قيادي كردي لـ«الشرق الأوسط»: الأولوية لحماية الحدود من تركيا

TT

قيادي كردي لـ«الشرق الأوسط»: الأولوية لحماية الحدود من تركيا

كشف مسؤول كردي رفيع بالإدارة الذاتية الكردية تسليم وفد عسكري من قادة «قوات سوريا الديمقراطية» التي زارت دمشق في 13 من الشهر الجاري بعد يومين من الهجوم التركي، «خريطة طريق» إلى روسيا نصت على أن يكون الحوار السوري - السوري هو الطريق الوحيد لحل الأزمة الدائرة في سوريا، في وقت علم أن هذه القوات حصلت على قطعتين من ملابس زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي.
وقال الدار خليل مهندس الإدارة الذاتية لـ«الشرق الأوسط» أمس: «هو تفاهم عسكري أكثر مما هو اتفاق، الأمر متعلق بجانبين، أولهما وحدة سوريا والعمل ضمن الإطار الوطني وحماية الحدود مطلوب من كل السوريين والدفاع عنها»، أما الجانب الثاني يهدف لمنع الخطر التركي الذي يهدد عموم سوريا وشعبها بحسب المسؤول الكردي، مضيفاً: «تواجد قوات النظام والشرطة الروسية في الحدود كوظيفة عسكرية لا تتعارض مطلقاً مع مشروعنا، كونه مشروعا وطنيا ضمن إطار سوريا موحدة».
وأكد خليل أن لقاءاتهم مع الحكومة السورية كانت برعاية روسية، هدفها الأول والأخيرة حماية الحدود من هجوم تركيا والفصائل السورية الموالية. وأضاف: «حال انتهاء هذا الخطر وتحقيق الاستقرار سننتقل إلى مناقشة القضايا السياسية والإدارية، أولويتنا اليوم حماية الحدود». وعن مصير هياكل الحكم المدنية التي تدير 7 مدن رئيسية، أخبر أنها تتابع عملها دون أي تغير يذكر، أما المعابر الحدودية وأبرزها بوابة سيمالكا - بيشخابور وتربط شمال سوريا بإقليم كردستان العراق، ومعبر اليعربية مع العراق، «ستبقى خاضعة لسلطات الإدارة الذاتية بأمنها وإدارتها وعائداتها المالية»، بحسب خليل.
وأوضح خليل: «لدينا مجالس محلية وأهلها يديرونها ونحن نتفق مع ما يقرره أصحابها، لكن بالتأكيد لن نسمح بتحولها إلى مخططات ومشاريع تلغي التضحيات التي قدمها أهلها وقوات (قسد) في تحريرها من إرهابي (داعش)». وعن دور «قوات سوريا الديمقراطية» في حال التوصل إلى اتفاق شامل مع الحكومة السورية والخصوصية التي تطالب بها الإدارة؛ نقل خليل أن هذا الأمر: «مستقبلاً سنناقشه وفي طبيعة الحال لن يكون هناك ما يلغي دورها ووظيفتها وتضحياتها».
وتابع خليل أن لديهم قنوات اتصال مع كل الأطراف الفاعلة بالملف السوري، وشدد على أن تركيا ماضية بمخططها، وانتقد: «ممارسات (الرئيس رجب طيب) إردوغان وسياساته الأخيرة ستكون بداية لانهيار نظامه».
من جهة ثانية، كشف بولات جان، المسؤول العسكري البارز لدى «قوات سوريا الديمقراطية»، أن عميلاً متخفياً من أكراد سوريا تمكن من الحصول على قطعتين من ملابس أبو بكر البغدادي الداخلية للتحقق من أن الحمض النووي عائد للقيادي قبل العملية الأميركية التي قضت عليه قبل أيام. وكتب بولات جان أمس على حسابه الشخصي بموقع «تويتر» عدة تغريدات: «منذ 15 مايو (أيار) ونحن نعمل مع وكالة الاستخبارات الأميركية لتعقّب البغدادي ومراقبته عن كثب»، وأضاف: «البغدادي بدّل أماكن سكنه عدة مرات، والعميل السري نجح في الاقتراب من المنزل الذي كان يعتقد أن زعيم التنظيم يعيش فيه». وذكر بولات جان أن العميل الخاص تمكن من الاقتراب من منزل البغدادي وأحضر ملابسه الداخلية، وأجريت عليها فحص الحمض النووي، والتأكد منها مائة في المائة أن الشخص المعني هو البغدادي نفسه.
إلى ذلك، ألقت مروحيات مجهولة الهوية القبض في شمال سوريا على عائلة «عراقية منتمية سابقاً إلى تنظيم داعش»، حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الاثنين، وذلك بعد تنفيذ الولايات المتحدة عملية عسكرية قُتل خلالها زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي. ولم يتمكن المرصد من تحديد هوية المروحيات التي اعتقلت العائلة المؤلفة من أربعة أفراد في منطقة جرابلس الحدودية مع تركيا.
وقال المرصد إن «مروحيات لا نعلم هويتها نفذت إنزالاً في منطقة جرابلس» التي تخضع لسيطرة فصائل معارضة مدعومة من أنقرة. وأوضح أن «مقاتلين أخدوا عائلة عراقية مكوّنة من أربعة أنفار ومنتمية سابقاً إلى تنظيم داعش». وتحدث مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية مع أحد السكان الذي رأى المروحيات وقال إنه ألقي القبض على العائلة، من دون أن يتمكن من التعرّف إليها.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».