إسرائيلية في منصب كبير بالأمم المتحدة

TT

إسرائيلية في منصب كبير بالأمم المتحدة

على إثر مناقصة دولية بمشاركة عشرين مرشحا، عين الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الدبلوماسية الإسرائيلية نتاليا نادل، رئيسة لدائرة العلاقات مع الزبائن في المؤسسة الدولية، لتصبح واحدة من 30 دبلوماسيا إسرائيليا يتولون مناصب قيادية كبيرة فيها.
والدبلوماسية نادل تعمل موظفة في الأمم المتحدة منذ 15 عاما، تخصصت خلالها في موضوع المشتريات. وقد تم تفضيلها بسبب هذه الخبرة. وستكون، في وظيفتها الجديدة، مسؤولة عن توفير التعاون مع الشركات المزوِّدة للخدمات والبضائع في الأمم المتحدة وكذلك عن قسم «المخابرات التجارية» في المنظمة. وقد أكدت مصادر في الخارجية الإسرائيلية أن هذا التعيين لم يتم بسهولة، بل احتاج إلى جهود دبلوماسية كبيرة من المندوب الإسرائيلي الدائم، داني دنون، ووزارة الخارجية، لدى مندوبي دول العالم المختلفة.
يذكر أن إسرائيل تشكو عادة من التمييز ضدها في الأمم المتحدة، سياسيا وكذلك في مجال الوظائف والمسؤوليات. ولكن منذ سنة 2007. حصل تغيير كبير في مجال التشغيل، وزاد حضور الإسرائيليين في عمل ونشاط الأمم المتحدة بشكل كبير في عهد غوتيريش. واليوم هناك 103 إسرائيليين يعملون موظفين في الأمم المتحدة، بينهم 29 موظفا كبيرا ويصبح عددهم 30 مع اختيار نادل لمنصبها الجديد. ومن أبرز الوظائف الرفيعة التي يتولاها إسرائيليون: منصب نائب رئيس الجمعية العامة، الذي يتولاه داني دنون، مندوب إسرائيل الدائم في الأمم المتحدة. ويعتبر دنون واحدا من 21 نائبا لرئيس الجمعية، وقد أتيح له أن يدير جلسات للجمعية. كما يشغل الدبلوماسي الإسرائيلي، روني آدم، منصب رئيس لجنة البرامج والتنسيق. وهناك منصب رفيع حساس يشغله المحامي الإسرائيلي ديفيد زخاريا، هو رئيس دائرة الأبحاث في الذراع التنفيذية لمجلس الأمن الدولي.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».