في قصص الأطفال وأفلام «ديزني»، غالباً ما يتم التمييز بين الأميرة البريئة وبين الساحرة أو العجوز الشمطاء، باللونين الأبيض والأسود... الأبيض يجسد براءة البطلة الصغيرة ثم قصة حبها مع أمير عندما تُزف إليه، بينما يجسد الأسود كل معاني الشر والتسلط.
في الواقع، شبّت الطفلة التي تربّت على هذه القصص وتشبعت بإيحاءات هذا اللون الرومانسية والبريئة، وأصبحت امرأة معاصرة تتميز بالاستقلالية والقوة، لكنها لا تزال متشبثة به وتريده أن يبقى جزءاً من أسلوب حياتها. الظروف والتغيرات كانت في صفها، لأنه، وبكل بساطة، لم يعد يمثل السلام بمعنى الاستسلام للأقدار، بقدر ما بات يعني التحدي وكسر المتعارف عليه والتابوهات القديمة. على الأقل هذا ما تقوله الموضة بعد أن كسرت القواعد ومحت النصوص التي كتبتها التقاليد الصارمة في القرون الماضية. باسم الموضة، تداخلت الفصول بعضها ببعض، وما كان مرفوضاً أصبح «عِزّ الطلب» حالياً. أقمشة مثل الشيفون أو الدانتيل كانت قصراً على مناسبات معينة؛ دخلت مناسبات النهار، وألوان مثل الأبيض والوردي والسماوي بل وحتى البرتقالي والليموني والذهبي والفضي، كانت قصراً على الصيف أو المناسبات؛ اقتحمت موضة الشتاء والأماسي تلونها وتُضفي عليها ديناميكية وحيوية. أصبح كل شيء مباحاً ومستباحاً باسم الذوق الخاص وحرية الاختيار.
ومع ذلك لا بد من القول إنه عندما ظهر اللون الأبيض أول مرة في فصل الشتاء ومناسبات المساء والسهرة، كانت الفكرة جديدة احتاجت إلى بعض الوقت لكي تهضمها المرأة العادية. كانت فكرة الحفاظ عليه أنيقاً ومرتباً عملية صعبة في النهار تؤرقها، فيما كان ارتداؤه في المساء يقتصر بالنسبة لها على فساتين الأعراس. على عكس المرأة العادية، استقبلته النجمات بالأحضان، إما مللاً من الألوان الداكنة، أو رغبة في إثارة الانتباه. وسواء كان الأمر هذا أو ذاك، فإن النتيجة واحدة، تتلخص في أن لون الثلج ومشتقاته، أصبح أحد ألوان الموسم المهمة، تعتمده النجمات في المهرجانات والمناسبات المهمة، ويتفنن فيه المصممون. فقد اكتشفوا أنه، وإلى جانب ما يعكسه من جماليات رومانسية، سلاح قوي يجذب ويشد الانتباه، ربما أكثر من اللون الأسود في الوقت الحالي. لهذا ليس غريباً أن يطرحوه في تشكيلاتهم من خلال كنزات صوفية ومعاطف وتايورات مستوحاة من البدلة الرجالية، وغيرها من القطع التي إن تم التعامل معها بحذر يمكن أن تمنح صاحبتها إطلالة مميزة في كل الأوقات:
- بكل أشكاله ودرجاته أكد أنه يمنح إطلالة موفقة وإيجابية، باستثناء بعض الحالات القليلة عندما يأتي بتفاصيل مبالغ فيها. فهو لا يحتمل مثلاً الكشاكش الكثيرة، خصوصاً إذا كان من الدانتيل. في أغلب الحالات يُفضل أن يأتي في قطع مفصلة بخطوط منحوتة أكثر، سواء تعلق الأمر بالفساتين أو التايورات.
- كلما كانت الخطوط بسيطة، كانت الإطلالة راقية، خصوصاً إذا كانت أحادية؛ أي باللون الأبيض من الرأس إلى أخمص القدمين، وهذا ما قامت به كثير من النجمات مؤخراً. فهن لم ينتهجن الحل الوسط بمزجه مع ألوان أخرى، بل العكس تماماً.
- من ناحية الإكسسوارات؛ يفضل تنسيق فستان سهرة أبيض مع إكسسوارات معدنية، سواء كانت حقيبة يد ذهبية أو حذاءً فضياً. وفي المساء أيضاً، في حال كان الجو بارداً، يمكن تنسيق الفستان الطويل مع جاكيت «بلايزر» من اللون نفسه، وإذا كان على شكل «توكسيدو» فهذا أفضل.
- إلى جانب التفصيل؛ تلعب الأقمشة بدورها دوراً مهماً في ترسيخ مكانته بوصفه لوناً يعكس الأناقة العصرية. إذا كان من الدانتيل، فإنه قد يعطي انطباعاً مُغرقاً في الرومانسية، وهذه مشكلة بسيطة يمكن التغلب عليها بسهولة، وبمجرد مزجه مع خامات أخرى، مثل الجلد أو الصوف أو القطن للتخفيف من هذا الانطباع.
اللون الأبيض اكتمل جماله وقوته هذا الموسم
من قصص الأطفال والرومانسية إلى لون كل المناسبات
اللون الأبيض اكتمل جماله وقوته هذا الموسم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة