الجزائر: القضاة يواصلون إضرابهم ويناشدون بن صالح معالجة الوضع

TT

الجزائر: القضاة يواصلون إضرابهم ويناشدون بن صالح معالجة الوضع

واصل القضاة الجزائريون أمس إضرابهم عن العمل، ‬لليوم الرابع على التوالي، ‬استجابة لنداء النقابة الوطنية للقضاة، التي‮ ‬رفعت عدة مطالب، من بينها تجميد الحركة السنوية للقضاة‮.‬ وكنتيجة لذلك، عرفت محاكم سيدي‮ ‬أمحمد توقفاً تاماً للعمل للقضائي، ‬حيث بقيت قاعات الجلسات فارغة،‮ ‬واصطف بعض المواطنين داخل البهو في‮ ‬حيرة من أمرهم‮، في حين شوهد القضاة المضربون في‮ ‬بهو بعض المحاكم إيذاناً بتمسكهم بالإضراب‮. ‬
وحسب مصادر إعلامية متطابقة، ‬فإن ممثلين عن نقابة القضاة التقوا إطارات بوزارة العدل، ‬لكن لم‮ ‬يخرج الاجتماع بنتيجة، حيث أبدت الوزارة تمسكها بالحركة السنوية، ودعت القضاة للتقدم بطعون لدراستها‮.‬
في‮ ‬سياق ذلك، ‬وجهت أمس النقابة الوطنية للقضاة نداءً عاجلاً إلى رئيس الدولة، ‬عبد القادر بن صالح، ‬للتدخل بقصد المعالجة الفورية لما سمته‮ ‬القرارات الانفرادية، التي‮ ‬تستهدف استقرار السلطة القضائية ومنتسبيها بحسبها‮. ‬وذكرت النقابة، ‬في‮ ‬بيان لها، ‬أنها تشهد الرأي‮ ‬الوطني‮ ‬أن مطالبها «تصب أساساً في‮ ‬تعزيز دولة الحق والقانون، ‬وهو مطلب شعبي‮ ‬ورسمي»، ‬وتأمل أن تجد آذاناً مصغية لقطع الطريق أمام أي‮ ‬تأويل مغرض‮ ‬يرمي‮ ‬لمغالطة الرأي‮ ‬العام‮. ‬كما تأسفت نقابة القضاة لاستمرار حالة الانسداد على مستوى كامل الجهات القضائية عبر الوطن بسبب مقاطعة العمل القضائي واستمرار الإضرابات‮.‬
في غضون ذلك، دافع رئيس نقابة القضاة يسعد مبروك خلال مشاركته في الوقفة الاحتجاجية بمجلس قضاء العاصمة عن الإضراب، رافضاً محاولات تسييسه، حيث أشار إلى خطورة الوضع في القطاع من خلال استنساخ عبارة الوزير الأول السابق أحمد أويحيى، حيث قال إن «قرار الإضراب لم يتم اتخاذه حتى وصل (السكين للعظم)، والأمر وصل إلى نهاية حده، ولا يمكن تحمل المزيد، ولم يجد القضاة بدائل أخرى لنقل انشغالاتهم»، نافياً وجود أي مسألة شخصية، سواء مع وزير العدل أو حافظ الأختام أو الوزارة، بل القرار جاء نتيجة تراكمات لمشاكل اجتماعية ومهنية، حسب تعبيره.
ورفض يسعد مبروك في تصريح التعليقات المتداولة في أوساط المجتمع، وهي «قضاة التليفون»، و«قضاة (التولكي والكي)»، قائلاً: «كثيراً ما أسمع هذا الكلام. الله يهديكم. لو تعلمون ما يكابده القضاة وما يحاولون القيام به لتكريس العدالة، ولو بصورة جزئية، فسوف تعذرونهم، وتتأكدون من أنهم قاموا بما في وسعهم»، بحسب ما أورد موقع «البلاد أون لاين»، أمس.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.