البيشمركة تتصدى لهجوم مسلحي «داعش» قرب جلولاء

سيطرت على مناطق استراتيجية غرب الموصل

البيشمركة تتصدى لهجوم مسلحي «داعش» قرب جلولاء
TT

البيشمركة تتصدى لهجوم مسلحي «داعش» قرب جلولاء

البيشمركة تتصدى لهجوم مسلحي «داعش» قرب جلولاء

أعلنت وزارة البيشمركة أمس أن قواتها تصدت لهجوم نفذه مسلحو تنظيم داعش على مواقع البيشمركة بين جلولاء وخانقين في محافظة ديالى، فيما ذكر مصدر أمني كردي من مدينة خانقين أن 7 من عناصر قوات البيشمركة قتلوا وجرحوا جراء استهداف السيارة التي تقلهم بعبوة ناسفة على الطريق الرابط بين ناحية جلولاء وقضاء خانقين.
وقال العميد هلكورد حكمت، الناطق الرسمي باسم وزارة البيشمركة لـ«الشرق الأوسط»: «هاجم مسلحو تنظيم داعش مواقع قوات البيشمركة الواقعة بين خانقين وجلولاء، حيث اندلعت على إثره مواجهات عنيفة بين الجانبين، وتمكنت البيشمركة من صد هجوم داعش، وأجبرت مسلحي التنظيم على الانسحاب إلى داخل جلولاء»، مضيفا أن «المعارك استمرت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم». (أمس).
بدوره، قال مصدر مسؤول في قوات البيشمركة في خانقين، فضل عدم الكشف عن اسمه، لـ«الشرق الأوسط»: «بدأ مسلحو (داعش) الليلة قبل الماضية بمهاجمة قوات البيشمركة المرابطة على مدخل ناحية جلولاء من 3 محاور، الأولى من سيطرة الكوباش، والثانية من منطقة وادي العوسج، والثالثة من سيطرة الطوارئ، لكن قوات البيشمركة كانت لهم بالمرصاد، وهزمتهم».
وتابع المصدر «بعد عدة ساعات من المواجهات العنيفة، تمكنت قوات البيشمركة من صدهم وقتل العشرات منهم، فيما لاذ مسلحو التنظيم الآخرين بالفرار إلى داخل ناحية جلولاء، وأسفرت هذه المعارك عن مقتل أحد أفراد قوات البيشمركة، فيما لحقت أضرار مادية بالمنطقة».
من جهته، قال مصدر أمني في مدينة خانقين لـ«الشرق الأوسط»: «قتل 5 أفراد من قوات البيشمركة وأصيب اثنان آخران جراء استهداف سيارتهم بعبوة ناسفة على الطريق الرابط بين خانقين وجلولاء»، وأضاف المصدر أن «القوات الأمنية فتحت فورا تحقيقا لمعرفة المسؤولين عن الحادث».
من جهة أخرى، شنت قوات البيشمركة أمس هجوما موسعا في غرب الموصل تمكنت خلال وقت قصير من السيطرة على عدد من القرى القريبة من ناحية زمار، وقال سعيد مموزيني مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر لحزب الديمقراطي الكردستاني في نينوى لـ«الشرق الأوسط»: «بدأت قوات البيشمركة أمس هجوما لاستعادة بعض المناطق الاستراتيجية المسماة ب(خط النفط)الواقعة بين زمار وربيعة غرب الموصل من تنظيم داعش، وتمكنت البيشمركة بعد معارك طاحنة مع (داعش) أن تسيطر على قرى تل التين وتل العشق، ومجموعة أخرى من القرى الواقعة على نفس الخط»، مبينا أن البيشمركة وجهت ضربة قاضية للتنظيم في غرب الموصل وقتلت الكثير منهم فيما لاذ الآخرون بالفرار باتجاه الموصل، مؤكدا في الوقت ذاته أن البيشمركة تحاصر ناحية زمار، لكنها لم تدخل الناحية الآن.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.