أفغانستان تعدّ مقتل البغدادي ضربة للفرع المحلي لـ«داعش»

صديق صديقي المتحدث باسم الرئيس الأفغاني (أ.ب)
صديق صديقي المتحدث باسم الرئيس الأفغاني (أ.ب)
TT

أفغانستان تعدّ مقتل البغدادي ضربة للفرع المحلي لـ«داعش»

صديق صديقي المتحدث باسم الرئيس الأفغاني (أ.ب)
صديق صديقي المتحدث باسم الرئيس الأفغاني (أ.ب)

رحبت أفغانستان بمقتل أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم «داعش»، ووصفته بأنه ضربة قوية للإرهاب من المتوقع أن تضعف فرع التنظيم المتشدد في المنطقة.
وكان ظهور فرع أفغاني لتنظيم «داعش» في السنوات القليلة الماضية قد أوجد عدوّاً جديداً للحكومة المدعومة من الولايات المتحدة التي تقاتل تمرداً أوسع نطاقاً بكثير تشنه حركة «طالبان» منذ 2001.
وقال متحدث باسم الرئيس الأفغاني أشرف غني، على «تويتر»: «ترحب الحكومة الأفغانية بشدة بعملية القوات الأميركية التي أدت إلى مقتل البغدادي». وأضاف المتحدث صديق صديقي: «مقتله يمثل أكبر ضربة لهذه الجماعة وللإرهاب».
وفجر البغدادي، الذي قاد تنظيم «داعش» منذ 2010، نفسه أثناء غارة للقوات الخاصة الأميركية على مخبئه في شمال غربي سوريا في وقت مبكر من صباح أمس الأحد. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب مقتله.
وبايع زعيم تنظيم «داعش» في خراسان، وهو الاسم القديم لمنطقة تشمل أغلب أجزاء أفغانستان الحديثة ومناطق أخرى في آسيا الوسطى، البغدادي، لكن لم تتضح الصلات المباشرة بين التنظيمين فيما يخص العمليات.
وظهر الفرع الأفغاني أول مرة في 2014 في إقليم ننكرهار حيث يوجد معقله. وأعلن تشكيله في يناير (كانون الثاني) 2015، وتوسع منذ ذلك الحين في مناطق أخرى، خصوصاً في الشمال، ودخل في صراعات في بعض الأحيان مع حركة «طالبان» الأفغانية. ونفذ هجمات على أهداف مدنية في كابل ومدن أخرى، لكن كثيراً من المسؤولين الأفغان في العاصمة يشكون في بعض مزاعمه.
وقال عطاء الله خوجياني، المتحدث باسم حاكم إقليم ننكرهار، إن قوة الفصيل المتشدد ضعفت في الفترة الأخيرة، وإن مقتل البغدادي سيمثل صفعة قوية له. وأضاف: «لا شك في أن مقتل البغدادي سيكون له أثر كبير على أنشطة (داعش) في أفغانستان».
ويقدر الجيش الأميركي قوة تنظيم «داعش» في خراسان بنحو ألفي مقاتل. ويقدر بعض المسؤولين الأفغان العدد بأكثر من ذلك. لكن خوجياني قال إن كثيراً من أعضاء التنظيم قتلوا في اشتباكات أو سلموا أنفسهم في الفترة الأخيرة. وأضاف: «الآن نتوقع ازدياد أعداد من يسلمون أنفسهم».
من جانبه، قال مقاتل من تنظيم «داعش» في شرق أفغانستان جرى التواصل معه هاتفياً من قبل وكالة «رويترز» للأنباء، إنه يشك في نبأ مقتل البغدادي. وأضاف المقاتل الذي عرّف نفسه باسم شاهين: «إذا كانت الولايات المتحدة قد قتلته حقاً، فعليها أن تعرض الأدلة، ينبغي أن تعرض الجثة».



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».