روكز دعا إلى تشكيل حكومة بصلاحيات استثنائية لتنفيذ الإصلاحات

النائب اللبناني قال لـ «الشرق الأوسط» بعد انسحابه من تكتل «لبنان القوي» إن الشارع «ليس عدواً لرئيس الجمهورية»

شامل روكز
شامل روكز
TT

روكز دعا إلى تشكيل حكومة بصلاحيات استثنائية لتنفيذ الإصلاحات

شامل روكز
شامل روكز

استغرب النائب شامل روكز اعتبار البعض أن استقالة الحكومة تُدخل البلد في الفوضى والمجهول، معتبرا أن البلد أصلا يرزح تحتهما والتغيير الحكومي سيكون حلا كافيا ووافيا للأزمة من منطلق أنه سيعطي انطباعا جديدا بالثقة سواء للشعب اللبناني أو للمجتمع الدولي.
ودعا روكز الذي أعلن مؤخرا استقالته من تكتل «لبنان القوي» الذي يرأسه وزير الخارجية جبران باسيل، لتشكيل حكومة من أصحاب الكفاءة والنزاهة وليس بالضرورة حكومة تكنوقراط، مع إمكانية أن تكون بصلاحيات استثنائية لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة، مشددا على وجوب الاستفادة من الحيوية التي في الشارع لتتحول طاقة للحكومة الجديدة لتمضي بعملية الإصلاح ومحاربة الفساد. وقال: «الأهم أن تنال أي حكومة جديدة ثقة الشعب قبل نيلها ثقة المجلس النيابي وألا تكون حكومة محاصصة، فكلما كبر حجم الحكومة تهافتت الأحزاب على تقاسم الحصص فيها».
كذلك حثّ روكز في حديث لـ«الشرق الأوسط» على فصل النيابة عن الوزارة في عملية تشكيل أي حكومة جديدة لضمان حسن سير العمل والتزاماً بمبدأ فصل السلطات وتعاونها، داعياً إلى اعتماد معايير الكفاءة والاختصاص والأخلاق في اختيار الوزراء، ووضع حد لظاهرة أن كل وزير «ديك صياح» على وزارته بحيث لا يجد نفسه معنياً بالمثول أمام اللجان النيابية أو القضاء متلطياً خلف الكتلة النيابية التي سمته وبالتالي خلف مذهبه وطائفته؛ لأن هذا الواقع هو الذي يفاقم الفساد ويشكل مظلة للفاسدين.
واستهجن روكز التعاطي مع الشارع وكأنه عدو، مشددا على أن الشارع «لم ولن يكون عدوا لا للدولة ولا لرئيسها، كما أنه لا ينفذ مؤامرة كما يُتهم من قبل البعض وإن كان هناك من يحاول استغلال الثورة المفترض أن يتم تصويبها»، مضيفا: «الناس خرجت إلى الطرقات نتيجة معاناة وبما أننا بلد ديمقراطي لا ديكتاتوري، فمن واجب المسؤولين الاستماع إلى صوت المحتجين ومطالبهم».
وأشار روكز إلى إمكانية الاتفاق على تشكيلة حكومية جديدة خلال يومين في حال توافرت النيات الإيجابية ما دامت المعايير الواجب اتباعها واضحة، لافتا إلى أن طرح التعديل الحكومي من دون جدوى ومجرد محاولة للالتفاف على مطالب المحتجين.
واعتبر روكز أنه يتوجب التعاطي مع المرحلة الحالية بمسؤولية كبيرة، معرباً عن أمله بأن يستنبط رئيس الجمهورية كما الرئيس الحريري بالتفاهم مع أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله حلاً، فلا يعمدوا إلى كسر الشارع بالقوة، لأنهم قادرون على ذلك لكن مزيدا من القهر والغضب والضغينة من قبل الشارع تجاه الدولة سيؤدي لانفجار ثان أكبر بكثير. وقال: «أصلا ورقة الإصلاحات التي أقرتها الحكومة مؤخرا ما كانت لتقر لولا ضغط الشارع والموازنة الجديدة ما كانت لتمر بهذه السرعة لولا وجود المحتجين في الشوارع».
وأشار روكز إلى أن «كل الشعارات التي ترفع في الشارع اليوم هي أصلا شعارات الرئيس عون الذي طالما قال إن صوت الشعب مقدس، من هنا يجب البناء على حراكه الأخير للانطلاق بحيوية باتجاه بناء الدولة المنشودة». وأضاف: «صحيح أنني انسحبت من تكتل لبنان القوي لكن ذلك لا يعني انضمامي إلى صفوف المعارضة. أنا داعم للرئيس عون ومواقفه، كما لصوت الشعب المقدس».



تحذير أممي من موسم جفاف في اليمن

محافظات عدة في اليمن شهدت أقل معدل لهطول الأمطار هذا العام (إعلام محلي)
محافظات عدة في اليمن شهدت أقل معدل لهطول الأمطار هذا العام (إعلام محلي)
TT

تحذير أممي من موسم جفاف في اليمن

محافظات عدة في اليمن شهدت أقل معدل لهطول الأمطار هذا العام (إعلام محلي)
محافظات عدة في اليمن شهدت أقل معدل لهطول الأمطار هذا العام (إعلام محلي)

كشفت نشرة المناخ والإنذار المبكر التابعة للأمم المتحدة عن تراجع كبير في معدل هطول الأمطار على اليمن مع بداية الموسم الزراعي، وأكدت أن ذلك تسبب في تأخير الموسم وتفاقم نضوب المياه الجوفية وانعدام الأمن الغذائي، وواجهت أكثر من 50 في المائة من الأسر صعوبة في توفير الحد الأدنى من الغذاء.

وأكّدت بيانات النشرة المعنية بأنظمة معلومات الأمن الغذائي والإنذار المبكر التي تصدر عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة أن نقص هطول الأمطار في أبريل (نيسان) الماضي أدى إلى تأخير الزراعة في المناطق البعلية (التي تعتمد على مياه الأمطار)، وإجهاد في المحاصيل والمراعي، وتفاقم نضوب المياه الجوفية، وتفاقم انعدام الأمن الغذائي.

وبسبب ذلك واجه أكثر من 50 في المائة من العائلات صعوبة في تلبية الحد الأدنى من احتياجاتها الغذائية، لا سيما بين النازحين داخلياً والمعتمدين على الزراعة والرعي في معيشتهم.

وكان هطول أمطار هذا العام أقل من المتوقع، مما أدى إلى تأخير الاستعدادات، وانخفاض رطوبة التربة، وزيادة الضغط المائي على المحاصيل والمراعي المعرضة للخطر أصلاً، وخصوصاً في المرتفعات الوسطى والجنوبية، حيث تعدّ الأمطار ضرورية لتجهيز الأراضي والزراعة المبكرة، لا سيما في المرتفعات والمحافظات الغربية.

تراجع هطول الأمطار أدى إلى نضوب المياه الجوفية وتفاقم انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ويعكس مؤشر هطول الأمطار القياسي الشهري هذا الجفاف العام، مما يشير إلى ظروف جفاف جوية محتملة في أجزاء من المرتفعات الجنوبية والمناطق الشرقية، وسجّلت محافظات الجوف وعمران وحضرموت وأجزاء من محافظة تعز أقل معدل لهطول الأمطار.

جفاف غير مسبوق

طبقاً لبيانات النشرة، فإن أداء الغطاء النباتي في البلاد يتأثر بشكل كبير بهطول أمطار أقل من المتوسط، وظروف جفاف مطولة، وارتفاع درجات الحرارة.

وأشارت مقاييس رصد الأرض مثل مؤشر حالة الغطاء النباتي وتحليل تغيرات مؤشر الغطاء النباتي الموحد، إلى إجهاد نباتي واسع النطاق، لا سيما في المرتفعات الوسطى والجنوبية، وكذلك في المناطق الشرقية الداخلية والساحلية، حيث كان نقص هطول الأمطار هو الأكثر حدة.

وبالمثل، أدت شذوذات هطول الأمطار السلبية في محافظات مثل عمران وصنعاء وذمار وإب وتعز وأبين إلى تأخير أو إعاقة تجديد المراعي، وعلى العكس من ذلك، وفّرت الأمطار المحلية في محافظة حجة وشمال الحديدة تحسينات طفيفة في ظروف الغطاء النباتي.

نصف العائلات اليمنية المعتمدة على الزراعة تواجه صعوبة في تلبية الحد الأدنى من احتياجاتها (إعلام محلي)

ويقصد بشذوذات هطول الأمطار الانحرافات في معدل الهطول عن متوسطاته على المدى الطويل، حيث تكون الشذوذات السلبية نقصاً في ذلك المعدل، بينما الإيجابية زيادة فيه.

ورغم ذلك، استمر نقص الرطوبة المستمر في تقييد نمو الغطاء النباتي، مما زاد من المخاطر على الزراعة والمراعي.

ونبهت النشرة إلى أن اليمن ظلّ خلال مارس (آذار) الماضي تحت تأثير موسم الرياح الموسمية الجافة، مما أدى إلى انخفاض هطول الأمطار في معظم المناطق.

إجهاد مائي كبير

تبين ملاحظات مقياس الأمطار الأرضي هطول أمطار متفرقة، لا سيما في المناطق المرتفعة من المرتفعات الوسطى والجنوبية، حيث بلغ أعلى معدل تراكمي لهطول الأمطار 75 ملم في محطة رصد بمحافظة حجة، بينما شهدت المناطق الساحلية القريبة من خليج عدن وبحر العرب أمطاراً قليلة أو معدومة.

التطرفات المناخية تسببت في نزوح قرابة نصف مليون يمني خلال العام الماضي (الأمم المتحدة)

وأكد الاستشعار عن بُعد استمرار الجفاف، حيث سجلت محافظة صعدة معدل هطول 39 ملم، بينما تلقت معظم المناطق الأخرى، بما في ذلك محافظات الجوف وعمران وحضرموت وأجزاء من تعز، أقل من 15 ملم.

ينبه تقييم تباين هطول الأمطار إلى ظروف أكثر جفافاً بشكل عام في جميع أنحاء البلاد خلال الشهر الماضي، مع عجز يتراوح بين 20 و80 في المائة مقارنة بمتوسط الثلاثين عاماً ما بين عامي 1983 و 2012، ولم تُظْهِر سوى مناطق قليلة في حجة وشمال الحديدة اتجاهاً رطباً، مع شذوذات إيجابية تتراوح بين 10 و20 في المائة.

ويشير نظام مؤشر الإجهاد الزراعي التابع للنظام العالمي للإنذار المبكر إلى إجهاد مائي كبير في بعض مناطق ذمار وعمران والبيضاء، حيث تراوح مؤشر الإجهاد الزراعي بين 25 و55 في المائة، وهذا جدير بالملاحظة، نظراً لأن موسم الزراعة الرئيسي لا يزال في مراحله الأولى في معظم المناطق الزراعية.

الجفاف يهدد مهنة الزراعة في اليمن وينذر بمفاقمة تردي الأمن الغذائي للسكان (أ.ب)

ورغم ذلك سجلت النشرة زيادة في كثافة هطول الأمطار مقارنة بالشهر الذي سبقه، حيث تلقت بعض المناطق المرتفعة ما يصل إلى 66 ملم، في حين ظلت المناطق الساحلية جافة، لكنها بيّنت أن البلاد أظهرت اتجاهات واسعة النطاق نحو الجفاف مقارنة بالمعدل الطبيعي.

ويؤدي ذلك إلى ظروف محتملة تشبه الجفاف في المرتفعات الوسطى والجنوبية، والمناطق الشرقية، باستثناء المناطق الساحلية للبحر الأحمر.

اقرأ أيضاً