اللون الأبيض اكتمل جماله وقوته هذا الموسم

من قصص الأطفال والرومانسية إلى لون كل المناسبات

كما ظهرت به العارضة ليلي ألدريج خلال أسبوع نيويورك الأخير
كما ظهرت به العارضة ليلي ألدريج خلال أسبوع نيويورك الأخير
TT

اللون الأبيض اكتمل جماله وقوته هذا الموسم

كما ظهرت به العارضة ليلي ألدريج خلال أسبوع نيويورك الأخير
كما ظهرت به العارضة ليلي ألدريج خلال أسبوع نيويورك الأخير

في قصص الأطفال وأفلام «ديزني»، غالباً ما يتم التمييز بين الأميرة البريئة وبين الساحرة أو العجوز الشمطاء، باللونين الأبيض والأسود... الأبيض يجسد براءة البطلة الصغيرة ثم قصة حبها مع أمير عندما تُزف إليه، بينما يجسد الأسود كل معاني الشر والتسلط.
في الواقع، شبّت الطفلة التي تربّت على هذه القصص وتشبعت بإيحاءات هذا اللون الرومانسية والبريئة، وأصبحت امرأة معاصرة تتميز بالاستقلالية والقوة، لكنها لا تزال متشبثة به وتريده أن يبقى جزءاً من أسلوب حياتها. الظروف والتغيرات كانت في صفها، لأنه، وبكل بساطة، لم يعد يمثل السلام بمعنى الاستسلام للأقدار، بقدر ما بات يعني التحدي وكسر المتعارف عليه والتابوهات القديمة. على الأقل هذا ما تقوله الموضة بعد أن كسرت القواعد ومحت النصوص التي كتبتها التقاليد الصارمة في القرون الماضية. باسم الموضة، تداخلت الفصول بعضها ببعض، وما كان مرفوضاً أصبح «عِزّ الطلب» حالياً. أقمشة مثل الشيفون أو الدانتيل كانت قصراً على مناسبات معينة؛ دخلت مناسبات النهار، وألوان مثل الأبيض والوردي والسماوي بل وحتى البرتقالي والليموني والذهبي والفضي، كانت قصراً على الصيف أو المناسبات؛ اقتحمت موضة الشتاء والأماسي تلونها وتُضفي عليها ديناميكية وحيوية. أصبح كل شيء مباحاً ومستباحاً باسم الذوق الخاص وحرية الاختيار.
ومع ذلك لا بد من القول إنه عندما ظهر اللون الأبيض أول مرة في فصل الشتاء ومناسبات المساء والسهرة، كانت الفكرة جديدة احتاجت إلى بعض الوقت لكي تهضمها المرأة العادية. كانت فكرة الحفاظ عليه أنيقاً ومرتباً عملية صعبة في النهار تؤرقها، فيما كان ارتداؤه في المساء يقتصر بالنسبة لها على فساتين الأعراس. على عكس المرأة العادية، استقبلته النجمات بالأحضان، إما مللاً من الألوان الداكنة، أو رغبة في إثارة الانتباه. وسواء كان الأمر هذا أو ذاك، فإن النتيجة واحدة، تتلخص في أن لون الثلج ومشتقاته، أصبح أحد ألوان الموسم المهمة، تعتمده النجمات في المهرجانات والمناسبات المهمة، ويتفنن فيه المصممون. فقد اكتشفوا أنه، وإلى جانب ما يعكسه من جماليات رومانسية، سلاح قوي يجذب ويشد الانتباه، ربما أكثر من اللون الأسود في الوقت الحالي. لهذا ليس غريباً أن يطرحوه في تشكيلاتهم من خلال كنزات صوفية ومعاطف وتايورات مستوحاة من البدلة الرجالية، وغيرها من القطع التي إن تم التعامل معها بحذر يمكن أن تمنح صاحبتها إطلالة مميزة في كل الأوقات:
- بكل أشكاله ودرجاته أكد أنه يمنح إطلالة موفقة وإيجابية، باستثناء بعض الحالات القليلة عندما يأتي بتفاصيل مبالغ فيها. فهو لا يحتمل مثلاً الكشاكش الكثيرة، خصوصاً إذا كان من الدانتيل. في أغلب الحالات يُفضل أن يأتي في قطع مفصلة بخطوط منحوتة أكثر، سواء تعلق الأمر بالفساتين أو التايورات.
- كلما كانت الخطوط بسيطة، كانت الإطلالة راقية، خصوصاً إذا كانت أحادية؛ أي باللون الأبيض من الرأس إلى أخمص القدمين، وهذا ما قامت به كثير من النجمات مؤخراً. فهن لم ينتهجن الحل الوسط بمزجه مع ألوان أخرى، بل العكس تماماً.
- من ناحية الإكسسوارات؛ يفضل تنسيق فستان سهرة أبيض مع إكسسوارات معدنية، سواء كانت حقيبة يد ذهبية أو حذاءً فضياً. وفي المساء أيضاً، في حال كان الجو بارداً، يمكن تنسيق الفستان الطويل مع جاكيت «بلايزر» من اللون نفسه، وإذا كان على شكل «توكسيدو» فهذا أفضل.
- إلى جانب التفصيل؛ تلعب الأقمشة بدورها دوراً مهماً في ترسيخ مكانته بوصفه لوناً يعكس الأناقة العصرية. إذا كان من الدانتيل، فإنه قد يعطي انطباعاً مُغرقاً في الرومانسية، وهذه مشكلة بسيطة يمكن التغلب عليها بسهولة، وبمجرد مزجه مع خامات أخرى، مثل الجلد أو الصوف أو القطن للتخفيف من هذا الانطباع.



غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.