تونس تعتزم سداد ديون بـ 4 مليارات دولار في 2020

تونس تعتزم سداد ديون بـ 4 مليارات دولار في 2020
TT

تونس تعتزم سداد ديون بـ 4 مليارات دولار في 2020

تونس تعتزم سداد ديون بـ 4 مليارات دولار في 2020

كشف وزير المالية التونسي رضا شلغوم أن حجم الديون التي يتوجب على الدولة التونسية سدادها في 2020 تفوق 4 مليارات دولار. وأوضح الوزير في تصريحات إعلامية أن الدولة ستقوم بسداد ديون تعادل 11.9 مليار دينار تونسي (نحو 4.2 مليار دولار) وستضطر إلى اقتراض 11.4 مليار دينار لتمويل الموازنة.
وقال شلغوم مساء الجمعة: «جميع مشاريع التنمية تمويلاتها متوفرة، لكن النقاشات الآن حول تمويل الموازنة مع البنك الدولي ومع الجانب الياباني والألماني والاتحاد الأوروبي». وتابع الوزير: «نتوقع تمويلا أيضا عبر برنامج التمويل الحالي مع صندوق النقد، وباقي التمويلات ستكون عبر السوق المالية العالمية». ويقوم صندوق النقد الدولي بتمويل برنامج إصلاح اقتصادي للديمقراطية الناشئة في إطار «تسهيل الصندوق الممدد» منذ 2016 بقيمة 2.9 مليار دولار. وقد صرف حتى الآن ما قيمته 1.6 مليار دولار لتونس.
ويهدف هذا البرنامج إلى الحد من الاختلالات الاقتصادية الكلية، وضمان الحماية الاجتماعية الكافية، وتعزيز النمو الذي يقوده القطاع الخاص وخلق فرص العمل.
وأشار الوزير إلى تحسن المؤشرات المالية بعد إقرار إصلاحات مكنت من تخفيض عجز الموازنة من 6.1 في المائة في عامي 2016 و2017. إلى نسبة 4.8 في المائة في 2018، مع توقع نسبة 3.5 في المائة العام الحالي، وهي أقل نسبة منذ عام 2011.
ويتوقع تقرير صندوق النقد الدولي حول «الآفاق الاقتصادية العالمية في 2019» نموا بنسبة 1.5 في المائة لتونس في 2019. و2.4 في المائة في 2020. و4.4 في المائة في 2024.
ومن جهة أخرى، أكد محافظ البنك المركزي التونسي مروان العباسي، أن قرار مجموعة العمل المالي إخراج تونس رسميا من القائمة السوداء لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، سيمكنها في الفترة القادمة من جذب استثمارات طويلة المدى وذات فاعلية.
وقال العباسي في مؤتمر صحافي الجمعة، إن خروج تونس من قائمة الدول الخاضعة لمتابعة العمل المالي له تأثير هام من ناحية تقييم تونس لدى وكالات التصنيف والمنظمات والهيئات الأجنبية.
من جانبه، أكد وزير العدل التونسي محمد كريم الجموسي، أن خروج تونس من قائمة الدول الخاضعة لمتابعة العمل المالي يعد حدثا هاما؛ نظرا لانعكاساته الإيجابية على تطوير الاقتصاد التونسي ودفع الاستثمارات القائمة على تعزيز عنصر الثقة والشفافية والتزام تونس ومطابقتها للمعايير التي وضعتها مجموعة العمل الدولي. وقال إن التحسن الذي طرأ على المنظومة القانونية المتعلقة بمكافحة الإرهاب ومنع غسل الأموال ساهم بشكل كبير في نجاح تونس من الخروج من قائمة الدول الخاضعة لمتابعة العمل المالي.
يذكر أن مجموعة العمل المالي (فاتف) كانت قد أدرجت تونس منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2017 ضمن قائمة الدول عالية المخاطر وغير المتعاونة، إلا أنها أخرجتها من القائمة ذاتها في 18 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.
وتتمثل مهام المجموعة بوضع المعايير وتعزيز التنفيذ الفعال للتدابير القانونية والتنظيمية والتشغيلية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وتمويل انتشار التسلح، والتهديدات الأخرى ذات الصلة بنزاهة النظام المالي الدولي، وتعمل أيضا بالتعاون مع جهات دولية معنية أخرى على تحديد مواطن الضعف على المستوى الوطني بهدف حماية النظام المالي الدولي من الاستغلال من خلال عمليات التقييم المتبادل.



بنك إنجلترا يحذر من تأثير زيادة الحواجز التجارية على النمو العالمي

بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)
بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)
TT

بنك إنجلترا يحذر من تأثير زيادة الحواجز التجارية على النمو العالمي

بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)
بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)

حذر بنك إنجلترا يوم الجمعة من أن زيادة الحواجز التجارية قد تؤثر سلباً على النمو العالمي وتزيد من حالة عدم اليقين بشأن التضخم، مما قد يتسبب في تقلبات في الأسواق المالية.

وقال بنك إنجلترا، دون الإشارة بشكل خاص إلى فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، إن النظام المالي قد يتأثر أيضاً بالاضطرابات في تدفقات رأس المال عبر الحدود وانخفاض القدرة على تنويع المخاطر، وفق «رويترز».

وأضاف أن «انخفاض التعاون الدولي في مجال السياسات قد يعوق تقدم السلطات في تحسين مرونة النظام المالي وقدرته على امتصاص الصدمات المستقبلية».

وفي حين أظهرت الأسر والشركات والبنوك في المملكة المتحدة أنها في حالة جيدة، فإن القطاع المالي في البلاد يواجه مخاطر «ذات أهمية خاصة» نظراً لانفتاح الاقتصاد البريطاني.

ومن بين التهديدات الأخرى ارتفاع مستويات الدين العام في العديد من الاقتصادات في مختلف أنحاء العالم. وقال التقرير إن «حالة عدم اليقين والمخاطر التي تهدد التوقعات قد زادت».

وأضاف بنك إنجلترا أنه لا يزال يعتقد أن التقييمات والعوائد في الأسواق المالية «عرضة لتصحيح حاد» بسبب المخاطر التي تهدد النمو والتضخم وعدم اليقين بشأن أسعار الفائدة. وحذر من أن مثل هذا التصحيح قد يتفاقم بسبب نقاط الضعف المستمرة في التمويل القائم على السوق وقد يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض للأسر والشركات في المملكة المتحدة.

وأشار إلى أن أحدث اختبارات المرونة التي أجراها على البنوك البريطانية أظهرت أنها تتمتع برأس مال جيد وسيولة وفيرة. لكن المؤسسات المالية غير المصرفية، مثل صناديق التحوط، لا تزال عرضة لصدمات مالية مفاجئة، وأنه ليس بإمكان جميع هذه المؤسسات الوصول إلى التمويل الضروري في أوقات الأزمات. وأوضح أن القطاع المتنامي للمؤسسات المالية غير المصرفية قد عزز من مرونته، إلا أن اعتماده على التمويل البنكي في أوقات الأزمات قد يؤدي إلى «مخاطر أكبر على الاستقرار المالي».

وعلى خلاف اختبارات الضغط التقليدية التي تركز على كيفية تأثر ميزانيات البنوك والمؤسسات المالية الأخرى خلال الأزمات، استعرض اختبار بنك إنجلترا الشامل كيف يمكن لتصرفات شبكة كاملة من المؤسسات المالية، بما في ذلك البنوك وصناديق التحوط وشركات التأمين والمقاصة المركزية، أن تُفاقم الصدمات الاقتصادية.

وتصور السيناريو الافتراضي حالة من «تفاقم التوترات الجيوسياسية» التي تؤدي إلى صدمة سوقية مفاجئة وشديدة. وقد يصبح هذا السيناريو أكثر احتمالاً بعد فوز ترمب، حيث هدد مراراً بفرض رسوم جمركية على الواردات الأجنبية، مما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات التجارية والسياسية مع دول مثل الصين.

وقد أظهرت نتائج اختبار بنك إنجلترا المخاطر المستمرة في قطاع المؤسسات المالية غير المصرفية، حيث تتوقع العديد من هذه المؤسسات أن تتمكن من الاعتماد على تمويل «الريبو» من البنوك، وهو أمر قد يكون غير متاح في حالات الأزمات.

كما أشار إلى أن سوق سندات الشركات بالجنيه الاسترليني ستواجه ضغطاً كبيراً، حيث ستضطر الصناديق التي تحاول جمع السيولة إلى بيع السندات في سوق متهالك، مما يؤدي إلى «قفزة نحو عدم السيولة» مع قلة المشترين.

ورغم أن هذا الاختبار الشامل كان يهدف بشكل أساسي إلى توعية المؤسسات المالية بالمخاطر المحتملة بدلاً من اتخاذ إجراءات سياسية مباشرة، أكد بنك إنجلترا أن استنتاجاته تدعم الجهود الدولية لفهم وتنظيم القطاع غير المصرفي المتنامي. ويشمل ذلك المراجعات المتزايدة من قبل المنظمين في مختلف أنحاء العالم للقطاع الذي يمثل الآن حوالي نصف النظام المالي العالمي، بعد عدة حوادث تطلبت دعماً لهذه المؤسسات في السنوات الأخيرة.

وفي المستقبل، يخطط البنك المركزي لإجراء اختبارات مرونة كاملة للبنوك كل عامين اعتباراً من عام 2025، وذلك لتقليل العبء الإداري على المقرضين والسماح للبنك بالتركيز على المخاطر المالية المحتملة الأخرى. وسيتم إجراء اختبارات معيارية أقل تفصيلاً حسب الحاجة بين تلك السنوات.

واحتفظ بنك إنجلترا بمتطلب رأس المال المعاكس للتقلبات الدورية (CcyB)، أو متطلب رأس المال «للأيام الممطرة» للبنوك التي يمكن السحب منها في الأوقات العصيبة، عند مستوى محايد بنسبة 2 في المائة.