تعديلات على منظومة الدفاعات الجوية في تل أبيب

حالة تأهب قصوى في السفارات... ونتنياهو يحذر من صواريخ إيران

TT

تعديلات على منظومة الدفاعات الجوية في تل أبيب

كشفت مصادر عسكرية في تل أبيب أن الجيش الإسرائيلي أجرى سلسلة تعديلات على منظومة الدفاعات الجوية التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، لمجابهة «اتساع خطر الصواريخ الإيرانية الموجهة ضد إسرائيل، التي نصبت مؤخراً في اليمن، إضافة للصواريخ الشبيهة في العراق وسوريا ولبنان وقطاع غزة»، وفي الوقت ذاته، أكدت المصادر رفع حالة التأهب في عدة ممثليات وسفارات وقنصليات إسرائيلية في الخارج بداعي وجود «تهديدات إيرانية».
وقالت المصادر إن «هذه التعديلات، جرت في ظل إمكانية محاولة إطلاق صاروخ موجه أو طائرة مسيرة انتحارية من مناطق لم يطلق منها بعد باتجاه إسرائيل». وأعربت عن تقديراتها بأن «إيران غيرت من سياستها، وتظهر جرأة أكبر، واستعداداً جدياً، للرد على العمليات التي تنسبها لإسرائيل»، ولذلك قررت قيادة الجيش أن «هناك حاجة لمعلومات استخبارية نوعية، وقدرة على الرصد والإنذار، ما دفع الجيش إلى إجراء تعديلات في منظومة الدفاعات الجوية».
وجاء هذا الكشف، بعد ساعات من إعلان رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أن التهديدات الأمنية ضد إسرائيل تتصاعد، وأن «صواريخ إيرانية دقيقة نصبت في عدة دول في المنطقة، بما في ذلك اليمن، موجهة نحو مختلف المواقع في إسرائيل». وقال نتنياهو، في كلمته أمام مؤتمر لمجلس أمناء الوكالة اليهودية عُقد في مركز تراث مناحيم بيغن في القدس الغربية، إن هناك خطراً يتهدد اليهود عموماً في العالم، والمؤسسات اليهودية والممثليات الإسرائيلية في كل مكان. وأضاف: «أعتقد أن الدولة تتحمل المسؤولية عن أوضاع الجاليات اليهودية حول العالم. لقد قامت الحكومة أمس بالمصادقة بالإجماع على تعييني وزيراً لشؤون الجاليات اليهودية في الشتات. إنني بصدد تخصيص أموال من ميزانية هذه الوزارة بهدف حماية الجاليات اليهودية من معاداة السامية العنيفة والمتصاعدة، وسيتم تخصيص الميزانيات لمواجهة هذا الأمر، وقد تم تخصيصها بالفعل».
وهنا تكلم نتنياهو عن الخطر الإيراني قائلاً: «إيران تسعى لتطوير صواريخ عالية الدقة من شأنها إصابة أي هدف في إسرائيل بنسبة دقة تتراوح ما بين 5 و10 أمتار، وتقوم بذلك بالفعل. وهي تبتغي اتخاذ الأراضي الإيرانية والعراقية والسورية واللبنانية واليمنية قاعدة للاعتداء على إسرائيل، سواء من خلال الصواريخ الإحصائية أو الصواريخ الدقيقة، ما يشكل خطراً كبيراً جداً».
كان نتنياهو قد حذر، في وقت سابق من مساء أول من أمس، خلال لقائه صهر الرئيس الأميركي وكبير مستشاريه، جارد كوشنر، ووزير الخزانة الأميركي ستيفين مينوتشين، من أن «إيران باتت التهديد الأكبر على السلام والاستقرار والأمن، ليس لإسرائيل وحدها، بل لكل دول المنطقة، وللمسارات البحرية الدولية». وشكر الإدارة الأميركية على عقوباتها ضد إيران، ودعا إلى تشديد هذه العقوبات أكثر.
وقال خبراء عسكريون إن القلق الإسرائيلي يكمن في إمكانية إطلاق صواريخ ضدها من اليمن، البعيدة عن مدينة إيلات الإسرائيلية مسافة 2300 كيلومتر، مؤكدين أن المدى الدقيق للصواريخ يبدأ من 1650 كيلومتراً. ولكن هناك تهديدات من اليمن يمكن أن تطال أيضاً المسارات البحرية والجوية التي تستخدمها إسرائيل من البحر الأحمر وحتى إسرائيل.
وقال نتنياهو إن إسرائيل تتمتع بدعم كبير من الولايات المتحدة، في إطار الجهود الحربية ضد إيران، وذلك عبر قناتين: الأولى هي المساعدات العسكرية التي تقدمها بسخاء؛ والثانية في الجهود التي يبذلها وزير الخزانة الأميركي، منوتشين، والرئيس ترمب، كل الوقت في تشديد العقوبات المفروضة على إيران.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.