الدليل البيئي للمدارس العربية: لتحقيق التنمية المستدامة

الدليل البيئي
الدليل البيئي
TT

الدليل البيئي للمدارس العربية: لتحقيق التنمية المستدامة

الدليل البيئي
الدليل البيئي

بدأت المواضيع البيئية تأخذ طريقها إلى المناهج الدراسية في البلدان العربية، لكن المضمون البيئي في هذه المناهج ما زال محدوداً، والكتب والمراجع البيئية العربية قليلة. من المبادرات الرائدة لتعميم المحتوى البيئي في المدارس على نحو منهجي، برنامج أطلقته مجلة «البيئة والتنمية» عام 1996، حين رعت إنشاء أكثر من 400 نادي بيئة، انطلاقاً من المدارس اللبنانية. وما لبثت هذه المبادرة أن انتشرت في بلدان عربية أخرى. وعام 1999 أصدرت المجلة «دليل النشاطات للنوادي البيئية المدرسية»، كما أعدت برنامجاً خاصاً لتدريب المعلمين على التربية البيئية تم تطبيقه في مئات المدارس العربية.
في مناسبة المؤتمر السنوي الثاني عشر الذي يعقده المنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل في بيروت، عمل فريق من خبراء المجلة والمنتدى على مرجع شامل بعنوان «الدليل البيئي للمدارس العربية: التربية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة». ويأتي الدليل تلبية لحاجة المدارس العربية إلى مرجع موثوق باللغة العربية، تُبنى على أساسه مناهج تعليمية بيئية لجميع المراحل الدراسية، وتُستمد منه نشاطات صفية وميدانية هادفة، وتقام على أساسه نوادٍ مدرسية تهتم بنشر الوعي والعمل البيئي لدى الطلاب، وصولاً إلى أهاليهم ومجتمعاتهم. ويركّز الدليل على «أهداف التنمية المستدامة»، التي أقرّتها الأمم المتحدة عام 2015، وتعهدت جميع بلدان العالم بالسعي إلى تحقيقها بحلول سنة 2030.
يستند الدليل، الذي يقع في 300 صفحة، إلى معلومات موثقة وتقارير خبراء بارزين ومنظمات عربية ودولية معنية بالبيئة، كما يستخدم أحدث الأرقام والبيانات التي تضمنتها التقارير السنوية للمنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) حول وضع البيئة العربية. وهو يبدأ بعرض تمهيدي لمبادئ التربية البيئية وأهدافها وأساليبها، مع برنامج لدورة تدريبية نموذجية لمعلمي المدارس. ويقدم إلى المدارس الراغبة في إنشاء نادٍ بيئي شرحاً لمراحل التأسيس وقواعد الانتساب والانتخاب والاجتماعات والنشاطات والدعم المعنوي والمادي للنادي.
يحوي الدليل 13 فصلاً تتناول القضايا البيئية الرئيسية، حيث يبدأ كل فصل بمقدمة قصيرة توجز القضية التي يتناولها، تليها: معلومات عامة وحقائق وأرقام عن المشكلة البيئية المطروحة، سلوكيات شخصية مسؤولة في الحياة اليومية للمساهمة في حل هذه المشكلة، اختبار للمعلومات، نشاطات تطبيقية يمكن القيام بها في المدرسة. وتتخلل هذه الأقسام دراسات حالة عن نشاطات نموذجية قام بها طلاب المدارس فعلاً في بلدان عربية مختلفة، ويمكن اقتباسها وتكرارها في مدارس أخرى. كما أُدرجت مواقع مفيدة على الإنترنت يمكن الرجوع إليها لمعلومات إضافية عن الموضوع. وفي نهاية كل فصل «بوستر» يتضمن معلومات أساسية وصوراً عن القضية البيئية المطروحة وممارسات شخصية صديقة للبيئة. ويمكن تنزيل البوستر عن موقع الدليل الإلكتروني وطبعه حتى قياس 80 سنتم × 200 سنتم، ووضعه على لوحة للعرض أو تعليقه على الحائط.
وتتناول الفصول القضايا الآتية: تلوث الهواء، تغيُّر المناخ، الطاقة، موارد المياه، البحار، التنوع البيولوجي، تدهور الأراضي، التصحر، الزراعة، الأمن الغذائي، إدارة النفايات، الضجيج، التنمية المستدامة، الاقتصاد الأخضر، الاستهلاك المستدام، البصمة البيئية.
بعد إطلاقه في مؤتمر «أفد» عن «التربية البيئية» في 14 نوفمبر المقبل في بيروت، سيكون الدليل متاحاً على الإنترنت للاستخدام في جميع البلدان العربية، كما سيتم توزيعه على وزارات التربية والتعليم ولجان المناهج. ويقول معدّو الدليل، إنهم يطمحون لأن يكون «مرجعاً موثوقاً ومُنطلقاً ثابتاً نحو عمل بيئي مدرسي ومجتمعي. كما يمكن للمنظمات والمؤسسات المعنية اعتماده في الدورات التدريبية على التعليم البيئي، كما يمكن للوزارات تعميمه على المدارس والبناء عليه لتطوير المحتوى البيئي في المناهج التربوية».



ثلاثة أرباع أراضي العالم باتت «جافة بشكل دائم» خلال العقود الثلاثة الماضية

شجرة تذبل بسبب الجفاف في تشيلي (رويترز)
شجرة تذبل بسبب الجفاف في تشيلي (رويترز)
TT

ثلاثة أرباع أراضي العالم باتت «جافة بشكل دائم» خلال العقود الثلاثة الماضية

شجرة تذبل بسبب الجفاف في تشيلي (رويترز)
شجرة تذبل بسبب الجفاف في تشيلي (رويترز)

بات ما يزيد قليلاً على 75 في المائة من أراضي العالم «أكثر جفافاً بشكل دائم» على مدى العقود الثلاثة الماضية، وفق تقرير تدعمه الأمم المتحدة صدر، الاثنين، تزامناً مع مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) في السعودية.

وصارت الأراضي الجافة الآن تغطي 40 في المائة من مساحة اليابسة على الأرض، باستثناء القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا)، حسبما خلصت دراسة اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، محذرة من أن هذا التحول يمكن أن يؤثر فيما يصل إلى خمسة مليارات شخص بحلول عام 2100، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأظهر التقرير الذي يشير إلى «تهديد وجودي» تفرضه مسارات يتعذّر تغيير اتجاهها، أن الأراضي الجافة، المناطق التي تصعب زراعتها، زادت بمقدار 4.3 مليون كلم مربع بين عامي 1990 و2020، وهي مساحة تعادل ثلث مساحة الهند.

تحذيرات من «القحط»

وجاء التحذير خلال اجتماع مؤتمر «كوب 16» الذي بدأ الأسبوع الماضي في الرياض ويستمر 12 يوماً، بهدف حماية الأراضي واستعادتها والاستجابة إلى الجفاف في ظل تغير المناخ المستمر.

ويحذّر التقرير من أن القحط، وهو نقص مزمن في المياه، يمتد الآن على 40.6 في المائة من كتلة اليابسة على الأرض، باستثناء القارة القطبية الجنوبية، مقابل 37.5 في المائة قبل 30 عاماً.

أشخاص يسيرون عبر جزء من نهر الأمازون تظهر عليه علامات الجفاف في كولومبيا (أ.ب)

كما يحذّر من أن المناطق الأكثر تضرراً تشمل الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط وجنوب أفريقيا وجنوب أستراليا وبعض مناطق آسيا وأميركا اللاتينية.

وقال الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إبراهيم ثياو: «على عكس الجفاف -فترات مؤقتة من انخفاض هطول الأمطار- يمثّل القحط تحولاً دائماً لا هوادة فيه».

وأضاف أن «المناطق المناخية الأكثر جفافاً التي تؤثر الآن في أراضٍ شاسعة في جميع أنحاء العالم لن تعود إلى ما كانت عليه، وهذا التغيير يعيد تعريف الحياة على الأرض».

«أسوأ سيناريو»

وأضاف التقرير أن التغييرات تُعزى إلى حد كبير إلى الاحتباس الحراري العالمي الناجم عن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري التي تغيّر هطول الأمطار وتزيد من نسب التبخر.

وتشمل آثار نقص المياه المزمن تدهور التربة وانهيار النظام البيئي وانعدام الأمن الغذائي والهجرة القسرية، وفقاً للعلماء.

وحسب التقرير، يعيش بالفعل 2.3 مليار شخص في مناطق جافة تتوسع، مع توقعات تشير إلى أن «أسوأ سيناريو» يتمثّل في عيش 5 مليارات شخص في هذه الظروف مع استمرار ارتفاع درجة حرارة الكوكب.

ولمواجهة هذا الاتجاه، حثّ العلماء الأعضاء على «دمج مقاييس القحط في أنظمة مراقبة الجفاف الحالية»، وتحسين إدارة التربة والمياه، و«بناء القدرة على الصمود في المجتمعات الأكثر ضعفاً».