الجيش اليمني يسيطر على طريق تربط كتاف والبقع

TT

الجيش اليمني يسيطر على طريق تربط كتاف والبقع

أعلنت قوات الجيش الوطني في محافظة صعدة، معقل ميليشيات الحوثي الانقلابية، إحكام سيطرتها على الخط الدولي الرابط بين كتاف والبقع بصعدة وسلسلة جبال استراتيجية، بالتزامن مع استمرار المعارك لليوم الثاني على التوالي في جبهة الأشروح، غرب تعز، وسط ثبات الجيش الوطني في مواقعه التي سيطر عليها السبت.
جاء ذلك في الوقت الذي أعلن فيه الجيش الوطني، السبت، مقتل قيادي حوثي في معارك مع الجيش الوطني بمديرية المتون، الواقعة وسط محافظة الجوف، شمالاً، وأسر آخر مع مرافقيه شمال محافظة الضالع، بجنوب البلاد.
وكشف أسير حوثي لدى المنطقة العسكرية الخامسة في حجة، عن حقائق وحجم خسائر الميليشيات الانقلابية في معاركها خلال الأيام الماضية.
ففي صعدة، شمال غرب، أعلن الجيش الوطني، الأحد، السيطرة على أعلى قمم سلسلة جبال رشاحة، التي تبدأ من عمود الصحراء حتى جبال جشيرة.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، عن قائد «لواء التحرير» العميد جمال القلعي، قوله إن «الجيش الوطني بهذا التقدم أصبح محكماً للسيطرة الكاملة على الخط الدولي الرابط بين كتاف والبقع وسلسلة الجبال الوعرة». وذكر أن «العمليات أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من عناصر ميليشيا الحوثي الانقلابية»، وأن «القوات الهندسة العسكرية ما زالت تقوم بنزع الألغام التي زرعتها الميليشيا قبل فرارها».
وفي تعز، المحاصرة من قبل ميليشيات الانقلاب منذ خمس سنوات، تواصل قوات الجيش الوطني، لليوم الثاني، معاركها في جبهة الأشروح، غرباً، وسط ثباتها في مواقعها التي سيطرت عليها، السبت، وسط استماتة من ميليشيات الانقلاب لاستعادة المواقع التي خسرتها.
وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، قال العقيد عبد الباسط البحر، نائب ركن التوجيه المعنوي بمحور تعز العسكري، إن «المعركة مستمرة حتى الآن، وسط تبادل للقصف المدفعي العنيف، وسقط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات الحوثية، وهناك 6 جرحى للجيش الوطني بعضهم حالته خطيرة، بينما لا تزال المواقع التي تمت السيطرة عليها من الجيش الوطني تحت سيطرة الجيش».
وأضاف: «يأتي تحرك الجبهات في تعز وفي حجة وصعدة، نتيجة مباشرة لارتفاع معنويات الجيش الوطني، بعد الأنباء عن اتفاق الرياض التاريخي برعاية الأشقاء في المملكة العربية السعودية، وتوحيد الجهود باتجاه العدو الحوثي والمشروع الإيراني، وتوحيد الجبهة الداخلية، واستعادة الشرعية، وتأمين الإمداد الحكومي للجيش».
وفي الجوف، أعلن الجيش الوطني، السبت، مقتل قيادي في صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية بنيران الجيش الوطني في مديرية المتون. وذكر عبر موقعه الرسمي «سبتمبر.نت» أن «الجيش الوطني استهدف القيادي الميداني في الميليشيا، المدعو محمد حسين مجلي، بعد أن تم رصده بدقة، ما أدى إلى مصرعه على الفور»، موضحاً أن «مجموعة من عناصر الميليشيا الحوثية، حاولت انتشال جثة الصريع مجلي، إلا أن عبوة ناسفة زرعتها الميليشيا في وقت سابق انفجرت فيهم، وتسببت في إصابة اثنين منهم».
وأكد أنهم «باشروا أعمالهم في منطقة بير المهاشمة والمناطق المجاورة لها، وهي مناطق مفتوحة وواسعة، وتم اكتشاف عدد من حقول الألغام، وتم التوجيه بنزول الفرق الميدانية لمباشرة العمل فيها».
وقال إن «عملهم في مديرية الخب والشعف مستمر حتى يتم الكشف عن حقول الألغام المتبقية لنزعها، وهي بحسب المعطيات والمؤشرات التي لدينا كثيرة ومتنوعة».
وبالانتقال إلى محافظة حجة، شمال غربي صنعاء؛ حيث المعارك العنيفة منذ أيام وسط تقدم قوات الجيش الوطني، بإسناد من تحالف دعم الشرعية، كشف أسير حوثي عن حقائق وحجم الخسائر في صفوف الانقلابيين خلال معاركهم مع الجيش الوطني، في المنطقة العسكرية الخامسة.
وفي مقطع فيديو نشره المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة، قال الأسير الحوثي المدعو سعد صالح مقبل الحريجي، المنحدر من مديرية الجميمة بمحافظة حجة، عزلة بني مفضل، أن «94 حوثياً قتلوا في ليلة واحدة، أثناء تنفيذهم هجوم على مواقع الجيش في منطقة العوجاء، جنوب غربي مديرية حيران، ومنهم مجموعة أبو شامخ (14 شخصاً)، والبحرية (80 شخصاً)».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.