توقعات بفوز مرشح اليسار برئاسة الأرجنتين

مخاوف من تفاقم الأزمة الاقتصادية وهروب رؤوس الأموال

مرشح اليسار ألبرتو فرنانديز يحيي أنصاره في العاصمة بوينس آيرس مع بدء الاقتراع أمس (أ.ف.ب)
مرشح اليسار ألبرتو فرنانديز يحيي أنصاره في العاصمة بوينس آيرس مع بدء الاقتراع أمس (أ.ف.ب)
TT

توقعات بفوز مرشح اليسار برئاسة الأرجنتين

مرشح اليسار ألبرتو فرنانديز يحيي أنصاره في العاصمة بوينس آيرس مع بدء الاقتراع أمس (أ.ف.ب)
مرشح اليسار ألبرتو فرنانديز يحيي أنصاره في العاصمة بوينس آيرس مع بدء الاقتراع أمس (أ.ف.ب)

توجه الناخبون في الأرجنتين إلى مراكز الاقتراع أمس بعد عام من التقلبات والتحولات في سباق انتخابي مثير عانى منه الرئيس المحافظ ماوريسيو ماكري المتأخر كثيراً في استطلاعات الرأي عن منافسه ألبرتو فرنانديز.
وقال فرنانديز خلال آخر مهرجان انتخابي له الخميس الماضي: «مع تصويت الأحد علينا أن نبدأ طي الصفحة المشينة التي بدأت كتابتها في 10 ديسمبر (كانون الأول) 2015» يوم فوز ماكري في الاقتراع. وكانت الرئيسة السابق كريستينا كيرشنر المرشحة لمنصب نائب الرئيس مع فرنانديز، تقف إلى جانبه.
وإذا صدقت استطلاعات الرأي، سيفوز فرنانديز (60 عاماً) من الدورة الأولى، لكن ليتحقق ذلك، يتعين عليه الحصول على أكثر من 45 في المائة من الأصوات، أو أربعين في المائة وفارق عشر نقاط مئوية عن خصمه. وفي حال لم يتحقق ذلك، تنظم دورة ثانية في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وقال بائع الورود سيرجيو ايستيفيس (48 عاماً) الذي كان يرافقه أبناه: «أنتظر بفارغ الصبر يوم الاثنين، يوم مجيء فرنانديز وكريستينا». وأفادت استطلاعات الرأي مسبقاً بأن الفارق بين فرنانديز وخصمه تعززت لمصلحة مرشح اليسار منذ الانتخابات الأولية في أغسطس (آب) الماضي التي تعد اختبارا عاماً قبل الاقتراع الرئاسي. وقد تقدم فرنانديز فيها بـ17 نقطة على ماكري المرشح المفضل للأسواق.
وينهي ماكري الذي يبلغ من العمر ستين عاماً أيضا، ولايته خلال أسوأ أزمة اقتصادية تعيشها الأرجنتين منذ 2001. وهي تشهد انكماشاً منذ أكثر من عام وتضخماً كبيراً بلغ 37.7 في المائة في سبتمبر (أيلول) الماضي وديناً هائلاً ومعدل فقر متزايدا يطال 35.4 في المائة من السكان أو واحد من كل ثلاثة أرجنتينيين. لكن المستثمرين يخشون من أن يؤدي انتخاب فرنانديز إلى عودة سياسة تدخل الدولة التي شهدتها البلاد في عهد الزوجين كيرشنر (2003 - 2015).
ويتساءل محللون من سيحكم فعلياً: فرنانديز الذي كان مديراً لمكتب الرئيسة كيرشنر وقبلها زوجها نستور كيرشنر الرئيس بين 2003 و2007، أو كيرشنر نفسها (66 عاماً).
واصطف الكثير من الأرجنتينيين المعتادين على التقلبات الاقتصادية، الجمعة أمام المصارف ومكاتب الصرف لشراء دولارات أو سحب ودائعهم. وسعى فرنانديز إلى طمأنتهم، وقال: «ليطمئن الأرجنتينيون سنحترم ودائعهم»، ملمحاً إلى شبح الإجراءات التي اتخذت في 2001 في الأرجنتين لإنهاء سباق على السيولة وهروب رؤوس الأموال، وسميت «كوراليتو».
لكن المخرج السينمائي مارتن (50 عاماً) لا يشعر بالثقة. وقد حمل الجمعة حقيبة مليئة بالعملة الأرجنتينية لشراء ثلاثة آلاف دولار من مكتب لصرف العملة. وقال: «القصة نفسها تتكرر دائماً». وأضاف أن «والدي خسرا كل شيء بسبب الكوراليتو ولا أريد أن يحدث لي ذلك».
ومنذ الانتخابات التمهيدية، سحب المدخرون الأرجنتينيون نحو 12 مليار دولار من حساباتهم، أي نحو 36.4 في المائة من مجموع الودائع. وسيكون على الفائز في هذه الانتخابات إخراج البلاد من الأزمة والتوصل إلى تحقيق توافق، وهذا ليس أمراً سهلا في بلد يشهد استقطابا متزايدا. وقبل يومين من الاقتراع، بدت الأسواق في حالة غليان. وخلال أسبوع فقد البيزو 5.86 في المائة من قيمته مقابل الدولار، الذي يشكل تاريخياً العملة الملاذ للأرجنتينيين.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.