قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم (الاثنين)، إن وحدات حماية الشعب الكردية لم تنسحب تماماً بعد من شمال شرقي سوريا بموجب اتفاق توسطت فيه روسيا ينقضي أجله قريباً وذلك بينما تستعد أنقرة للبحث في خطواتها التالية مع موسكو.
وبدأت تركيا في التاسع من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، هجوماً على شمال شرقي سوريا يستهدف وحدات حماية الشعب الكردية بعد أن سحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب قواته من المنطقة مما أحدث تحولاً في ميزان القوى الإقليمي يقول محللون إنه عاد بالفائدة على موسكو ودمشق.
وقال جاويش أوغلو إن وفداً روسياً في طريقه إلى تركيا لمناقشة تسيير دوريات مشتركة قد تبدأ قريباً، ربما غداً (الثلاثاء). وأوضح أنه إذا لم تنفذ وحدات حماية الشعب الاتفاق وتنسحب من مساحة تزيد على 30 كيلومتراً على امتداد الحدود التركية فإن أنقرة «ستُخرج هؤلاء الإرهابيين من هنا».
وأضاف جاويش أوغلو في تصريح للصحافيين في أنقرة: «هناك من انسحبوا. النظام (السوري) يؤكد ذلك وروسيا تؤكد ذلك أيضاً. لكن ليس من الممكن القول إن جميعهم انسحبوا».
وتعدّ تركيا وحدات حماية الشعب الكردية منظمة إرهابية بسبب صلاتها بمتمردين أكراد في جنوب شرقي تركيا. لكن قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد وتضم وحدات حماية الشعب كانت حليفاً مهماً للولايات المتحدة في قتال تنظيم «داعش».
وقالت قوات سوريا الديمقراطية، أمس (الأحد)، إنها وافقت على الانسحاب لمسافة تربو على 30 كيلومتراً من الحدود التركية في المنطقة التي كانت تسيطر عليها حتى انسحاب القوات الأميركية.
وكان الرئيسان التركي رجب طيب إردوغان والروسي فلاديمير بوتين، قد اتفقا في 22 أكتوبر على أن تُخلي قوات حرس الحدود السورية والشرطة العسكرية الروسية منطقة الحدود من وحدات حماية الشعب خلال ستة أيام تنتهي غداً (الثلاثاء).
ويسمح الاتفاق لقوات الأسد بالعودة إلى أجزاء من الحدود الشمالية مع تركيا للمرة الأولى منذ سنوات.
ووفقاً للاتفاق ستبدأ القوات الروسية والتركية اعتباراً من بوم غد الثلاثاء تسيير دوريات في جزء من الحدود السورية التركية بعمق عشرة كيلومترات في الأراضي السورية.
وقال جاويش أوغلو: «الآن سيأتي وفد عسكري روسي (إلى تركيا)... سيبحث أصدقاؤنا أحدث مستجدات قضية الانسحاب... وكيف ستسيَّر الدوريات في نهاية (مهلة) 150 ساعة (يوم الثلاثاء) وماذا سنفعل معاً، وما الخطوات التي سنتخذها».
وستمتد الدوريات المشتركة من نهر الفرات في الغرب إلى الحدود العراقية في الشرق باستثناء مدينة القامشلي التي يسيطر عليها الأكراد لتغطي جزءاً من «المنطقة الآمنة» التي قالت تركيا إنها ستشرف عليها.
وفي ظل الصراع بين أنقرة ودمشق في محافظة إدلب السورية التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غربي البلاد، فقد تظهر أخطار أخرى مع توجه قوات من الحكومة السورية وحرس الحدود إلى شمال شرقي سوريا، وفقاً للاتفاق الذي توسطت فيه موسكو.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسن، إن وزير الخارجية التركي سيلتقي نظيريه الروسي والإيراني في جنيف غداً، قبل اجتماع اللجنة.
أنقرة: وحدات حماية الشعب الكردية لم تنسحب تماماً بعد من منطقة الحدود
أنقرة: وحدات حماية الشعب الكردية لم تنسحب تماماً بعد من منطقة الحدود
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة