سجل فريق العدالة تراجعا لافتا في نتائجه خلال الجولات الأخيرة من كأس دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين السعودي، حيث خسر في أربع مباريات وتجمد رصيده عند 7 نقاط من فوزين على ضمك وأبها وتعادل مع الأهلي.
وخسر العدالة الذي يخوض لأول مرة منافسات دوري المحترفين في آخر مباراتين ضد الجارين الفتح ثم الاتفاق ليسجل نفسه الحلقة الأضعف بين فرق المنطقة الشرقية لهذا العام من حيث المواجهات المباشرة، وما زال أفضل من الفتح بفارق نقطتين مع انقضاء الربع الأول من الدوري.
وأبهر العدالة شريحة واسعة من متابعي الدوري السعودي بسبب نتائجه القوية التي بدأت فعليا بالتعادل أمام الأهلي والظهور بأداء فني منظم من حيث التحولات الفنية من حالة الدفاع للهجوم، وأظهر كذلك قدرة على التهديف من خلال التنويع في الهجمات، وبروز اللاعبين المهاجمين المدغشقري كارلوس أندريا والسنغالي ليو سيسيه، إضافة إلى المحلي حسين العيسى الذي يعد من أصغر لاعبي دوري هذا العام حيث لا يتجاوز عمره 18 عاما.
وسجل العدالة عددا كبيرا من الأهداف وصل إلى 13 هدفا في الجولات الثماني الماضية ليكون ضمن أفضل فرق سجلت أكبر عدد من الأهداف، حيث تلقت شباك ضمك أربعة منها والفتح ثلاثة أهداف.
كما أن لاعبيه أندريا وسيسيه دخلا مبكرا صراع المنافسة على لقب الهداف مما يزرع التفاؤل لدى أنصار هذا النادي بقدرة فريقهم على النهوض مجددا والعودة إلى مسار حصد النقاط التي تضمن بقاءه لموسم جديد بين الكبار.
ولم تقتصر الإشادة بفريق العدالة على الأداء داخل أرض الملعب، بل تخطت إلى خارج المدرجات والتي سجلت مبادرات جميلة من بينها «مدرجاتنا أنظف»، والتي يقوم الجمهور بعد كل مباراة سواء في الأحساء أو خارجها بتولي تنظيف المدرجات وإعادتها إلى ما كانت عليه قبل المباراة، وهذه المبادرة لقيت استحسانا كبيرا حتى من أعلى الهرم الرياضي ممثلا في الأمير عبد العزيز الفيصل رئيس الهيئة العامة للرياضة الذي أشاد بهذه المبادرة.
ومن المبادرات التي تنظمها المسؤولية الاجتماعية بالنادي «دمي لوطني» والتي تأتي بالشراكة مع الراعي الطبي مستشفى حسين العلي من خلال توفير مواقع طبية بالقرب من مداخل مدينة الأمير عبد الله بن جلوي الرياضية للتبرع بالدم من الجمهور وذلك في ظل الحضور الكثيف لجمهور هذا النادي والذي ساهم في حصول العدالة على جائزة المليون ريال مرتين أمام ضمك وأبها بعد أن تجاوز عدد الحضور لكل مباراة «10» آلاف مشجع.
وبعيدا عن المكاسب الفنية والجماهيرية التي يمثلها وجود هذا الفريق بين الكبار فإن المبادرات التي تطرح عادة ما تلامس المجتمع بشكل عام وتشكل صورة حضارية لأهداف الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص.
وبالعودة إلى وضع الفريق في دوري المحترفين، فسيكون الفريق أمام اختبار كبير مجددا لإثبات قدراته الفنية أمام فريق يصنف أنه من فرق الوسط أو أقل وهو فريق الحزم الذي نهض في المباريات الأخيرة وحقق نتائج طيبة جدا من أهمها الفوز على حامل اللقب فريق النصر في الرياض بهدف، ومن ثم الفوز على الاتحاد في جدة قبل التغلب وبعشرة لاعبين على الأهلي بهدفين لهدف في المباراة الأخيرة.
وعلى الرغم من أن فريق الحزم اضطر إلى اللجوء للملحق للبقاء بين الكبار وبقي من خلال الركلات الترجيحية التي تفوق فيها على الخليج، كما أن بدايته الضعيفة في دوري هذا العام وخسارته من الاتفاق على أرضه بسداسية فإنه أعطى درسا في النهوض والعزيمة، وهذا ما سيجعل مباراة السبت بين الفريقين العدالة وضيفه الحزم لها حسابات خاصة بين الفريقين.
وانتهجت إدارة نادي العدالة سياسة الهدوء في التعامل مع التراجع في نتائج فريقها من خلال تجديد ثقتها في فريقها وأنه لن يكون «استراحة» في تجربته الأولى كما أكد ذلك لـ«الشرق الأوسط» رئيس النادي المهندس عبد العزيز المضحي.
ومن جانبه حرص مالك الشركة الراعية للفريق رجل الأعمال باسم الغدير على الحضور للتدريبات الأخيرة والشد من أزر اللاعبين والتأكيد على الوقوف معهم والثقة في قدرتهم على تجاوز الوضع الراهن والتأكيد على أنهم على قدرة الثقة والتطلعات.
ولم يكتف الغدير بهذه الكلمات المحفزة بل وعدهم بمكافآت مالية خاصة في حال الفوز في المباراة القادمة والتقدم مجددا في جدول الترتيب، مشيرا إلى أن «فرسان الواحة» قادرون على تشريف الأحساء في أقوى دوري عربي برفقة فريق الفتح.
بقيت الإشارة إلى أن العدالة سيفتقد في مباراته القادمة اللاعب عبد الله اليوسف وهو من الأسماء التي برزت بشكل لافت في مركز الظهير الأيمن، إلا أن الإصابة أبعدته حتى عن المباراة الماضية ضد الاتفاق والتي خسرها الفريق بهدف.
هل تكفي روح «العدالة» للخروج من دوامة الهزائم؟!
الفريق يبحث عن حلول قبل تأزم وضعه في دوري المحترفين
هل تكفي روح «العدالة» للخروج من دوامة الهزائم؟!
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة