وجه البطريرك الماروني بشارة الراعي، أمس، نداء إلى السياسيين، للاستماع إلى «مطالب الشعب» منعاً لخسارة ثقته بهم. كما توجه إلى المحتجين بنداء لفتح الطرقات، والتجاوب مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية.
واعتبر الراعي أن الشعب اللبناني يوجد على الطرقات (في الاحتجاجات) «لأنه يعاني مادياً ومعنوياً واقتصادياً ومعيشياً»، مضيفاً: «فلا ينظر إلى هؤلاء المتظاهرين السلميين الحضاريين بنظرة فوقية أو استهتارية أو تسييسية. ولا يحق الانحراف بانتفاضتهم إلى نزاع حزبي أو إلى أهداف آيديولوجية هدامة»، مشيراً إلى أنها «ظاهرة التحام الشعب اللبناني، على اختلاف أطيافه، تحت راية لبنان، في مدنه وبلداته المختلفة، حول مطالبه الوطنية المحقة بالكرامة والعدالة الاجتماعية، الرافضة للواقع المالي والاقتصادي المتعثر، والمطالبة بحكومة توحي الثقة».
وقال الراعي: «لا مجال هنا لترهيب أو لتخوين شبابنا الذين يضحون من أجل تصويب الممارسة السياسية؛ بحيث تتحلى بالتجرد والنزاهة والشفافية»، مضيفاً: «إن ثقافة العيش المشترك التي تميِّز لبنان، إنما ترتكز على قيم ثلاث: الحرية، والتعددية، والكرامة الإنسانية. وعليه، فلا شرعية لأي سلطة لا تكون ضامنة لهذه القيم وخادمة لها». وشدد على أن الشعب، في الدستور اللبناني، هو مصدر السلطات وأساس شرعيتها: «لذلك لا تستطيع السلطة السياسية تجاهله؛ بل عليها أن تصغي إلى مطالبه، وتتفاعل معه قبل فوات الأوان».
وتوجه إلى السياسيين بالقول: «كما كنتم تبحثون عن رضا الشعب وصوته في زمن الانتخابات، ابحثوا الآن عن هذا الشعب وعما يرضيه، لئلا تخسروا ثقته بشكل نهائي. لا تهملوا هذه الانتفاضة الوطنية لئلا يكبر حجمها وتخرج عن مسارها الوطني الإيجابي، بفعل المخربين المأجورين المندسين بثوب الحمل».
كما توجه إلى المحتجين بالقول: «حافظوا على خلقية انتفاضتكم، ولا تسقطوا في تجربة النزاعات الحزبية والمذهبية. سهِّلوا للمواطنين حقهم في التنقل والمرور من أجل تلبية حاجاتهم، ولا تظهروا كأنكم أسياد الطرق العامة التي هي ملك للجميع. فتجاوبوا مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية التي نحيي جهودها ونثمن حكمتها».
الراعي يطالب السلطة بالتجاوب مع «مطالب الشعب»
دعا المحتجين إلى فتح الطرقات
الراعي يطالب السلطة بالتجاوب مع «مطالب الشعب»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة