مسؤول تركي: البغدادي وصل إلى مخبئه قبل 48 ساعة من تنفيذ العملية

أنقرة أكدت أنها نسقت مع واشنطن بشأن عملية استهداف زعيم «داعش»

سيارة محترقة في موقع استهداف قادة لـ«داعش» في بلدة باريشا بريف إدلب وسط أنباء عن مقتل البغدادي (أ.ف.ب)
سيارة محترقة في موقع استهداف قادة لـ«داعش» في بلدة باريشا بريف إدلب وسط أنباء عن مقتل البغدادي (أ.ف.ب)
TT

مسؤول تركي: البغدادي وصل إلى مخبئه قبل 48 ساعة من تنفيذ العملية

سيارة محترقة في موقع استهداف قادة لـ«داعش» في بلدة باريشا بريف إدلب وسط أنباء عن مقتل البغدادي (أ.ف.ب)
سيارة محترقة في موقع استهداف قادة لـ«داعش» في بلدة باريشا بريف إدلب وسط أنباء عن مقتل البغدادي (أ.ف.ب)

أعلنت تركيا اليوم (الأحد) أنه جرى «التنسيق» بين أنقرة وواشنطن قبيل العملية، التي ذكرت وسائل إعلامية أميركية أنها استهدفت زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي، وقُتل خلالها.
وذكرت وزارة الدفاع التركية في تغريدة، أنه «قبيل العملية الأميركية في محافظة إدلب السورية الليلة الماضية، حصل تبادل للمعلومات وتنسيق بين السلطات العسكرية للبلدين»، دون إعطاء تفاصيل.
وفي السياق نفسه، ذكر مسؤول تركي كبير إن زعيم تنظيم «داعش» وصل إلى مكان اختبائه في سوريا قبل حوالي 48 ساعة من العملية.
وأضاف المسؤول لوكالة «رويترز»، أن الجيش التركي كان لديه علم مسبق بالعملية الأميركية في محافظة إدلب السورية وأن تركيا ستواصل تنسيق تحركاتها على الأرض «مع الأطراف المعنية».
من جهتها، نقلت مجلة «نيوزويك» الأميركية عن مسؤول عسكري أميركي قوله، إن الولايات المتحدة لم تبلغ تركيا مسبقاً بالعملية العسكرية التي استهدفت زعيم تنظيم «داعش».
وقال المسؤول للصحيفة إنه «لم يتم إبلاغ تركيا، الحليف بحلف شمال الأطلسي (ناتو)، التي تدعم المسلحين المحليين (في سوريا)، بالعملية قبل تنفيذها».
إلى ذلك، أفادت المعلومات حول العملية التي كشفت موقع البغدادي، بأن الاستخبارات الأميركية ساهمت في كشف موقع رأس التنظيم الإرهابي في ريف إدلب، حسبما أعلنت شبكة «سي إن إن»، في حين أفادت مصادر مطلعة لوكالة «رويترز» للأنباء، بأن كشف مخبأ البغدادي تم أثناء محاولته تهريب عائلته باتجاه الحدود مع تركيا.
وفي هذا السياق، أكدت مجلة «نيوزويك» أن المخابرات الأميركية المركزية لم تبلغ تركيا بالعملية.
بدوره أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن مروحيات استهدفت «لساعة ونصف ساعة» ليل السبت – الأحد، متطرفين قريبين من «داعش» في محافظة إدلب بشمال غربي سوريا، ما أسفر عن سقوط 9 قتلى.
وقال المرصد إن ثماني مروحيات «فتحت النار بالرشاشات»، مستهدفة منتصف ليل السبت - الأحد منزلاً وسيارة في محيط قرية باريشا في إدلب؛ حيث توجد «مجموعات قريبة من (داعش)».
كما أوضح مدير المرصد أن المروحية تابعة على ما يبدو للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش» في سوريا. وقال: «لم نعرف الشخصية المستهدفة، ولا نستطيع نفي أو تأكيد وجود البغدادي».
إلى ذلك، ذكر أحد المقيمين في مخيم للنازحين بالقرب من باريشا، أنه سمع هدير مروحيات نحو منتصف ليل السبت - الأحد، تلاه ما وصفه بأنه قصف للتحالف. وقال أحمد الحسوي لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «الطائرات كانت تحلق على علو منخفض جداً، ما سبب هلعاً كبيراً بين الناس».
وأضاف أن المروحيات «المجهولة المصدر قامت بالدوران فوق منطقة جبال باريشا، منفذة غارات على منطقة تقع على أطراف باريشا الغربية».


مقالات ذات صلة

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر من المعارضة السورية المسلحة في حمص يحتفل بدخول العاصمة دمشق (إ.ب.أ)

الأردن ومخاوف من خلط أوراق المنطقة والخشية من فوضى سوريا

يبدي أمنيون أردنيون مخاوفهم من عودة الفوضى لمناطق سورية بعد الخروج المفاجئ للأسد إلى موسكو، وان احتمالات الفوضى ربما تكون واردة جراء التنازع المحتمل على السلطة.

محمد خير الرواشدة (عمّان)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».