وفاة مأساوية لطفل هندي ظل عالقاً في بئر لمدة 4 أيام

انتقادات لجهود الإنقاذ «المتخبطة» لإخراجه

رجل يحمل جثة الطفل سوغيث ويلسون بعد خروجها من البئر (رويترز)
رجل يحمل جثة الطفل سوغيث ويلسون بعد خروجها من البئر (رويترز)
TT

وفاة مأساوية لطفل هندي ظل عالقاً في بئر لمدة 4 أيام

رجل يحمل جثة الطفل سوغيث ويلسون بعد خروجها من البئر (رويترز)
رجل يحمل جثة الطفل سوغيث ويلسون بعد خروجها من البئر (رويترز)

أكد مسؤولون في الهند وفاة الطفل سوغيث ويلسون والذي يبلغ من العمر عامين بعد سقوطه في بئر عميقة جنوبي البلاد، وذلك بعدما ظل عالقا فيها لمدة 82 ساعة، أي لما يقارب 4 أيام.
وكان الطفل قد سقط في البئر المهجورة عندما كان يلعب مع أقرانه بالقرب من منزله بمنطقة تيروتشيرابالي بولاية تاميل نادو يوم الجمعة الماضي. وعلق الطفل في البداية على عمق نحو عشرة أمتار قبل أي يسقط إلى عمق 26 مترا.
وقال المسؤول جيه. نيهرو، عبر الهاتف، إن «عملية الإنقاذ لم تنجح. وتم إخراج جثة الطفل باستخدام معدات خاصة، وهي في حالة تحلل»، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.
وبعد فشل محاولات أولية لسحب الطفل باستخدام حبل، بدأت فرق الإنقاذ السبت حفر نفق بعرض متر واحد مواز للبئر.
وأضاف المسؤول: «تمكنا من حفر 65 قدما من الـ90 قدما اللازمة (8.‏19 مترا من 4.‏27 مترا) بما في ذلك حفر جزء صخري صعب. إلا أنه تم وقف عمليات الإنقاذ بعدما أظهرت الكاميرات عدم حدوث أي تغير في وضعية الطفل إلى جانب انبعاث رائحة من البئر، ما أكد وفاته».
وجرى إرسال الجثة في البداية إلى مستشفى حكومي من أجل التشريح، وتم تسليمها لاحقا لوالديه اللذين قاما بدفنها.
وحملت وسائل الإعلام الهندية المسؤولية عن ذلك لـ«جهود الإنقاذ المتخبطة» بما في ذلك محاولات سحب الطفل بحبل واعتماد «منهجية المحاولة والخطأ».
وأقيمت صلوات في المعابد والمساجد والكنائس في أنحاء الولاية من أجل عودة الطفل سالما، كما عبر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عن قلقه.
وقالت والدة الطفل والتي كانت جالسة داخل منزل المزرعة المتواضع للعائلة، لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «ابني الشجاع لا يستحق النهاية المميتة».
وكان مواطنون هنود قد تابعوا كل التطورات في محاولة الإنقاذ التي استمرت طوال أيام، ونشروا دعوات لإنقاذ الطفل عبر هاشتاج #prayforsurjeeth و# sujithwilson عبر «تويتر» في محاولة لإنقاذه.
وهذه أحدث حادثة تتعلق بسقوط أطفال في آبار مهجورة بالهند. وكان طفل في عامه الثاني أيضا لقي حتفه في يونيو (حزيران) الماضي في إقليم البنجاب بعدما ظل عالقا في بئر لنحو 110 ساعات.



موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.