ثلاجة تستغني عن الكهرباء بأشعة الشمس

تم اختبارها في صحراء تشيلي

نظام التبريد الجديد خضع لاختبار حقيقي
نظام التبريد الجديد خضع لاختبار حقيقي
TT

ثلاجة تستغني عن الكهرباء بأشعة الشمس

نظام التبريد الجديد خضع لاختبار حقيقي
نظام التبريد الجديد خضع لاختبار حقيقي

تستهلك أجهزة التبريد والتكييف نحو 17 في المائة من الطاقة الكهربائية التي يتم إنتاجها في العالم، لكن فريقا بحثيا مشتركا من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بأميركا والجامعة البابوية الكاثوليكية في تشيلي، تمكن من إنتاج نظام تبريد يعمل بدون كهرباء، ويستطيع هذا النظام الذي يمكن وضعه تحت أشعة الشمس الحارقة في يوم صيف حار تبريد الأشياء المحفوظة داخله.
ولا يحتوي هذا النظام على أي أجزاء متحركة، ولكنه يعمل من خلال عملية تسمى بـ«التبريد الإشعاعي»، حيث يتم خلالها حجب أشعة الشمس الواردة إليه حتى لا تقوم بتسخينه، وفي الوقت نفسه يشع ضوء الأشعة تحت الحمراء، الذي هو الأساس في الحرارة، ليمر مباشرة إلى الفضاء، ويؤدي ذلك لتبريد الجهاز بدرجة كبيرة أقل من درجة حرارة الهواء المحيط.
وتصف الدراسة المنشورة أول من أمس في دورية «Science dvances» آلية تشغيل هذا النظام البسيط وغير المكلف، والتي تعتمد على نوع خاص من العزل، مصنوع من رغوة البولي إيثيلين التي تسمى «الأيروجيل»، وهذه المادة خفيفة الوزن، وتشبه إلى حد ما حلوى «المارشميلو»، ووظيفتها أنها تمنع وتعكس أشعة الشمس المرئية حتى لا تخترقها، لكنها في المقابل شفافة للغاية للأشعة تحت الحمراء التي تحمل الحرارة، مما يسمح لها بالمرور بحرية إلى الخارج.
ويعتمد هذا النظام الجديد للتبريد على مفهوم استخدمه باحثون آخرون قبل عام، حيث استخدموا أيضا آلية «التبريد الإشعاعي» المستخدمة في هذا النظام، ولكن الفارق في المادة المستخدمة في العزل.
ويقول أرني ليروي، الباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لمعهد ماساتشوستس بالتزامن مع نشر الدراسة: «الباحثون الآخرون استخدموا شريطا ضيقا من المعدن، لتظليل الجهاز من أشعة الشمس المباشرة لمنعه من التسخين، وكان هذا النظام يعمل، لكنه وفر أقل من نصف كمية طاقة التبريد التي يحققها النظام الجديد بسبب طبقة «الأيروجيل» العازلة عالية الكفاءة».
ويوضح أن مثل هذا النظام الجديد يمكن أن يستخدم، على سبيل المثال، في إنتاج ثلاجات لمنع تلف الخضراوات والفواكه، مما قد يضاعف من الوقت الذي يمكن أن يظل فيه المنتج طازجا في الأماكن النائية حيث لا تتوفر طاقة موثوقة للتبريد.
وخضع هذا النظام لاختبار حقيقي في صحراء أتاكاما بتشيلي، والتي تعد أجزاؤها الأكثر جفافاً على الأرض، وهي على خط الاستواء مباشرة، ولا تحصل على أي هطول للأمطار وتتلقى أشعة الشمس الحارقة التي يمكن أن تضع الجهاز في اختبار حقيقي.
ويقول ليروي: «حقق الجهاز تبريدا بقدرة 13 درجة مئوية تحت أشعة الشمس الكاملة في فترة الظهيرة، وعند إجراء اختبارات مماثلة في حرم معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا حقق تبريدا أقل بقليل من 10 درجات».


مقالات ذات صلة

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)
خاص يمثل تحول الترميز الطبي في السعودية خطوة حاسمة نحو تحسين كفاءة النظام الصحي ودقته (شاترستوك)

خاص ما دور «الترميز الطبي» في تحقيق «رؤية 2030» لنظام صحي مستدام؟

من معالجة اللغة الطبيعية إلى التطبيب عن بُعد، يشكل «الترميز الطبي» عامل تغيير مهماً نحو قطاع طبي متطور ومستدام في السعودية.

نسيم رمضان (لندن)
خاص من خلال الاستثمارات الاستراتيجية والشراكات وتطوير البنية التحتية ترسم السعودية مساراً نحو أن تصبح قائداً عالمياً في التكنولوجيا (شاترستوك)

خاص كيف يحقق «الاستقلال في الذكاء الاصطناعي» رؤية السعودية للمستقبل؟

يُعد «استقلال الذكاء الاصطناعي» ركيزة أساسية في استراتيجية المملكة مستفيدة من قوتها الاقتصادية والمبادرات المستقبلية لتوطين إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي.

نسيم رمضان (لندن)

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

بريجيت باردو (أ.ف.ب)
بريجيت باردو (أ.ف.ب)
TT

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

بريجيت باردو (أ.ف.ب)
بريجيت باردو (أ.ف.ب)

انشغلت الأوساط الفنية في فرنسا بخبر تدهور صحة الممثلة المعتزلة بريجيت باردو ودخولها وحدة العناية المركزة في مستشفى «تولون»، جنوب البلاد. يحدث هذا بينما يترقب المشاهدون المسلسل الذي يبدأ عرضه الاثنين المقبل، ويتناول الفترة الأولى من صباها، بين سن 15 و26 عاماً. واختيرت الممثلة جوليا دو نونيز لأداء الدور الرئيسي في المسلسل الذي أخرجه الزوجان دانييل وكريستوفر تومسون، نظراً للشبه الكبير بينها وبين باردو في شبابها.
وكشف مقربون من الممثلة أنها تعاني من ضيق في التنفس، لكنها رفضت الاستمرار في المستشفى وأصرت على أن تعود إلى منزلها في بلدة «سان تروبيه»، وهي المنطقة التي تحولت إلى وجهة سياحية عالمية بفضل إقامة باردو فيها. إنها الممثلة الفرنسية الأولى التي بلغت مرتبة النجومية خارج حدود بلادها وكانت رمزاً للإغراء شرقاً وغرباً. وقد قدمت لها عاصمة السينما هوليوود فرص العمل فيها لكنها اكتفت بأفلام قلائل وفضلت العودة إلى فرنسا.

جوليا في دور بريجيت باردو (القناة الثانية للتلفزيون الفرنسي)

حال الإعلان عن نقلها إلى المستشفى، باشرت إدارات الصحف تحضير ملفات مطولة عن النجمة المعتزلة البالغة من العمر 88 عاماً. ورغم أنها كانت ممثلة برعت في أدوار الإغراء فإن 10 على الأقل من بين أفلامها دخلت قائمة أفضل ما قدمته السينما الفرنسية في تاريخها. وهي قد اختارت أن تقطع تلك المسيرة، بقرار منها، وأن تعلن اعتزالها في عام 1970 لتتفرغ لإدارة جمعية تعنى بالحيوانات وتتصدى لإبادتها لأسباب مادية، مثل الحصول على الفراء والعاج. ومن خلال شهرتها واتصالاتها برؤساء الدول تمكنت من وقف تلك الحملات في بلاد كثيرة.
وفي المسلسل الجديد الذي تعرضه القناة الثانية، وهي الرسمية، حاولت الممثلة الشابة جوليا دو نونيز أن تجسد شخصية تلك الطفلة التي تحولت من مراهقة مشتهاة إلى امرأة طاغية الفتنة. كما أعادت جوليا إلى الأذهان عدداً من المشاهد الشهيرة التي انطبعت في ذاكرة الجمهور لبريجيت باردو التي قدمها المخرج روجيه فاديم في فيلم «وخلق الله المرأة»، ثم تزوجها. وهي المرحلة التي ظهرت فيها «الموجة الجديدة» في السينما وكانت باردو أحد وجوهها.
لم يكن فاديم الرجل الأول والوحيد في حياتها. بل إن نصيرات حقوق المرأة يعتبرن بريجيت باردو واحدة من أبرز الفرنسيات اللواتي تمسكن بمفهوم الحرية وخرجن على التقاليد. لقد لعبت أدوار المرأة المغرية لكنها عكست وجهاً لم يكن معروفاً من وجوه المرأة المعاصرة.