إردوغان يهدد بـ«إزالة» الوحدات الكردية إذا لم تنفذ موسكو التزاماتها

أنقرة رفضت المبادرة الألمانية لإقامة «منطقة آمنة» بإشراف دولي

TT

إردوغان يهدد بـ«إزالة» الوحدات الكردية إذا لم تنفذ موسكو التزاماتها

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن بلاده «ستزيل» وحدات حماية الشعب الكردية من المنطقة الحدودية السورية مع تركيا إذا لم تنفذ روسيا التزاماتها المنصوص عليها في اتفاق سوتشي بشأن المنطقة الآمنة الموقع مع نظيره فلاديمير بوتين الثلاثاء الماضي، في وقت أعلن فيه وزير الدفاع خلوصي أكار أن الاتفاق يجري تنفيذه كالمخطط له.
وذكر إردوغان، في كلمة في إسطنبول أمس: «إذا لم يتم تطهير (الإرهابيين) (وحدات الحماية الكردية) في نهاية المائة والخمسين ساعة المتفق عليها مع روسيا، فسنتولى السيطرة على المنطقة وسنطهرها بأنفسنا وسنطاردهم في أي مكان يذهبون إليه». وجدد تهديده بفتح البوابات الحدودية أمام اللاجئين للتوجه إلى أوروبا، إذا لم تدعم الدول الأوروبية خطط أنقرة الرامية إلى إقامة منطقة آمنة شمال شرقي سوريا، حيث ترغب أنقرة في إعادة توطين نحو مليوني لاجئ سوري فيها.
في السياق ذاته، أكد أكار، أن الاتفاق الذي توصلت إليه بلاده مع روسيا حول الشمال السوري يسير بشكل طبيعي ووفق ما هو مخطط له. وأضاف، خلال تصريحات للصحافيين في ممثلية تركيا الدائمة لدى حلف شمال الأطلسي (ناتو) عقب اجتماع وزراء دفاع الحلف في بروكسل، ليل الجمعة - السبت، أن مهلة الـ150 ساعة في إطار الاتفاق، تنتهي الساعة 18:00 (15:00 تغ) يوم 29 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، قائلاً إننا «سنتابع الأحداث عن كثب حتى ذلك الوقت، وسنقوم باللازم بعد تقييم المستجدات».
ولفت إلى أن تركيا لن تسمح إطلاقاً بإنشاء ما وصفه بـ«ممر إرهابي» على حدودها الجنوبية، وستواصل اتخاذ الخطوات اللازمة لمنع ذلك. وتابع: «دخلنا إلى تل أبيض ورأس العين... يعيش فيهما الكثير من المجموعات العرقية من عرب وأكراد وأرمن وسريان، ولا مشكلة لدينا مع أي منهم».
وفيما يتعلق بالمفاوضات التركية - الأميركية حول المنطقة الآمنة، قال أكار: «رغم توافقنا في الكثير من المسائل فإنه لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي. رأينا أن قوة الوحدات الكردية التي تشكل تهديداً لتركيا تزداد يوماً بعد يوم، وكان علينا منع ذلك واتخاذ التدابير اللازمة».
ورحب الوزير التركي بقرار إسبانيا تمديد مدة إبقاء بطاريات «باتريوت» الموجودة على الأراضي التركية لمدة عام آخر. وأشار إلى أن حدود تركيا تمثل حدود «الأطلسي»، مؤكداً أن بلاده بعمليتها العسكرية لم تحمِ حدودها فحسب، بل توفر الحماية لحدود الناتو أيضاً، وفي حال لم توقف تركيا الإرهاب في تلك المنطقة، فانعكاسات ذلك ستكون جسيمة وواضحة.
وفيما يتعلق بمبادرة ألمانيا حول إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا تحت إشراف دولي، التي طرحت للمناقشة ‏على وزراء دفاع الحلف، قال أكار إنه أبلغ نظيرته الألمانية بأن بلاده مستعدة للنظر في المبادرة حال اطلاعها عليها بشكل تفصيلي. وأكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني هايكو ماس أمس، رفض أنقرة للمبادرة الألمانية باعتبارها «غير واقعية». وتابع جاويش أوغلو: «ما نأمله من ألمانيا بخصوص عملية نبع السلام، هو العمل بما يتوافق مع روح الحلف... رأينا أن الولايات المتحدة غير صادقة فأطلقنا العملية العسكرية».
من جانبه، قال الوزير الألماني إن أنقرة أكدت أن عمليتها في سوريا لن تكون طويلة الأمد، مضيفاً: «يجب أن نعول ‏على أن تركيا لن تبقى على الأراضي السورية لفترة طويلة. ونحن بحثنا هذا الأمر اليوم، وجرى التأكيد على ذلك مرة ‏أخرى».
وقال جاويش أوغلو إن معطيات الأمم المتحدة تشير إلى بدء عودة 30 ألف شخص لديارهم في منطقة عملية «نبع السلام»، مؤكداً أن تركيا لن تتسامح مع انتهاكات حقوق الإنسان في شمال شرقي سوريا، وستحقق في كل الأنباء عن وقوعها، كما أن تركيا هي الدولة الأكثر حرصا على مسألة وحدة الأراضي السورية، وعودة المهاجرين إلى بلادهم بشكل طوعي.
وبحث رئيس هيئة الأركان التركية، الفريق أول يشار غولر، مع نظيره الروسي الجنرال فاليري جيراسيموف مستجدات الأوضاع في شمال سوريا، في اتصال هاتفي ضمن المتابعة اليومية للتطورات المتعلقة بالاتفاق التركي الروسي في شمال سوريا.



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.