مصر: قانون «الأحوال الشخصية» ينذر بجدل بين البرلمان والأزهر

اعتراضات على «حضانة الأطفال ونفقة الزوجة»

TT

مصر: قانون «الأحوال الشخصية» ينذر بجدل بين البرلمان والأزهر

في أول رد رسمي على اعتراضات طالت بعض نقاط مشروع قانون «الأحوال الشخصية» في مصر، والذي أعده الأزهر، قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أمس، إن «الأزهر يتصدى لـ(الأحوال الشخصية) كمشروع قانون، وهو بذلك يزاول عمله وواجبه الأول بحكم الدستور المصري وبحكم القانون». فيما أكدت مشيخة الأزهر أنها «أعدت مشروعاً متكاملاً من خلال هيئة كبار العلماء، استعانت فيه بذوي الاختصاص والمهتمين بقضايا المرأة والطفل والأسرة».
ويتعرض مشروع قانون الأزهر الجديد لبعض الانتقادات من جانب عدد من أعضاء مجلس النواب (البرلمان)، ومهتمين بالحقوق الاجتماعية، باعتبار أن دور الأزهر في مراجعة القوانين المعروضة عليه يعد استشارياً «غير ملزم». ويتعلق أغلب الاعتراضات المبدئية حول المشروع بـ«سن حضانة الأطفال بعد انفصال الزوجين، وحق الرؤية، ونفقة الزوجة بعد الطلاق»، حسب نواب في البرلمان.
ويتوقع مراقبون أن «تشهد مناقشة مشروع الأزهر جدلاً داخل البرلمان من قِبل بعض النواب المعترضين على بعض بنوده».
وأكد مصدر في مشيخة الأزهر أن «الأزهر استقبل مجموعة من مشروعات قوانين (الأحوال الشخصية) من بعض أعضاء مجلس النواب، والمجلس القومي للمرأة، وجهات أخرى، ونُظر إليها بعين التقدير، وبناءً عليه صاغ مشروعاً متكاملاً للقانون، عكفت هيئة (كبار العلماء) على إعداده ومراجعته لأكثر من عام، واستعانت فيه بذوي الاختصاص والمهتمين بقضايا المرأة والطفل والأسرة».
كان شيخ الأزهر قد شكّل في أكتوبر (تشرين الأول) 2017، لجنة لإعداد مقترح مشروع قانون لتعديل بعض أحكام القوانين المصرية المتعلقة بـ«الأحوال الشخصية»، بهدف ضمان توسيع نطاق الحفاظ على حقوق الأسرة، وصياغة قضايا الأحوال الشخصية الموزعة على أكثر من قانون، في نسق قانوني موحد، يتسم بالتجانس والشمولية.
وقال المصدر في المشيخة إن «الدكتور الطيب وضع للجنة الفقهية، التي عملت على القانون، خطوطاً عريضة، من بينها تقديم نفقة عادلة للمرأة في حال الانفصال، ووضع نصوص محكمة للالتزام بضوابط الحضانة، وضبط الحقوق المترتبة على الطلاق».
وأعلن الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، قبل أيام، أن «الحكومة المصرية أعلنت أنها سوف ترسل إلى البرلمان مشروع قانون متكامل لـ(الأحوال الشخصية) خلال 60 يوماً».
وقال الدكتور محمد فؤاد، عضو مجلس النواب، الذي قدم للبرلمان مشروعاً مقترحاً للأحوال الشخصية، إن «مشروع الأزهر أغفل أبرز القضايا المتعلقة بـ(الأحوال الشخصية) مثل سن الحضانة، والرؤية، والاستضافة»، لافتاً إلى أنه «تقدم بخطاب لوزير العدل أول من أمس، بشأن رأي وزارة الصحة في بعض نقاط قوانين (الأحوال الشخصية)، والخاصة بالاستضافة، وسن الحضانة، وترتيب الحاضنين».
واعترض النائب محمد أبو حامد، وكيل لجنة التضامن بمجلس النواب، على «إعداد الأزهر لمشروع القانون»، بقوله: «(الأحوال الشخصية) قانون مدني، فيه مواد تتماسّ مع الدين، وطبقاً للدستور والمادة الثانية منه، فإنه يتم استطلاع رأي الأزهر فيه، وهو رأي (غير مُلزم)»،
بدورها، قالت النائبة هالة أبو السعد،، إن «البرلمان هو الجهة المنوط بها التشريع وليس الأزهر، لأن دوره في هذا القانون إبداء الرأي في المواد قطعية الثبوت والدلالة».
ومن جهتها، قالت «اللجنة الدينية» في البرلمان إنها «تناقش مقترحات وردت إليها من بعض النواب لتعديل قانون (الأحوال الشخصية)، وسوف تأخذ في الاعتبار مشروع القانون المُقدم من الأزهر».
في سياق ذلك، قال الدكتور أسامة العبد، رئيس «اللجنة الدينية» بمجلس النواب، إن «(اللجنة التشريعية) ستشارك (اللجنة الدينية) في مناقشة مشروع قانون (الأحوال الشخصية)، الذي أعده الأزهر»، موضحاً أن «الأزهر هو صاحب الاختصاص الأصيل في إعداد هذا المشروع لأنه المرجع الرئيسي في كل الأمور الدينية».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.