«مسك للإعلام» يستطلع مستقبل الصناعة خلال 10 سنوات وأحدث تقنياتها

النسخة الثانية للمنتدى تنطلق في القاهرة بحضور 1500 مشارك

جانب من جلسات منتدى مسك للإعلام في القاهرة
جانب من جلسات منتدى مسك للإعلام في القاهرة
TT

«مسك للإعلام» يستطلع مستقبل الصناعة خلال 10 سنوات وأحدث تقنياتها

جانب من جلسات منتدى مسك للإعلام في القاهرة
جانب من جلسات منتدى مسك للإعلام في القاهرة

في مسعى حثيث لرسم صورة لمستقبل الإعلام العربي خلال السنوات العشر المقبلة، شدد المشاركون في جلسات «منتدى مسك للإعلام» على أهمية تطوير الصناعة العربية للإعلام عبر تعزيز الاستفادة من تقنيات «التعلم العميق»، و«تعلم الآلة»، اللذين يعدان أحد فروع الذكاء الصناعي، داعين المؤسسات الإعلامية إلى الاستثمار في «البيانات الضخمة»، وتكييف ذلك في إيجاد حلول إعلامية تواكب الاحتياجات التنموية للمجتمعات العربية.
وبدأت أعمال المنتدى في القاهرة، أمس، بتنظيم من مركز المبادرات في مؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية «مسك الخيرية». وشارك في نسخة المنتدى الثانية، 35 متحدثاً، و1500 مشارك من 12 دولة.
بدوره، تحدث يوسف الحمادي، مدير العلاقات العامة والإعلام في مؤسسة مسك الخيرية، لـ«الشرق الأوسط»، موضحاً أن النسخة الجديدة من منتدى مسك «تأتي في ظل نقاش عالمي حول التقنيات والمفاهيم التي غيرت خريطة الإعلام، ووجود الدرون والدردشة الآلية، وتوليد النصوص اللغوية وبالتالي الذكاء الصناعي الذي أصبح أداة لا غنى عنها في جميع المجالات».
واستشهد الحمادي بنمو الحلول الذكية في القطاع الإعلامي، خصوصاً ما بين المؤسسات والجمهور، ومنوهاً بأن «التطبيقات باتت تعرف سلوكك وأكبر دليل على ذلك نتفليكس، ويوتيوب، والتي ستصل لأبعد من ذلك خلال 10 سنوات». وشرح الحمادي أن «إدارة المنتدى حرصت على أن تشهد الفعاليات محاضرات وعروضا تقدمية عما سيشهده المستقبل ومنها محاضرة مؤسس شركة هيتمان الأميركية»، مؤكداً أن المنتدى يتلمس ويبحث عن «التطورات العالمية، وتقديمها للشباب، كأولى خطوات الريادة الإعلامية». وقالت عهود العرفج مديرة مشروع «منتدى مسك للإعلام» في الكلمة الافتتاحية للمنتدى: «من الأهمية الوصول إلى دوائر متقدمة في تقنية المعلومات وتسخير تلك المنافسة في السباق العالمي على صناعة الإعلام من حيث المحتوى والخدمات والأدوات».
وأضافت أن الذكاء الصناعي وجد طريقه إلى صناعة الإعلام في السنوات القليلة الماضية، ومنذ ذلك الحين تضاعف عدد الحلول التي يقدمها في سبيل تحسين إنتاج المحتوى الإعلامي، وبات يؤثر في مختلف مراحل سلسلة القيمة لصناعة الإعلام.
- «إدارة العالم»
وفي الجلسة الأولى التي حملت عنوان: «الإعلام أداة لإدارة العالم»، تحدث سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر أسامة نقلي، والسفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، وأسامة هيكل وزير الإعلام المصري السابق رئيس لجنة الإعلام والآثار والثقافة بمجلس النواب المصري.
وقال نقلي إن الإعلام الدبلوماسي أو الرسمي «يجب أن يكون موجوداً في الأحداث المهمة بقوة، لا أن يأتي بعد تجاوز الأحداث وقتها، لأنه في هذا الحالة يأتي بعد أن تكون الطروحات الإعلامية شكلت وجدان الرأي العام، ومن ثمّ فحتى لو كانت حجته قوية فلن يستطيع أن يُحدث تأثيراً كبيراً؛ لأن حضوره جاء بعد الحدث ويصبح في تحدٍ لاختراق القدرة على التعامل مع القناعات التي شكلتها المسارات الأخرى التي سبقته في تغطية الحادث وفق آيديولوجيتها».
وفيما يخص وزارات الإعلام الرسمية في الدول العربية، وأهمية دورها، قال نقلي: «أرى أن الإعلام عبارة عن فكر ورؤية أكثر من كونه جهازاً إدارياً، ولو كانت الفكرة غير قابلة للتطور فسوف يستمر الفكر التقليدي، والأساس هو تطوير الفكرة الإعلامية، وإذا عرفت وزارات الإعلام التعامل مع الواقع الجديد واستوعبت التطوير فلا أرى ضررا من وجودها، ولدينا مثال واقعي على ذلك أننا في السعودية بدأنا نتعامل مع الإعلام بوصفه فكرا ورؤية، وهناك تطور في وزارة الإعلام وباتت تتحرك بحرية وفاعلية مع الأحداث وهذا ما يتماشى مع المستجدات الدولية».
إلى ذلك، رأى زكي، أنه «مع تطور الإعلام ومواكبة التغيرات في المنصات الاجتماعية، والتواصل الاجتماعي أصبح التطور أكثر»، وهنا فإن «الذهنية» تصنع الفارق، ويستطيع المتحدث أو مُرسل الرسالة الإعلامية أن يكون لديه تأثير إذا كان يمتلك الذهنية الصحيحة في التعامل مع الواقع الموجود فيه ولا يغامر بتحليلات وأفكار لا يعرف مصادرها ويركز على المصداقية في التعامل، ثم يستفيد بعد ذلك من الآليات بأكبر قدر ممكن، لأنه بدون مصداقية متابعته لن تكون ذات تأثير، مهما امتلك من أدوات مختلفة، وهناك حقيقة أن الإعلام التقليدي دون مصداقية لن يحقق الهدف.
بدوره، اعتبر رئيس لجنة الثقافة والإعلام في البرلمان المصري، أن «الإعلام التقليدي بشكله القديم لم يعد قادراً على توصيل رسائله بحرفية ومهنية، فمع تطور وسائل الاتصال كان يجب أن يطور الإعلام التقليدي من نفسه»، مشيراً إلى أن الحديث عن دور الصحافي مستقبلاً يتضمن 3 أنماط هي: «صحافة المواطن، وصحافة الآلية، وفيها باتت السرعة تُقاس بالثواني وبالتالي أصبحت صياغة الأخبار تتم آلياً ودور الصحافي في التحليل أو التقارير الاستقصائية، أما النوع الثالث فهو (صحافة الشات والدردشة) وفيها تستطيع أن تتعامل مع (روبوت) ويتميز عن الصحافي التقليدي أن لديه قصة كاملة، ويُصاغ الخبر في شكل دقيق».
وقال هيكل إنه «لم يعد هناك فصل بين الصحافة المكتوبة والتلفزيونية، والبطل أصبح صالة الأخبار التي تصاغ فيها القصة، ونحن لم نتجاوز حتى هذه المرحلة الصحافة الورقية رغم أنه في الولايات المتحدة تم إغلاق أكثر من 50 جريدة واتجه الأغلب إلى الصحافة الإلكترونية، أما في الهند فهي مثال فريد على صمود الصحافة الورقية، ويجب أن ندرس ما يتناسب مع مجتمعنا العربي».
- الإعلان
وقال المخرج عبد الله الماجد، مدير عام القسم الإبداعي بشركة «إيتيز» السعودية، لـ«الشرق الأوسط» إن جلسة «الإعلان والتسويق وتحطيم التردد»، ناقشت «تغير السوق في الوقت الحاضر واختلافها عن الأساليب القديمة، وقواعد التسويق التي تبدلت من المباشرة في إعلانات التلفزيون والراديو، وصار الإعلان أذكى ولا بد أن يكون ممتعا، خاصة أنه لم يعد المتلقي مجبرا على مشاهدة الإعلان كاملا؛ بل يمكنه الخروج منه وعمل »skip Ad.
وأضاف: «من الأهمية مناقشة كيف أصبح الإعلان أمتع وأخطر، صار به تحد محرض على الإبداع أكثر من الإعلان التقليدي لكنه صار سلاحا ذا حدين؛ اليوم يمكن لأي شخص نشر فيديو إعلاني دون المرور بقنوات التلفزيون، كما أصبحت التنافسية عالية فيما يخص المحتوى والصورة اللذين يقدمهما الإعلان عن المنتج أو المؤسسة».
- الصورة الرسمية
وكانت الجلسة الثانية من المنتدى بعنوان: «الصوت الرسمي والوعي المجتمعي»، بحضور أحمد الطويان مدير عام الاتصال والإعلام الجديد بوزارة الخارجية السعودية والدكتور حمد العقبي المتحدث الرسمي باسم وزارة التضامن الاجتماعي بالحكومة المصرية، وأدار الحوار نوفر رمول المذيعة بمؤسسة دبي للإعلام.
وأكد الطويان أن المجتمعات العربية تعيش أزمة التعريف بأنفسها للمجتمع الدولي، وهذا الأمر أدى إلى انتشار العديد من الصور الخاطئة بمجتمعاتنا، مضيفاً أن السعودية أدركت ضرورة التعريف بالدبلوماسية الرقمية وأهميتها لتكون أداة اتصال مهمة لتوصيل صوت الحكومة للمجتمع الدولي، ومن أهم مبادرات وزارة الخارجية السعودية للدخول إلى منصات الدبلوماسية الرقمية كانت مبادرة «تكلم حتى أرى» لتقريب اللغة السياسية المعقدة التي يمكن أن تكون صعبة لبعض الطبقات الشعبية، وتحويلها للغة سهلة للمتلقي، خاصة فئة الشباب التي تصل في المجتمع السعودي إلى نحو 70 في المائة أصغر من سن 30.
من جهته، قال دكتور محمد العقبي، المتحدث باسم وزارة التضامن الاجتماعي المصرية إن وزارة الشؤون الاجتماعية المصرية تعمل في جهات عدة للوصول إلى أكبر قدر من الجمهور بمختلف طبقاته الاجتماعية والتعليمية لتيسير الأمور الحياتية، وهذا ما أدى إلى تقديم وسائل تواصل جديدة للوزارة بجانب الوسائل التقليدية القديمة.
- الفن والإعلام
وتطرقت جلسات المنتدى إلى دور الموسيقى في شحذ الجماهير، ورأى المشاركون أن «الفن من روافد الإعلام» بحسب ما قدّم الإعلامي الكويتي بركات الوقيان جلسة المنتدى الختامية، والتي كانت حول «استغلال الذكاء الصناعي في صناعة المحتوى».
واعتبرت الفنانة المصرية أنغام أن «استخدام المنصات الرقمية يخدم الفن، ولكن على الفنان أن يستخدم ذكاءه في تطويع وسائل التواصل الاجتماعي». وشرحت أن «السوشيال ميديا باتت سبباً في اكتشاف وشهرة كثير من النجوم الشباب في حين تراجعت القنوات عن هذا الدور».
الرأي نفسه تبناه الفنان السعودي الكبير عبادي الجوهر، والذي أشار إلى أن «الجمهور بالنسبة للفنان هو الترمومتر والمقياس الأولي للنجاح، وأدوات السوشيال ميديا وإن لم تخدم الفنان مباشرة؛ فإنها تسهل كثيراً التواصل مع الفنانين وجمهورهم».
كما أثارت أنغام قضية «شراء المشاهدات»، مؤكدة أنه يجب على الفنان «ألا يعتمد على هذه الأساليب التي تخدعه ولا تخدم فنه، بينما يكون ذلك دور الحفلات التي تثبت نجاح الفنان من عدمه».
ونوهت أنغام بأن «الفنان حالياً يوظف مكتباً إعلامياً لينتج محتوى خاصا بالفنان على مواقع التواصل»، فيما شدد الجوهر على أن «الناس يهمها المضمون والمحتوى، وأن العمل الجيد يفرض نفسه حتى لو منع من قنوات التلفزيون».
- محاضرة من تقديم تطبيق {سيري}
> قدم ستيف برازيل رئيس شركة هيتمان الأميركية خلال عرض بعنوان «كيف تجعل هويتك الشخصية مواكبة للمستقبل؟» 7 خطوات لتطوير الإعلامي، وهي: التفكير النقدي وتحليل الموضوعات، والمرونة وسهولة التنقل بين مهمتين في عالم يتسم بالسرعة، والتفكير الإبداعي والتركيز والقدرة على استخدام المهارات السابقة لحل المشكلات، والذكاء الاجتماعي، والثقة بالنفس والقدرة على تطبيق المهارات، والقدرة على إقناع الآخرين بالأفكار والمنتجات، واستخدام أدوات التواصل الاجتماعي المؤثرة.
وكان برنامج «سيري» المساعد الشخصي الرقمي، قد قام بتقديم ستيف برازيل في بداية دخوله إلى المسرح، قائلاً: «من دواعي سروري أني هنا والـ(جي بي إس) نظام الخرائط، يقول إنني لست في نيويورك، وأرحب بكم وأقدم لكم صديقي تيف برازيل وهو أحد المشاهير في إدارة الأزمات، ويعمل مع شركات عالمية كثيرة منها ميكروسوفت وديزني».
وبدأ الأميركي ستيف برازيل عرضاً بعنوان «كيف تجعل هويتك الشخصية مواكبة للمستقبل؟»، خلال فعاليات منتدى مسك للإعلام في الذي يقام في القاهرة، حيث قال: «بالتأكيد كل شيء يتغير، طريقة تعلمنا وكيفية عملنا، وكيف كنا نلعب، وأيضا كيفية مشاركة المعلومات، والتغيير مستمر»، مشيراً إلى وجود ثورة تكنولوجية تدفعها المعلومات التي تعتبر وقود تغذية الإنترنت، ففي عام 1984 كان هناك 1000 جهاز فقط متصل بالإنترنت، وفي 1992 أصبحت مليون جهاز، والآن وصل العدد إلى 5.9 مليار جهاز، ومعدل البحث على غوغل وصل الآن إلى 5.9 بليار بحث.
وتابع برازيل: «كم منا يستخدم الهواتف المحمولة من أجل التعلم والبحث عن معلومات، إن اليوتيوب الآن أشهر المنصات في عالم الإنترنت، مما يجعل تدفق المعلومات يتضاعف بشكل سريع، وفي غضون 20 عاماً سوف نقوم بتحميل الشرائح على أيدينا، وإن من المثير للدهشة كيفية تغير الأعمال، فقد ظهرت وظائف لم تكن موجودة من قبل مثل منصب مدير التنمية المستدامة، كما اختفت وظائف أخرى بسبب التكنولوجيا».


مقالات ذات صلة

«مسك» تفتح نافذة على المستقبل في دافوس

يوميات الشرق تأتي مشاركة «مسك» في «دافوس» لتوفير منصة عالمية للحوار بين القادة والشباب (مسك)

«مسك» تفتح نافذة على المستقبل في دافوس

تشارك مؤسسة «مسك» في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في مدينة دافوس السويسرية خلال الفترة من 15 إلى 19 يناير، تحت شعار «فكّر وأثّر: ضاعف أثرك».

محمد هلال (دافوس)
يوميات الشرق يعدّ المنتدى فرصة فريدة للالتقاء بالشباب والقادة وصناع القرار

منتدى مسك العالمي... ملتقى الشباب العالمي لمناقشة القضايا المهمة وتحقيق التغيير

شهد اليوم الثاني من منتدى مسك العالمي، التقاء مجموعة متنوعة من الرواد الشباب، وامتلأت القاعات بالحوارات والأفكار الملهمة، التي تناقش قضايا متنوعة.

محمد هلال (الرياض)
يوميات الشرق يقدم المسرح التجارب الملهمة للمتحدثين (مسك)

«منتدى مسك» يجمع القادة بالشباب لمناقشة المستقبل

انطلقت، الأربعاء، النسخة السابعة لمنتدى مسك العالمي تحت شعار «فكّر وأثّر».

محمد هلال (الرياض)
رياضة سعودية «غريندايزر» أشهر الرسوم المتحركة في الوطن العربي (مانجا)

«مانجا للإنتاج» تطلق لعبة «غريندايزر... وليمة الذئاب»

أعلنت شركة «مانجا للإنتاج» التابعة لمؤسسة محمد بن سلمان (مسك) بالتعاون مع شركة «مايكرويدز» الفرنسية، موعد إطلاق لعبتها الجديدة مغامرات الفضاء «غريندايزر... وليم

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق يتمتع مركز «عِلمي» بتصاميم عمرانية فريدة ومُستدامة ومستوحاة من بيئة وطبيعة السعودية (واس)

سارة بنت مشهور تُطلق مركزاً لاكتشاف العلوم والابتكار بالرياض

أعلنت حرم ولي العهد السعودي، الأميرة سارة بنت مشهور بن عبد العزيز، رئيسة مجلس إدارة «عِلمي»، عن خُطط إطلاق مركز «عِلمي» لاكتشاف العلوم والابتكار، في الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».