بمقتل أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي، ينتهي مسلسل مطاردة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية له، والذي استمر 5 سنوات، منذ عام 2014 عندما أعلن البغدادي عن دولته «المزعومة» في سوريا والعراق. وجاء مقتل البغدادي في وقت لم يبق من التنظيم سوى مقاتلين مشتتين... ويشار إلى أنه سَرَت إشاعات كثيرة من قبل حول مقتل البغدادي؛ لكنه حاول الظهور بعد كل شائعة عبر تسجيل صوتي لتأكيد أنه لا يزال على قيد الحياة.
ونجا زعيم «داعش» من هجمات جوية عدة، وأصيب مرة واحدة على الأقل أمس، بحسب تقارير استخبارية. ففي سبتمبر (أيلول) عام 2014، انتشرت أنباء عن مقتل البغدادي، وفي نوفمبر (تشرين الثاني) من العام نفسه أعلنت صحف عراقية مقتله أيضاً؛ لكنها عادت ونفت. وفي أبريل (نيسان) عام 2015 تداولت وسائل إعلام مقتله في إحدى الغارات بمحافظة نينوى العراقية. أما في يونيو (حزيران) 2015، فقد أعلنت وسائل إعلام وفاة البغدادي، وهو ما اتضح عدم صحته فيما بعد. وفي ديسمبر (كانون الأول) عام 2016 أعلن «المرصد السوري» مقتل البغدادي؛ لكنه نفى الخبر بعد ذلك. وفي يونيو 2017 أعلنت صحيفة «ميرور» البريطانية أن البغدادي قتل في غارة على مدينة الرقة السورية.
وفي أبريل الماضي، نشر التنظيم شريط فيديو، وزّعته مؤسسة «الفرقان» الذراع الإعلامية لـ«داعش»، مدته 18 دقيقة، ظهر فيه البغدادي، وتوعد بالثأر لقتلى التنظيم وأسراه، وكان هذا هو الظهور الأول له بعد 5 سنوات من الاختفاء. وشدد البغدادي حينها على أن «الله أمرنا بالجهاد، ولم يأمرنا بالنصر، وأن الاعتداءات التي استهدفت سريلانكا في عيد الفصح وتبناها التنظيم، جاءت (ثأراً) للباغوز». وواصل البغدادي قوله إن «مقاتلي التنظيم الذي مُني بهزائم عسكرية متتالية على مدى السنتين الماضيتين (سيأخذون بثأرهم)». على حد زعمه.
وسبق أن أعلنت الاستخبارات العراقية مطلع يوليو (تموز) الماضي، مقتل نجل البغدادي ويدعى حذيفة البدري في سوريا، بـ3 صواريخ موجهة روسية، أصابت المغارة التي كان بداخلها، وقد أكدت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم وقتها مقتله، ولم يتم الحديث عن موقف البغدادي حينها.
جدير بالذكر أنه في تسجيل صوتي نسب للبغدادي، بثّه «داعش» نهاية سبتمبر الماضي، حرّض البغدادي عناصره بشكل مُباشر على مهاجمة السجون في سوريا والعراق، لإنقاذ ما اعتبرهم «مقاتلي التنظيم وعائلاتهم المحتجزين والمحتجزات في السجون والمخيمات». ودعا في التسجيل، الذي لم يظهر فيه بشكله مثلما حدث في تسجيل أبريل الماضي، ومدته 30 دقيقة، بثّته مؤسسة «الفرقان»، «المحتجزات والمحتجزين إلى (الصبر)» على حد قوله. وأكد في موضع آخر أن «عمليات التنظيم مستمرة على قدم وساق في مالي وبلاد الشام». وقال مراقبون إنه «لم يتم معرفة وقتها إذا كان التسجيل بصوت البغدادي أم لا».
من جهته، قال عبد الله محمد، الباحث في الشؤون الأصولية بمصر، لـ«الشرق الأوسط»، إن «البغدادي كان يسعى في تسجيلاته، خاصة الصوتية، تأكيد أنه ما زال حياً، وتأكيد أنه لا يزال هو زعيم التنظيم، بعدما تردد أخيراً أكثر من مرة، عن تنصيب بديل له»، مضيفاً أن «البغدادي كان يحاول من تسجيلاته خاصة الصوتية تأكيد قدرات تنظيمه المادية والبشرية».
ويشار إلى أنه في يناير (كانون الثاني) الماضي، كشفت صحيفة «غارديان» البريطانية أن «البغدادي نجا من محاولة انقلاب داخلية، على أيدي مسلحين أجانب في معقله شرق سوريا». وحينها، عرض تنظيم «داعش» مكافأة لمن يقتل أحد كوادره، ويدعى أبا معاذ الجزائري، وهو مسلح أجنبي مخضرم في التنظيم، يرجح أن يكون واحداً من بين 500 مسلح في صفوف التنظيم في المنطقة.
5 سنوات من مُطاردة زعيم «داعش»
5 سنوات من مُطاردة زعيم «داعش»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة