القضاء يشدد من إجراءاته ضد النواب المتهمين بالفساد

TT

القضاء يشدد من إجراءاته ضد النواب المتهمين بالفساد

في وقت كانت فيه العشرات من الملفات نائمة بين أدراج البرلمان والسلطة القضائية على مدى السنوات الـ16 الماضية والتي تندرج غالبيتها في إطار ملاحقة نواب، وقيادات سياسية متهمة بجرائم الفساد المالي والإداري، فإن المظاهرات الجماهيرية الغاضبة حركت السلطتين التشريعية والقضائية على الإسراع بفتح كل الملفات التي كانت مغلقة أو لا أحد يجرؤ على فتحها.
ففي الوقت الذي كان يصعب على البرلمان خلال الدورات الماضية رفع الحصانة عن أي نائب بسبب عمق الخلافات السياسية بين مختلف الأطراف، فإن رئيس البرلمان الحالي محمد الحلبوسي طلب من أعضاء البرلمان العراقي رفع الحصانة عنه وعن نائبيه بشير حداد وحسن الكعبي في مبادرة حسن نية حيال أهمية أن يبدأ البرلمان اتخاذ المزيد من الخطوات الجادة لمحاربة الفساد المستشري في البلاد. وفي هذا السياق، قضى مجلس القضاء الأعلى، بتنفيذ إجراءات التحقيق مع النواب المطلوبين عن جرائم الفساد المالي والإداري دون الحاجة إلى مفاتحته.
وقال بيان صادر عن المركز الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى، إن «مجلس القضاء الأعلى أصدر إعماماً للمحاكم كافة بتنفيذ إجراءات التحقيق مع النواب المطلوبين عن جرائم الفساد المالي والإداري دون الحاجة إلى مفاتحته بغية مفاتحة مجلس النواب بخصوص رفع الحصانة». وأشار إلى أن هذا الإجراء جاء «بعد أن صوّت مجلس النواب على رفع الحصانة عن النواب المطلوبين عن جرائم الفساد المالي والإداري». ولفت البيان إلى «تأكيد مجلس القضاء الأعلى على الجهات التنفيذية بالتنفيذ المباشر لمذكرات القبض أو الاستقدام».
إلى ذلك، طلب جهاز الادعاء العام من محاكم التحقيق اتخاذ الإجراءات القانونية كافة بحق شاغلي عقارات الدولة من دون مسوغ قانوني. وأوضح بيان صادر عن مجلس القضاء الأعلى، أنه «بناءً على كتاب لجنة النزاهة في مجلس النواب العراقي؛ فإن جهاز الادعاء العام طلب من محاكم التحقيق اتخاذ الإجراءات القانونية كافة بحق شاغلي عقارات الدولة من دون مسوغ قانوني، سواء كانوا أشخاصاً بصرف النظر عن مناصبهم أو الأحزاب السياسية». وتابع البيان: «كما فاتح الادعاء العام الدائرة القانونية في الأمانة العامة لمجلس الوزراء لتكليف الممثل القانوني بإقامة دعوى المطالبة بأجور العقارات المستأجرة والمطالبة بالأجر المثل من المتخلفين عن تسديد بدلات الإيجار وفق القانون وأمام محاكم البداءة المختصة».



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.