تحديد المسؤولية الجينية عن «تصلب الشرايين»

تحديد المسؤولية الجينية عن «تصلب الشرايين»
TT

تحديد المسؤولية الجينية عن «تصلب الشرايين»

تحديد المسؤولية الجينية عن «تصلب الشرايين»

نجح فريق بحثي أميركي في تحديد المسؤولية الجينية عن مرض تصلب الشرايين، الذي ارتبط دوماً في أقوال الأطباء بتاريخ العائلة مع هذا المرض، كسبب محتمل للإصابة به.
ويحدث تصلب الشرايين بسبب تراكم الكالسيوم على جدران الأوعية الدموية، ويتسبب حدوثه في الأمراض القلبية الوعائية الخطيرة، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
وخلال الدراسة التي نشرت في العدد الأخير من دورية «نيتشر جينتيكس» (Nature Genetics)، كشف الأطباء من مستشفى ماساتشوستس العام في «جامعة هارفارد»، عن تورط جين «HDAC9» في تصلب الشريان الأبهر أو الأورطي، وهو أكبر وعاء دموي في الجسم.
وفحص الباحثون المشاركون بالدراسة أكثر من 11 ألف شخص، ووجدوا أن المرضى الذين يعانون من تصلب كبير في الأوعية الدموية، كان لديهم الجين «HDAC9»، ودعم ذلك دراسات متابعة أجريت على فئران التجارب؛ حيث وجد الباحثون أيضاً أن الجين نفسه تسبب في تغيرات غير طبيعية في خلايا جدران الأوعية الدموية، تشبه ما يحدث عند الإنسان.
ويقول الباحث المشارك في الدراسة راجيف مالهوترا، من مركز أبحاث أمراض القلب والأوعية الدموية في مستشفى ماساتشوستس العام: «أثبت بحثنا أن الجين (HDAC9)، لا يرتبط فقط بأمراض القلب والأوعية الدموية؛ بل يمكن أن يسببها بالفعل من خلال تغيير تركيبة الأوعية الدموية، وتحققنا بعد ذلك من هذا الأمر على المستوى الجزيئي، ونظرنا إلى ما سيحدث إذا قمنا بإزالة الجين».
ويضيف مالهوترا: «وجدنا أن تثبيطه في الفئران يحافظ على الوظيفة الطبيعية في خلايا الأوعية الدموية، ويمنع التصلب الوعائي، وبالتالي يمكن أن يكون هذا الجين هدفاً للعلاج المحتمل لمرض القلب والأوعية الدموية».
ولا يوجد حالياً أي أدوية قلب من شأنها أن تمنع هذا النوع من تصلب الشرايين، وهو ما يجعل النتائج التي توصلت لها الدراسة خطوة مهمة على طريقة إنتاج هذا العلاج، ونموذج عملي لكيفية تسخير علم الوراثة لفتح الباب أمام مسارات مستقبلية للوقاية من الأمراض، كما يؤكد الدكتور كريستوفر أودونيل الباحث المشارك بالدراسة.


مقالات ذات صلة

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19»....

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك 6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

لا يزال كبار الطهاة العالميين، إضافة إلى ربات البيوت الماهرات في الطهي، يستخدمون أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر Cast Iron Cookware.

د. عبير مبارك (الرياض)
صحتك من اليسار: القلب السليم مقابل القلب المصاب بالرجفان الأذيني (غيتي)

تتبُع الرجفان الأذيني باستخدام ساعة ذكية؟ تجنّبْ هذا الفخ

يعاني الملايين من الأميركيين من الرجفان الأذيني - وهو اضطراب سريع وغير منتظم في إيقاع القلب يزيد من خطر المضاعفات القلبية الوعائية، بما في ذلك السكتة الدماغية

جولي كورليس (كمبردج - ولاية ماساشوستس الأميركية)
صحتك الأحياء الحضرية تشجع السكان على المشي (جامعة ويسترن أونتاريو)

الأحياء المزدحمة تشجع السكان على المشي

أفادت دراسة أميركية بأن تصميم الأحياء السكنية يُمكن أن يؤثر بشكل كبير على مستوى النشاط البدني للأفراد، خصوصاً المشي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.