الحوثي يناور بعيداً عن «استوكهولم» خلال لقائه غريفيث

إعلام الجماعة الانقلابية لم يؤكد موافقة زعيمها على تنفيذ اتفاق السلام

TT

الحوثي يناور بعيداً عن «استوكهولم» خلال لقائه غريفيث

أفادت المصادر الرسمية للجماعة الحوثية الموالية لإيران بأن زعيمها عبد الملك الحوثي التقى، في صنعاء، أمس، المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، في سياق الجهود التي يبذلها الأخير لإحلال السلام.
وكان غريفيث قد وصل إلى العاصمة اليمنية، أول من أمس، بعد مشاورات أجراها في الرياض في سياق مهمته التي تتمحور حول تنفيذ «اتفاق استوكهولم» بين الحكومة اليمنية الشرعية والميليشيات المدعومة من إيران.
ولم يصدر على الفور أي تعليق من مكتب غريفيث حول النتائج التي توصل إليها خلال لقائه مع الحوثي، إلا أن المصادر الرسمية للجماعة، لمّحت إلى استمرار زعيم الحوثيين في المناورة بعيداً عن الجدية في تنفيذ اتفاق استوكهولم، بملفاته الثلاثة: الانسحاب من الحديدة وموانئها، وتبادل الأسرى، وفك الحصار عن تعز.
وزعمت المصادر أن الحوثي شدّد على وقف العمليات العسكرية للشرعية والتحالف الداعم لها، ورفع الحصار عن الجماعة الحوثية بشكل كامل، وعدم لجوء الأمم المتحدة إلى ما وصفه بـ«الإغراق في التفاصيل».
وأوردت النسخة الحوثية من وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» أن زعيم الجماعة أكد «السلام الشامل» و«الحل السياسي»، لكن دون أن تذكر ما إذا كان التصور الحوثي لـ«السلام» يعني موافقة زعيمها على تنفيذ القرارات الدولية وإنهاء الانقلاب.
وفي حين يطمع غريفيث في تحقيق أكثر من إقامة نقاط المراقبة الخمس التي أُنشئت أخيراً في محيط مدينة الحديدة، ترفض الحكومة الشرعية أي حديث عن مشاورات مقبلة للسلام قبل تنفيذ اتفاق السويد المعرقل منذ إبرامه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
واتهم وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي قبل يومين، الجماعة الحوثية بأنها سعت منذ انقلابها على الشرعية في 2014 للعودة باليمن إلى نظام الحكم الإمامي، كما اتهمها «بإشعال حرب على العملية السياسية والتوافق الوطني أكلت الأخضر واليابس ودمّرت البنية التحتية ومزّقت النسيج الاجتماعي بين أبناء البلد الواحد»، حسبما جاء في كلمة له في مؤتمر دول عدم الانحياز المنعقد في العاصمة الأذربيجانية باكو.
وقال الحضرمي إن الميليشيات «لا تزال ترتكب كل أنواع الانتهاكات والجرائم البشعة بحق المدنيين ومنهم النساء والأطفال، في انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، وقامت دون مراعاة لأبسط الاعتبارات الإنسانية والقانونية بزراعة أكثر من مليوني لغم أرضي وعبوة ناسفة، لتحصد أرواح آلاف المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال».
وأوضح الحضرمي أن هذه الانتهاكات «تأتي نتيجة لصمت المجتمع الدولي وعدم تحمّله مسؤولياته تجاه حماية المدنيين وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وعلى رأسها القرار 2216 الذي وضع خريطة تمثل التوافق الدولي لإنهاء هذه الحرب العبثية من الميليشيات الحوثية»، حسب تعبيره. ولفت الحضرمي إلى أن الشرعية «عبّرت عن كامل حرصها وتعاونها الإيجابي مع جهود الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريش) عبر مبعوثه الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث، وقدمت الكثير من التنازلات، وأبدت المزيد من المرونة، وتعاملت مع كل تلك الجهود بانفتاح ومصداقية وشفافية، بهدف الوصول إلى سلام شامل ومستدام لإنهاء الصراع في اليمن مبنيٍّ على المرجعيات المتفق عليها والمتمثلة في: المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وعلى رأسها القرار رقم 2216».
وأكد الحضرمي أن الجماعة الحوثية «لم تلتزم باتفاق السويد واستغلت الوقت، واستمرت في حربها وعرقلتها لكل جهود السلام، متجاهلةً بذلك جهود الأمم المتحدة ومجلس الأمن وقراراته ذات الصلة». وأضاف أن الميليشيات «دأبت على التلاعب بنصوص اتفاق استوكهولم الذي يقضي صراحةً بالانسحاب من مدينة وموانئ الحديدة الثلاثة وتولي الأجهزة الأمنية مع السلطة المحلية لمهامها وفقاً للقانون اليمني، وتبادل الأسرى والمعتقلين، وفك الحصار الجائر عن مدينة تعز من قبل الميليشيات».
وبيّن الحضرمي أن استمرار الميليشيات الحوثية في استهداف المنشآت المدنية في المملكة العربية السعودية وتهديد الممرات البحرية الدولية، بدعم وتوجيه من النظام الإيراني، يعكس مدى الخطورة التي باتت تشكلها الجماعة ليس فقط على اليمن بل على المنطقة ككل والتي تمثل هذه الأعمال الإرهابية تحدياً صارخاً للمجتمع الدولي ورسالة واضحة للعالم بأن هذه الميليشيات لا تؤمن بالسلام وليست لديها الرغبة والاستعداد للاستجابة لمتطلباته.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.