الحريري أبلغ جريصاتي بضرورة إجراء تعديل وزاري

TT

الحريري أبلغ جريصاتي بضرورة إجراء تعديل وزاري

أكدت مصادر رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، أن الاتجاهات الإعلامية لوضع استقالته ضمن خانة «المؤامرة الخارجية» ضد عهد الرئيس ميشال عون هي عارية عن الصحة، مشيرة إلى أن الاستقالة «ثبتت وجهة نظر الحريري بأن الحل لا يمكن إلا أن يكون سياسياً وليس أمنياً».
وشددت المصادر في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على أن الاستقالة «صُنعت في بيت الوسط، وجاءت حريرية بامتياز»، مؤكدة أن «الاستقالة غير موجهة ضد أحد، وما فعله الحريري أنه سحب كرة النار من الشارع، وأعاد البلد إلى الحوار، واتجه إلى تفعيل العمل الحكومي»، لافتة إلى أن «المراوحة في المقاربات حول الحلول أدت إلى هنا».
وذكرت معلومات خاصة بـ«الشرق الأوسط»، أن «جميع السفراء من دون استثناء فوجئوا بالاستقالة، وكان غالبيتهم يدعون إلى التريث، وذلك حتى ساعة متأخرة من مساء الاثنين الذي سبق الاستقالة»، لافتة إلى أنه «حين انتشرت الأنباء عن الاستقالة في الإعلام، حاول بعض السفراء ثنيه عنها، لكن الحريري كان مصرّاً عليها بهدف إحداث صدمة إيجابية، بالنظر إلى أن البلد لا يجوز أن يؤخذ إلى المجهول، والاستقالة تمثل حلاً لإعادة تفعيل المبادرات والحوار والعمل الحكومي بعد الأزمة لأن المراوحة دفع البلد ثمنها».
ورفضت مصادر وزارية أخرى اعتبار الاستقالة قفزاً في المجهول، وأن الأطراف اللبنانية لم تكن على دراية بها. وقالت المصادر «كل الأطراف كانت في جو الاستقالة». وعما إذا كانت الاستقالة غير منسقة مع «التيار الوطني الحر»، أوضحت المصادر، أنه «خلال الاجتماعات التي عقدتها اللجنة الوزارية لدراسة مشروع قانون العفو العام، كان الحريري على الهامش يتحدث مع الوزير سليم جريصاتي بضرورة إجراء تعديل وزاري لتبريد الأجواء، وأن التعديل من شأنه أن يحدث نقلة نوعية وصدمة إيجابية»، ووضعت إنكار المعرفة بالاستقالة ضمن إطار «الهرب إلى الأمام». وقالت المصادر: «تعاطت الأطراف مع نيته بالاستقالة على أنها محاولة منه للضغط بهدف تسريع التعديل الوزاري».



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.