تقرير: الأغذية الأميركية المصنفة «طبيعية» تحتوي على مكونات معدلة وراثيا

مسح شمل أكثر من 80 منتجا غذائيا منها رقائق البطاطا وأغذية الرضع

الذرة والصويا والكانولا والبنجر
الذرة والصويا والكانولا والبنجر
TT

تقرير: الأغذية الأميركية المصنفة «طبيعية» تحتوي على مكونات معدلة وراثيا

الذرة والصويا والكانولا والبنجر
الذرة والصويا والكانولا والبنجر

تحتوي أغلبية الأغذية الأميركية المعبأة التي تحمل علامة «طبيعية» والتي اختبرتها جماعة كونسيومر ريبورتس غير الهادفة للربح - تحتوي في الحقيقة على مستوى كبير من المكونات المعدلة وراثيا، حسب تقرير نشرته الجماعة أمس.
وقال أورفاشي رنجان المدير التنفيذي لمجموعة كونسيومر ريبورتس المعنية بسلامة الغذاء واستدامته إن المستهلكين غالبا ما يُخدعون بعلامة «طبيعي». وقالت الجماعة إنها أجرت مسحا شمل أكثر من 80 منتجا غذائيا مصنعا تحتوي على الذرة أو الصويا وهما أكثر محصولين معدلان وراثيا إلى حد كبير يزرعان في الولايات المتحدة لتحديد ما إذا كان ما تدعيه علامات التصنيف دقيقا، حسب «رويترز».
وقالت الجماعة إنه بينما وجد أن كثيرا من الأغذية التي تحمل علامة «غير معدلة وراثيا» أو «عضوية» خالية من أي مكونات من الذرة أو الصويا المعدلة وراثيا فإن جميع الأغذية التي تحمل علامة «طبيعية» احتوت على كميات كبيرة من المكونات المعدلة وراثيا.
وقالت الجماعة إن المكونات المعدلة وراثيا موجودة في حبوب ورقائق وجبة الإفطار ورقائق البطاطا وأغذية الرضع.
وأوضحت الجماعة أنها اختبرت عينتين على الأقل من كل منتج من المنتجات الثمانين التي شملها المسح لتحديد مقدار المكونات المعدلة وراثيا. وقالت إنه تم شراء هذه المنتجات في الفترة بين أبريل (نيسان) ويوليو (تموز) عام 2014. واحتوت المنتجات التي اعتبرت خالية من المكونات المعدلة وراثيا على ما لا يزيد عن 9.‏0 في المائة من الذرة أو الصويا المعدلتين وراثيا.
ويأتي هذا التقرير بينما تحث رابطة مصنعي مواد البقالة الذي تمثل أكثر من 300 شركة مصنعة للمواد الغذائية الحكومة الاتحادية على تعريف مصطلح «طبيعي» على الأغذية المغلفة والسماح بوضع شارة «طبيعي» على الأغذية التي تحتوي على مواد معدلة وراثيا.
وأقيمت دعاوى قضائية ضد بعض الشركات المصنعة التي وضعت علامة «طبيعي مائة في المائة» على المنتجات التي تحتوي على مكونات معدلة وراثيا.
وتشمل بعض المحاصيل المعدلة بالتكنولوجيا الحيوية في السوق في الوقت الحالي الذرة والصويا والكانولا وبنجر (شمندر) السكر وجرى تعديلها وراثيا لمكافحة الآفات أو لتحمل الرش المباشر بالمبيدات الحشرية. وتقول الشركات إنها محصولات آمنة. وتؤيد كثيرا من الدراسات العلمية هذه المزاعم.
لكن المنتقدين يشيرون إلى دراسات تبين وجود صلات لهذه المنتجات بمشكلات صحية تعرض لها الإنسان أو الحيوان وبأضرار بيئية. وقال تحالف دولي للعلماء في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إنه لا يوجد توافق داخل الجماعة العلمية بشأن سلامة الحاصلات المعدلة وراثيا.
وأقرت ولاية فيرمونت قانونا يلزم الشركات بأن تميز المنتجات الغذائية التي تحتوي على مكونات معدلة وراثيا بعلامة تعلن ذلك، وتدرس أكثر من 20 ولاية أخرى إصدار قوانين مماثلة. ويؤيد اتحاد المستهلكين وهو الذراع السياسية لجماعة كونسيومر ريبورتس إلزام الشركات بتمييز الأغذية التي تحتوي على مكونات معدلة وراثيا.



«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.