، فقد عكست الإحاطات الإعلامية قلقاً بشأن استمرار تدفق الأسلحة وغيرها من أشكال الدعم العسكري المبلغ عنها التي غذت الصراع. كما شجب أعضاء اللجنة الانتهاكات المستمرة لحظر الأسلحة، وتصاعد الخسائر في صفوف المدنيين، مؤكدين أن الهجمات ضد المدنيين والأعيان المدنية تشكل خرقاً للقانون الإنساني الدولي. كما شددوا على أهمية التنفيذ الكامل لحظر الأسلحة، حسب الضرورة للعملية السياسية في ليبيا، إلى جانب الحاجة إلى تحديد المخالفين ومحاسبتهم، وفقاً لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن ليبيا.
ودعا أعضاء اللجنة، الدول الأعضاء، إلى التعاون الكامل مع الفريق، ودعم أعمال التحقيق التي يقوم بها الفريق، خصوصاً فيما يتعلق بتبادل المعلومات والوصول إليها، معربين عن تطلعهم إلى تقديم التقرير النهائي للفريق، والمتوقع تقديمه إلى مجلس الأمن قبل منتصف الشهر المقبل.
إلى ذلك، نأى الاتحاد الأوروبي بنفسه عن مساعي إيطاليا إعادة تعديل اتفاق أبرمته مع ليبيا بشأن المهاجرين، بعدما أعلن جوزيبي كونتي، رئيس الحكومة الإيطالية، أنه سيسعى لإحداث تعديلات على مذكرة التفاهم مع السلطات الليبية الخاصة بالهجرة.
ونقلت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء عن كونتي، قوله في تصريحات صحافية، أول من أمس، إن بلاده سوف تطلب إجراء تعديلات على مذكرة وقعتها قبل نحو عامين مع حكومة السراج بطرابلس، معتبراً أن «المذكرة التي أرست أسس التعاون لمكافحة الهجرة غير النظامية، والاتجار في الأرواح البشرية وإدارة تدفقات الهجرة بشكل أفضل، لا يمكن رميها في البحر».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.