غانتس يتصل مع رؤساء 14 حزباً ضمن جهوده لتشكيل حكومة

TT

غانتس يتصل مع رؤساء 14 حزباً ضمن جهوده لتشكيل حكومة

في أول خطوة أقدم عليها بعد تسلمه كتاب التكليف، أجرى رئيس حزب الجنرالات، بيني غانتس، سلسلة اتصالات هاتفية مع 14 رئيس حزب، هم رؤساء جميع الأحزاب الممثلة في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، باستثناء حزب التجمع الوطني العربي. وقال مفسرا خطوته إنه اتصل مع الأحزاب التي يراها ملائمة لحكومته مع أنه واثق من أن قسما منها لن يدخل الائتلاف. وحاول غانتس ترتيب لقاءات مع رؤساء هذه الأحزاب للتشاور حول موقفها من تشكيل الحكومة القادمة وخطر إجراء انتخابات جديدة.
وكان أول من اتصل به هو رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، فأكد له أنه يريده شريكا معه في حكومة وحدة ليبرالية واسعة. لكن نتنياهو أوضح أنه لن يدخل ائتلافا من دون حلفائه في الأحزاب الدينية. فطلب منه أن يلتقيه للحديث في الموضوع، فأجابه: سأعود إليك بجواب مناسب قريبا. وتكلم غانتس أيضا مع أيمن عودة رئيس القائمة المشتركة، إضافة لرئيسي حزبين عربيين آخرين في هذه القائمة، هما: أحمد الطيبي، رئيس الحركة العربية للتغيير، ومنصور عباس، رئيس الحركة الإسلامية - الشق الجنوبي. وقد تجاوب معه رؤساء الأحزاب اليسارية والعربية وتم ترتيب لقاءات معهم في الأسبوع المقبل، فيما أبلغه رؤساء أحزاب اليمين والأحزاب الدينية بأنهم مستعدون للقائه ولكنهم يؤكدون له من الآن أنهم ملتزمون باتفاق مع نتنياهو أن يخوضوا مفاوضات الائتلاف من خلال حزب الليكود.
وكان غانتس قد ألقى خطابا حدد فيه ما يريده من حكومته القادمة، فقال إن حكومته ستسعى أولا وقبل كل شيء لأجل استقرار الحكم واتخاذ القرارات الضرورية السريعة لمنع تدهور الاقتصاد، وإقرار الموازنة العامة، وجعل إسرائيل دولة طبيعية تعمل لأجل مصالحها في الأمن والاقتصاد والسياسة الدولية والإقليمية. بيد أن أبرز ما لفت النظر هو هجومه الخفي على نتنياهو والغمز واللمز ضده، وتحذيره من تغليب مصالحه الذاتية، فقال: «في هذا المقام المهم، يجب على المرء أن يحذر من أولئك الذين لا يرون أمام أعينهم سوى مصالحهم الشخصية. وأضاف: «أي شخص سيقود إسرائيل لانتخابات مدمرة ثالثة أخرى من أجل مصالحه الشخصية، سينتهي به الأمر ويختفي من الخريطة السياسية. فعلينا أن نتصرف بمسؤولية حيال المواطنين وتجنب انتخابات جديدة»، مؤكدا أن ثمة مكانا «لجميع مكونات المجتمع الإسرائيلي في حكومتي».
بالتوازي، باشر طاقم مفاوضات حزب غانتس، بلقاءات مع ممثلي الأحزاب، عارضا تشكيل حكومة وحدة ليبرالية، ليكون اللقاء الأول مع وفد الليكود. ورغم فرصه الضئيلة بالنجاح في المهمة، أعلن غانتس أنه متفائل. وسيستغل مهلة الـ28 يوما لخوض التحدي بتشكيل الحكومة. لكن نتنياهو بادر إلى تكبيل يدي غانتس، إذ اجتمع، أمس، مع قادة الأحزاب المشكلة لكتلة اليمين «البيت اليهودي»، «اليمين الجديد»، «شاس» و«يهدوت هتوراه»، في مكتب رئيس الحكومة في مدينة القدس الغربية، لتنسيق المواقف قبل خوض جولة جديدة من المفاوضات. وجاء في بيان صدر عن الليكود، في أعقاب الاجتماع، أنه تم الاتفاق على أن يواصل عضوا طاقم المفاوضات، الوزيران زئيف إلكين وياريف ليفين، تمثيل كتل اليمين جميعها في المفاوضات مع «كحول لفان». وجدد نتنياهو، بحسب البيان، دعوته إلى استئناف المفاوضات بالاستناد إلى الخطة التي طرحها رئيس الدولة، رؤوبين رفلين، وتقضي بأن يتولى نتنياهو، رئاسة الحكومة المقبلة، ولكن في حال تعذّر عليه القيام بمهامه، بسبب تقديم لائحة اتهام ضده، سيتنحى ويتولى غانتس رئاسة الحكومة مكانه.
وفي حديثه للصحافيين قال الوزير السابق، نفتالي بينيت (اليمين الجديد): «سنفعل كل ما هو ممكن لتشكيل حكومة وحدة واسعة، ومنع انتخابات جديدة. المواطنون الإسرائيليون لن يغفروا لأولئك الذين يدفعون نحو انتخابات للمرة الثالثة».
يذكر أن غانتس يعمل على تشكيل حكومة أقلية، كتهديد لليكود وحلفائه، يكون فيها ائتلافه من 47 نائبا (33 كحول لفان و8 أفيغدور ليبرمان و6 حزب العمل)، مسنودين من الخارج بـ18نائبا (القائمة المشتركة 13 وميرتس 5 نواب). ويهاجمه الليكود بسبب ذلك، على خلفية عنصرية بدعوى أنه «يسلم مصير الدولة العبرية لنواب عرب معادين للدولة». وقد اتفق غانتس على جلسات عمل مع رؤساء هذه القوائم في الأسبوع القادم، وسيخصص عدة جلسات مع ليبرمان حتى يوافق على هذا المسار.
وينتظر غانتس نتائج البحث الذي يجريه المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، لملفات الفساد التي تواجه نتنياهو. فإذا قرر توجيه لائحة اتهام ضده، يفترض أن تتغير حسابات الأحزاب المختلفة. ولكن غانتس يخشى ألا ينهي مندلبليت أبحاثه في غضون هذه الفترة.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.