الشرطة الإسرائيلية تحقق مع مستشاري نتنياهو حول مطاردة الشهود في ملفات الفساد

TT

الشرطة الإسرائيلية تحقق مع مستشاري نتنياهو حول مطاردة الشهود في ملفات الفساد

بدأت «الوحدة القطرية للتحقيق في جرائم الفساد والاحتيال» (لاهاف 433) في الشرطة الإسرائيلية، في الأيام الأخيرة، التحقيق مع عدد من مستشاري رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وكبار المسؤولين في حملته الانتخابية، بضمنهم مدير الحملة عوفر غولان، والمتحدث باسم حزب الليكود، يوناثان أرويخ، وذلك بشبهة مطاردة ومضايقة شلومو فلبر، الشاهد الملك في أحد أهم ملفات الفساد، المعروف باسم «الملف 4000».
وقد تقرر هذا التحقيق في أعقاب انتشار شريط مصور على شبكات التواصل الاجتماعي، يظهر فيها عناصر من الليكود في سيارة ترانزيت بالقرب من منزل فلبر، وهم يطلقون هتافات ضده، بينها «من قال لك أن تكذب ضد رئيس الحكومة؟» و«اليسار يستخدمك لإسقاط نتنياهو». وفي أعقاب مصادقة النيابة العامة والمستشار القضائي للحكومة، حققت «لاهاف 433» مع قادة حملة الليكود الانتخابية، الذين يعتبرون من أبرز المقربين لنتنياهو، مدير الحملة غولان، والمتحدث باسم الليكود أوريخ، ومع عدد آخر من المقربين.
وجرى التحقيق معهما بشبهة مضايقة شاهد ومطاردته لحثه على التراجع، واستمر لساعات طويلة، جرى خلالها مصادرة هاتفيهما الخليويين وفحص الرسائل التي التقطت فيهما. وقد ادعى محامو الدفاع عن نتنياهو أن الشرطة تجاوزت صلاحياتها وخرقت القانون الذي يمنع استخدام الهاتف في التحقيق من دون أمر محكمة. وتوجه أوريخ برسالة إلى المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، بشكوى طالب فيها بأن يلغي هذا التفتيش غير القانوني. وادعى أوريخ، بواسطة محاميه، أنه طلب منه أثناء التحقيق إظهار مراسلاته في اليوم الذي أرسلت فيه المركبة إلى منزل فلبر، وأن المحقق لم يبلغه أنه بإمكانه أن يرفض ذلك.
وقد أعرب نتنياهو عن غضبه من هذا التحقيق وادعى، في تغريدة على «تويتر»، أن مصادرة الهواتف «مساس بالديمقراطية، وبالحق في الخصوصية الذي يتمتع به كل مواطن» بهدف تهديد بيئته القريبة، ونزع قدرته على الرد على التسريبات التي لا تتوقف ضده. لكن الشرطة اعتبرت مطاردة الشاهد هي الأمر غير القانوني الذي يجب أن يحاسب عليه مساعدو نتنياهو.
يذكر أن المستشار مندلبليت وطواقم كبيرة في النيابة تعمل على دراسة ملفات الفساد ضد نتنياهو لاتخاذ قرار حاسم بشأنها، وإن كان بالإمكان توجيه لوائح اتهام ووفق أي بنود. ويسعى اليمين الإسرائيلي لممارسة ضغوط شديدة على المستشار كي يشطب التهم ويغلق الملفات، أو أن يخفف بنود الاتهام على الأقل.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».