موجز أخبار

TT

موجز أخبار

باكستان والهند توقعان اتفاق ممر كارتاربور الحدودي
إسلام آباد - «الشرق الأوسط»: وقّعت باكستان والهند على اتفاق، من شأنه فتح ممر يسمح لزوار الأماكن المقدسة من أفراد طائفة السيخ، بزيارة أحد أهم الأضرحة، على الرغم من التوترات بين البلدين بشأن إقليم كشمير. وقد صمد المشروع، الذي وُصف بأنه ممر للسلام، أمام تدهور العلاقات بين الجارتين النوويتين، منذ أن ألغت الهند الوضع الدستوري الخاص بالجزء الخاص بها من كشمير. ويهدف الممر إلى السماح لزوار الأماكن المقدسة من الهند بزيارة «كارتاربور صاحب» في إقليم البنجاب بشرق باكستان. وقال محمد فيصل، المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية، أمس (الخميس): «لقد قمنا اليوم بتوقيع اتفاق كارتاربور مع الهند». ويسمح الاتفاق بأن يقوم ما يصل إلى 5000 شخص، بزيارة المكان على مدار الأسبوع. ويمكن للزوار البقاء من الفجر حتى الغروب بعد دفع رسوم الخدمة. ومن المقرر أن تصل المجموعة الأولى من الزوار من الهند في 9 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وهو اليوم الذي من المقرر أن يفتتح فيه رئيس الوزراء عمران خان الممر.

ترمب يروج لانسحاب بلاده من اتفاق باريس المناخي
واشنطن - «الشرق الأوسط»: أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أول من أمس (الأربعاء)، خططه للانسحاب من اتفاق باريس المناخي قبل أقل من أسبوعين من الموعد الذي يمكن لإدارته فيه بدء العملية بشكل رسمي. وتحدث ترمب، في مؤتمر عن الطاقة في بيتسبرغ، عن إنتاج الغاز الطبيعي والنفط الخام، وعن جهوده لتخفيف الإجراءات التنظيمية التي تحكم صناعات الطاقة، وعن نية إدارته الانسحاب من الاتفاق المناخي الدولي الموقع عام 2015. وقال ترمب، الذي وقف على المنصة مع عشرات العاملين بخوذاتهم الصلبة: «اتفاق باريس من شأنه التضييق على المنتجين الأميركيين بالقيود التنظيمية المبالغ فيها بشكل لا يصدق، في حين يسمح للمنتجين الأجانب بالتلويث دون عقاب». وأضاف: «ما لن نفعله هو معاقبة الشعب الأميركي، في حين يراكم الملوثون الأجانب الثروات». وأضاف: «أفخر أن أقول إن هذا اسمه أميركا أولاً». ويقول المعارضون للانسحاب من الاتفاق إنه يضرّ بريادة الولايات المتحدة العالمية في التحول إلى اقتصاد أقل تلويثاً للبيئة بتكنولوجيات تعزز استخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية والبطاريات المتقدمة والحفاظ على الطاقة. وقالت نيرا تاندين، رئيسة مركز التقدم الأميركي، وهو مركز دراسات ليبرالي: «هذه الخطوة تضعف أميركا على الساحة الدولية، وتجعلها تتخلى عن الريادة في مسألة تغير المناخ وتحديات أخرى، لصالح دول مثل روسيا والصين». وعادة ما يتباهى ترمب بالانسحاب بالفعل من الاتفاق، لكن موعد القيام بذلك بشكل رسمي لم يحل بعد. وبناء على شروط الاتفاق، يمكن لترمب إرسال خطاب يوم 4 نوفمبر (تشرين الثاني) للأمم المتحدة لبدء حساب الفترة الزمنية لانسحاب الولايات المتحدة من اتفاق المناخ. ويستغرق الانسحاب عاماً كاملاً، ما يعني أن الولايات المتحدة ستخرج من الاتفاق بعد يوم واحد من الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة يوم 3 نوفمبر عام 2020.

موسكو: زيادة الإنفاق العسكري النرويجي تستهدف روسيا
موسكو - «الشرق الأوسط»: قالت وزارة الخارجية الروسية، أمس (الخميس)، إن روسيا قلقة من زيادة الإنفاق العسكري في النرويج، ومن تطوير بنيتها التحتية العسكرية، وتعتبر هذه الخطوات استهدافاً واضحاً لموسكو. وأضافت الوزارة، في بيان، إن وزير الخارجية سيرغي لافروف يعتزم إثارة هذه المخاوف غداً الجمعة في محادثات يجريها مع نظيره النرويجي في بلدة كيركينيس النرويجية.

الحالة الصحية لنواز شريف تثير قلق الباكستانيين
إسلام آباد - «الشرق الأوسط»: يحاول فريق من الأطباء تحديد سبب تدهور الحالة الصحية لرئيس وزراء باكستان السابق نواز شريف، الذي يقضي عقوبة سجن لمدة 7 سنوات، بسبب تهم فساد، وتم نقله من السجن إلى المستشفى. وتم اكتشاف «انخفاض خطير في عدد الصفائح الدموية» لدى شريف (69 عاماً)، ونقل إلى مستشفى في مدينة لاهور شرقي البلاد. وقال السيناتور برفيز رشيد، وهو مساعد مقرب لرئيس الوزراء الباكستاني السابق، لوكالة الأنباء الألمانية، أمس (الخميس)، إن الصفائح الدموية تتراجع بشدة لدى شريف، رغم عدد من عمليات نقل الدم. وقال إن شريف قد خضع لعدة فحوص طبية، لكن الأطباء لم يتوصلوا حتى الآن إلى أي استنتاج حول سبب مرضه. وتقول عائلة شريف وحزبه (رابطة باكستان الإسلامية - نواز)؛ إن الحكومة أهملت وانتظرت كثيراً قبل نقله إلى المستشفى. وتقبع ابنة شريف ووريثته السياسية مريم نواز أيضاً في السجن، وتواجه المحاكمة. وتم رفض السماح لها برؤية والدها، أول من أمس (الأربعاء)، لكنه تم إدخالها المستشفى نفسه في وقت متأخر من مساء نفس اليوم، لكنها أُعيدت إلى السجن في وقت مبكر من صباح الخميس.

واشنطن تطلق سراح عميلة روسية
واشنطن - «الشرق الأوسط»: أعلن محامي ماريا بوتينا، الشابة الروسية التي أقامت علاقات وثيقة مع اللوبي الأميركي القوي المؤيّد للأسلحة، والروسية الوحيدة التي حكم عليها بالسجن في قضية تدخّل موسكو في السياسة الداخلية الأميركية، إن موكلته ستعود إلى بلدها بعد إطلاق سراحها من سجنها الأميركي، اليوم (الجمعة). وقال المحامي، في وثيقة قدّمها إلى المحكمة هذا الأسبوع، إن موكّلته ستعود إلى روسيا بعد إطلاق سراحها.
من جهتها، قالت الشابة الثلاثينية، في مقابلة أجرتها معها من سجنها إذاعة «إن بي آر»، إنها كانت تدرس العلوم السياسية في جامعة «أميركان يونيفرسيتي»، وإن جلّ ما أرادت فعله هو المشاركة في «دبلوماسية مدنية». غير أن القضاء الأميركي اعتبر أنه على الرغم من عدم وجود صلات بين المتهمة وجهاز الاستخبارات الروسي، فهي كانت جزءاً من المؤامرة التي حاكها الكرملين للتدخل في النظام السياسي الأميركي وتعطيله، ولا سيما انتخابات 2016 الرئاسية التي فاز بها دونالد ترمب. وبوتينا هي المرأة الروسية الوحيدة التي أدينت في التحقيق في تدخل موسكو في السياسة الداخلية للولايات المتحدة، وقد أقامت علاقات مع الرابطة الوطنية للبنادق، اللوبي المؤيد للأسلحة.

محكمة روسية تمدد فترة توقيف أميركي متهم بالتجسس
موسكو - «الشرق الأوسط»: قررت محكمة في موسكو، الخميس، إبقاء المواطن الأميركي بول ويلان، الذي أوقف في أواخر العام الماضي بتهمة التجسس، في السجن لشهرين إضافيين. وتم في ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي توقيف ويلان (49 عاماً)، الذي يحمل الجنسيات الآيرلندية والكندية والبريطانية، بعد اتهامه بالحصول على معلومات مصنفة أنها أسرار الدولة. وقد يتم سجنه لفترة تصل إلى 20 عاماً في حال إدانته.
وقال المتّهم، الذي مثل أمام المحكمة، لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه يعتقد أنه موقوف كرهينة بانتظار تبادل محتمل للسجناء. ويصرّ ويلان أنه تم تلفيق التهمة له، وأنه أخذ وحدة تخزين بيانات رقمية من إحدى معارفه معتقداً أنها احتوت على صور عطلات. وأقرّ مجلس النواب الأميركي قراراً، الثلاثاء، يدعو للإفراج عن ويلان. وقال محاميه إنه سيحتاج لعملية جراحية للفتق الذي يعاني منه. وقال شقيقه، ديفيد، في بيان الثلاثاء، إن «وضعه الصحي يعد مصدر قلق كبير».



2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
TT

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)

لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.

يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟

دخان يتصاعد من شمال قطاع غزة خلال قصف الجيش الإسرائيلي (أرشيفية - أ.ف.ب)

بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.

دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.

بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي وقال إنها لجولة رئيس الأركان هرتسي هاليفي الميدانية في جنوب لبنان (أرشيفية)

حال العالم

في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.

في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.

وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.

صور الرئيس الأسبق حافظ الأسد ممزقة للمرة الأولى في تاريخ سوريا (الشرق الأوسط)

يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟

إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.

شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.

التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ

مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.

وحدة مدفعية أوكرانية في منطقة زابوريجيا تطلق النار باتجاه القوات الروسية على خط المواجهة (أرشيفية - رويترز)

تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.

في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟