انتخابات رئاسية في أوج أزمة اقتصادية بالأرجنتين

توقعات بخسارة الرئيس ماكري أمام مرشح المعارضة

مؤيدون للرئيس الأرجنتيني المنتهية ولايته ماوريسيو ماكري (أ.ف.ب)
مؤيدون للرئيس الأرجنتيني المنتهية ولايته ماوريسيو ماكري (أ.ف.ب)
TT

انتخابات رئاسية في أوج أزمة اقتصادية بالأرجنتين

مؤيدون للرئيس الأرجنتيني المنتهية ولايته ماوريسيو ماكري (أ.ف.ب)
مؤيدون للرئيس الأرجنتيني المنتهية ولايته ماوريسيو ماكري (أ.ف.ب)

تجرى في الأرجنتين غداً (الأحد) انتخابات رئاسية يتنافس فيها نموذجان متناقضان لمواجهة أسوأ أزمة اقتصادية في البلاد منذ 17 عاماً، بينما يشهد عدد من دول أميركا الجنوبية اضطرابات سياسية واجتماعية.
ودعي 34 مليون ناخب إلى التصويت. وقال وزير الداخلية الأرجنتيني روخيليو فريخيريو إن النتائج الأولية ستعرف الأحد اعتباراً من الساعة 21.00 (23.00 بتوقيت غرينتش) والنتائج النهائية نحو منتصف ليل الأحد الاثنين (03.00 بتوقيت غرينتش).
وترجح استطلاعات الرأي فوز المعارض اليساري ألبرتو فرنانديز مع المرشحة لتولي منصب نائب الرئيس كريستينا كيرشنر، على الرئيس الليبرالي المنتهية ولايته ماوريسيو ماكري، وتوقع مراقبون خسارة ماكري أمام فيرنانديز.
وقالت وكالة «بلومبرغ» للأنباء اليوم السبت إن فرص إجراء جولة ثانية من التصويت في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل ضئيلة للغاية.
وكان ماكري قد نظم حشوداً ضخمة في الأسابيع الأخيرة، جابت مختلف أنحاء البلاد في محاولة لإبقاء آماله الانتخابية على قيد الحياة، لكن نظراً لأنه يفتقر إلى أكثر من 16 نقطة مئوية لتعويض حجم خسارته أمام فيرنانديز في انتخابات تمهيدية جرت في 11 أغسطس (آب)، فإن فرص فوزه تعد محدودة.
ويحتاج ماكري أن يتوجه الناخبون الذين لم يخرجوا في أغسطس الماضي إلى مراكز الاقتراع والمشاركة في الانتخابات المقبلة، كما أنه يحتاج أن يحول أنصار فيرنانديز ولاءهم لصالحه.
وتقدم ألبرتو فرنانديز ورئيسة البلاد السابقة (2007 - 2015) بـ17 نقطة على ماكري في الانتخابات التمهيدية التي جرت في أغسطس وتشكل اختباراً عاماً للاقتراع الرئاسي. وتشير استطلاعات الرأي إلى اتساع هذا الفارق إلى درجة يمكن أن تسمح بعدم تنظيم دورة ثانية.
وللفوز من الدورة الأولى يفترض أن يحصل المرشح على أكثر من 45 في المائة من الأصوات أو على أربعين في المائة وفارق عشر نقاط عن خصمه. وإذا تعادل المرشحان، ستنظم دورة ثانية في 24 نوفمبر.
وقال المدرس خوسيه مراد (44 عاماً) الذي شارك في آخر مهرجان انتخابي لفرنانديز وكيرشنر مساء الخميس في مار ديل بلاتا «ولد الأمل مجدداً (...) كريستيان وألبرتو يمثلان ذلك»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
ويرى آخرون أن عودة التيار البيروني إلى السلطة سيكون «كارثة». وقال أليخاندرو أرغيلو (53 عاماً) في آخر تجمع انتخابي لماكري في كوردوبا: «لن أنتخب فرنانديز وكيرشنر أبداً. تم اختبارهما من قبل».
وتشهد البلاد أزمة اقتصادية حادة من انكماش مستمر منذ أكثر من عام وتضخم كبير ودين هائل بينما تزايد الفقر.
وسعى فرنانديز إلى «طمأنة» الأرجنتينيين عبر استبعاد شبح أزمة اقتصادية شبيهة بتلك التي حدثت في 2001 عندما تم تحديد المبالغ التي يمكن سحبها من الأسواق وتحويل الودائع بالدولار إلى عملة البلاد بيزوس. وقال: «سنحمي مدخراتكم وسنهتم بودائعكم المصرفية بالدولار. لا داعي للقلق».
ومع عقود من التضخم وتراجع قيمة العملة المحلية، اعتاد الأرجنتينيون على اللجوء إلى الدولار. وتراجعت قيمة العملة الأرجنتينية بنسبة 70 في المائة منذ يناير (كانون الثاني) 2018.
وهذا الأسبوع أدى توتر الأسواق إلى تراجع جديد في سعر صرف البيزوس 5.8 في المائة وارتفع سعر صرف الدولار من 60.73 بيزوس الجمعة الماضي إلى 64.51 لدى الإغلاق.
وقال كريستيان غولان (23 عاماً) سائق سيارة الأجرة لوكالة الصحافة الفرنسية عند مدخل مكتب صيرفة: «أتيت لصرف بيزوس إلى الدولار لأنه نظراً إلى أن الانتخابات على الأبواب نعلم أن أسعار السلع سترتفع».
وقالت باربرة الطالبة في الـ29: «شراء دولارات صعب جداً. هناك بعض المناطق لم يعد الدولار متوفراً فيها وتضم عدداً كبيراً من السكان. هناك مناطق يصرف فيها الدولار في السوق السوداء بـ71 بيزوس».
وأطلق ماكري في منتصف 2008 في أوج فوضى نقدية برنامجاً ضريبياً صارماً بعدما قدم صندوق النقد الدولي 57 مليار دولار. وينتظر ماكري نتائج الانتخابات للتفاوض بشأن شريحة بقيمة 13 مليار دولار متبقية.
وقد رفع شعار «نعم نستطيع تحقيق ذلك»، ويدعو الناخبين إلى منحه الثقة، مؤكداً أن التحسن الاقتصادي وشيك بعد «تعزيز أسس السوق» بفضل برنامجه.
من جهته، اقترح ألبرتو فرنانديز على النقابات والحركات الاجتماعية هدنة من 180 يوماً لاستئناف النمو الاقتصادي. ومع تقدم فيرنانديز وماكري، تتوزع نسبة الـ15 في المائة من نوايا الأصوات على المرشحين الأربعة وفي مقدمتهم وزير الاقتصاد السابق روبيرتو لافانيا.
والانتخابات في الأرجنتين تأتي في وقت تشهد فيها أميركا الجنوبية توتراً كبيراً مع حركات احتجاجية في تشيلي وبوليفيا بعد أسابيع على المظاهرات التي نظمت في الأكوادور.



حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.