الجيش الإسرائيلي يتنازل عن الغواصة السادسة

TT

الجيش الإسرائيلي يتنازل عن الغواصة السادسة

كشفت مصادر عسكرية في تل أبيب، أمس (الأحد)، أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، ينوي أن يطرح على المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية في الحكومة (الكابينيت)، فكرة التنازل عن الغواصة السادسة التي تقرر شراؤها من شركة بناء السفن الألمانية «تيسنكروب»، وذلك لاستخدام ثمنها لأغراض عسكرية أخرى أكثر حيوية.
ويوفر الجيش الإسرائيلي بذلك نحو نصف مليار يورو، يريد كوخافي أن يصرفها على بنود أخرى في الخطة متعددة السنوات، التي وضعها مؤخراً وترسم صورة الحروب المقبلة. وحسب الخطة، فإنه بدلاً من شراء غواصة سادسة، يقترح كوخافي تعزيز الجانب الدفاعي والجوي والبري واقتناء ذخيرة دقيقة ومتطورة.
المعروف أن الجيش الإسرائيلي كان كل الوقت يكتفي بوجود من 2 إلى 5 غواصات. وهو يمتلك اليوم 6 غواصات؛ 3 منها قديمة جداً يوصي الخبراء بضرورة تحديثها. وقد أبرم عقداً مع شركة «تيسنكروب» لشراء 3 غواصات، لكي يحرر الغواصات القديمة الثلاث. وتلقى سلاح البحرية الإسرائيلي غواصة حديثة واحدة وسيتلقى الثانية بعد سنة فيما الثالثة معدة لسنة 2030، وهي تعدّ أحدث وأخطر الغواصات في عصرنا، وجميعها قادرة على إطلاق صواريخ نووية واستراتيجية. ولكن الصفقة لشراء الغواصات الثلاث، مشوبة بشبهات عدة في إسرائيل ما زالت قيد التحقيق. فقد تبين أن الجيش يكتفي بـ5 غواصات في حوزته، أي أنه يكتفي بشراء غواصتين جديدتين ويبيع الغواصات الثلاث القديمة. لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرر شراء الغواصة السادسة من دون استشارة الجيش، بل إنه أخفى قراره في حينه عن وزير الأمن موشيه يعالون. وتحقق الشرطة حالياً في سبب هذا التصرف من نتنياهو، خصوصاً بعد أن اتضح أن قريب نتنياهو ومحاميه ومستشاره الأول، المحامي ديفيد شمرون، يعمل وسيطاً للشركة الألمانية.
ويأتي النشر عن قرار كوخافي بالتنازل عن الغواصة السادسة في وقت يقول فيه الجيش إنه بحاجة لزيادة ميزانيته بادعاء وجود تهديدات وتحديات أمنية ضد إسرائيل، وإن الزيادة المطلوبة هي 4 مليارات شيقل (الدولار يساوي 3.5 شيقل) في كل واحد من الأعوام العشرة المقبلة. فإذا ألغيت صفقة الغواصة يتم توفير ثمنها وكذلك ثمن صيانتها السنوي البالغ 200 مليون شيقل. وينوي كوخافي طرح فكرة إلغاء الغواصة السادسة، فقط أمام الحكومة الجديدة المقبلة. فإذا كان بيني غانتس، هو الذي سيشكل الحكومة، فإنه يتوقع أن يتبنى طلب الجيش، لكن هناك شكوكاً تحوم حول ذلك في حال عودة نتنياهو إلى رئاسة الحكومة المقبلة.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.