موريتانيا: سياسيون يتظاهرون تضامناً مع طلبة «حُرموا» من التعليم العالي

«قوى التقدم» طالب السلطات بوقف «القرار المعيب»

TT

موريتانيا: سياسيون يتظاهرون تضامناً مع طلبة «حُرموا» من التعليم العالي

نظم العشرات من النواب وقادة الأحزاب السياسية وشخصيات المجتمع المدني في موريتانيا، أمس، وقفة احتجاجية للتضامن مع مئات الطلبة، الذين أقصتهم وزارة التعليم العالي من التسجيل في مؤسسات التعليم العالي والجامعات.
وشارك في الوقفة، التي نظمت أمام وزارة التعليم العالي، نواب من المعارضة ورؤساء أحزاب من المعارضة والموالاة. وطالب المشاركون في الوقفة الحكومة بإنهاء معاناة الطلبة، والسماح لهم بالتسجيل في الجامعات، بحسب تقرير أوردته وكالة الصحافة الألمانية أمس.
وكانت وزارة التعليم العالي قد حظرت بقرار نحو 800 طالب، حصلوا على شهادة الثانوية العامة في 2019 من التسجيل في مؤسسات التعليم العالي والجامعات لأن أعمارهم تجاوزت 25 عاماً. وقد اتخذت الوزارة هذا القرار العام الماضي. لكنها بدأت تطبيقه هذا العام الدراسي؛ وهو ما أثار موجة احتجاجات كبيرة للطلبة ولمتضامنين معهم رفضاً للقرار.
وأقدمت قوات الشرطة على قمع الطلبة قمعاً عنيفاً في الأيام الماضية؛ ما أثار سخطاً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي. في حين قالت الوزارة، إن مؤسسات التعليم العالي لا تستطيع استيعاب جميع الحاصلين على الثانوية العامة؛ وهو ما دفع بعض النشطاء إلى المطالبة بإقالة وزير التعليم العالي.
ورفع المتظاهرون شعارات تنتقد قرار وزير التعليم العالي، وطالبوا بتمكينهم من متابعة الدراسة الجامعية. في حين ندد عدد من السياسيين والبرلمانيين بقمع الشرطة للطلاب قبل يومين أمام وزارة التعليم العالي.
وقال إبراهيم ولد البكاي، زعيم مؤسسة المعارضة، إن قمع الطلاب «أمر مرفوض»، محذراً من الاستمرار في تجاهل مطالب الطلاب. داعياً الوزير إلى التراجع عن قراره وتسجيل الطلاب، بحجة أنه لا يمكن تطبيق قرار من هذا النوع.
من جهته، وصف رئيس حزب اتحاد قوى التقدم محمد ولد مولود، قرار وزارة التعليم بـ«الجائر وغير المنطقي». وقال إن قرار وزارة التعليم «جائر وغبي وغير منطقي، ولا يمكن فرضه على الطلاب، وسنسعى في البرلمان لرفضه... يبدو أن الدولة غير مستعدة على ما يبدو للإنفاق في التعليم؛ ولذلك لا تريد تسجيل جميع طلاب الباكالوريا». مضيفاً أن هذا القرار «يبدد كل الآمال بشأن سياسية الحكومة».
بدوره، عبر اسغير ولد العتيق، النائب عن حزب التحالف الشعبي التقدمي، عن رفضه للقرار وتضمانه مع الطلاب. في حين دعا رئيس حزب «الصواب» والنائب البرلماني عبد السلام ولد حرمه، تصحيح هذا القرار الذي وصفه بـ«الظالم». وقال بهذا الخصوص: «قمع الطلاب مرفوض... ويجب البحث عن حل وتسجيل الطلاب، وعلى الوزير أن يفهم هذه الرسالة قبل أن تأتيه رسائل أكثر وضوحاً، وأكثر ضرراً على المناخ الذي نأمل أن ندخله».
في سياق ذلك، شدد حزب «اتحاد قوى التقدم» على إدانته واستنكاره لما أسماه «القمع الوحشي»، الذي تعرض له الطلاب الممنوعون من التسجيل في مؤسسات التعليم العالي. ووصف في بيان صادر عنه قرار وزير التعليم العالي بأنه «معيب»، وطالب بإلغائه. وأكد البيان على تضامن الحزب مع الطلاب «في نضالهم السلمي حتى ينالوا حقوقهم المشروعة، فالتعليم حق للجميع».
وأضاف البيان، أن الحزب فوجئ «بإصرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على تطبيق قرارها الجائر»، مشيراً إلى أنه يأتي في ظل تأكيد الرئيس محمد ولد الغزواني على أن التعليم «أولى أولوياته».
وشارك رئيس الحزب محمد ولد مولود في الوقفة الاحتجاجية، التي تم تنظيمها صباح أمس أمام وزارة التعليم العالي تضامناً مع الطلاب الممنوعين من التسجيل بالجامعة. ووصف ولد مولود، وهو أستاذ جامعي ونائب برلماني، قرار وزير التعليم العالي بأنه «جائر»، مشيراً إلى مساعٍ لرفض القرار على مستوى البرلمان.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».